الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

إجازة الدراسة بين الترفيه والعمل لتوفير النفقات.. وخبراء: مصدر سعادة للكثيرين من الطلاب.. وآخرون يستغلونها في الكفاح وإعالة أنفسهم وأسرهم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"الإجازة جت " كلمة يرددها الكثير من الأطفال احتفالا بالإجازة الدراسية التي ينتظرونها كل عام في الصيف والتي تفتح أمامهم الكثير من المجالات للعب والمرح، وكما هو معروف يأخذ الطلاب الإجازة لمدة بعد انتهاء امتحانات نهاية العام الدراسي وهي ما تعرف بالعطلة الصيفية التي لها فوائدها وأهميتها في حياتهم، والتي تتمثل في تجدد العطلة نشاط الطلاب، وتبعدهم عن الملل والروتين اليومي للمذاكرة وطوابير المدرسة وركوب الباصات والزي الرسمي والعودة إلى البيت في وقت محدد وأخذ الدروس وغيرها من الأشياء الروتينية التي اعتادوا عليها يوميا ولذلك يصبح اليوم في نظرهم ممل. 


ويجد كثير من الطلاب في العطلة الصيفية فرصة لهم للالتحاق بأندية رياضية وكشفية ولتعلم السباحة واللياقة البدنية، والسهر طويلا أمام شاشة التلفزيون وهذا الأمر الذي يلقى فيه الاطفال متعة أكبر لأنه كان دائما محروم من رؤيته بسبب المذاكرة، ومنهم من يلقي المتعة باللعب في الشوارع تجنبا وابتعادا عن حوادث السير، وممارسة اللعب في الملاعب أو الساحات العامة خاصة قبل الغروب تجنبا للموجات الحارة وضربات الشمس.
قال هشام عبد الفتاح، خبير نفسي، إن فكر الأطفال دائما ما ينحسر في الإجازة بين كلام محدد من لا يستطيع أن يستمتع بوقت الترفيه والترويح في العطلة عن نفسه لم يستمتع بأي شيء آخر، فقبل بداية العطلة يفكرون ويوضعون خطة للعلب والترفيهية لنفسه حتى يستطيع أن يستمتع بوقت الاجازة التي يحصل عليها مرة واحدة في السنة بعد الامتحانات واستغلال الإجازة جيدا قبل العودة إلى الدراسة فهناك من يمضي الإجازة في السفر للمصايف والزيارات هنا وهناك لأهله وأقاربه وآخر يقوم بلعب الكرة في الشارع المهم أن يقوم بعمل الشيء الذي يحقق له السعادة الكافية.
وأضاف أن الكثير من المصريين في وقت الترفيه يفكرون في العمل فيصبح مشتت الذهن ولا يستطيع إنجاز عمله والعكس في وقت الترفيه يفكر في الأعمال المتراكمة عليه فلا يستطيع الاستمتاع بإجازته مع اولاده الذين ينتظرون قضاء عطلتهم السنوية مع عائلتهم في أي مكان لذلك تصبح حيات الفرد مليئة بالضغوط والأزمات والمشاكل وذلك ما يؤثر على بعض العائلات ولا يستمتعون بإجازاتهم السنوية، مؤكدا أنه في ألمانيا يرفهون عن أنفسهم جيدًا في وقت العطلة أيا كانت اسبوعية او سنوية ولا يفكرون في العمل حتى يستطيعون مباشرة أعمالهم بكل حيوية ونشاط، ذلك عكس ما يحدث تماما في اليابان، حيث يعملون في كل أوقاتهم ولا يقومون بالترفيه عن أنفسهم نهائيًا، مما جعلهم الآن ينشؤون مراكز متخصصة لتعليم كيفية الاستفادة من العطلات والترفيه عن النفس، غير الواضح في العاصمة الخرطوم حيث يرافق عدد من أبناء القرية أقاربهم في العطلة المدرسيّة، ويعمل الأطفال في أسواق الخرطوم كباعة متجوّلين.


وأشار إلى أن الدولة تعمل دائما على توفير سبل الراحة للمواطن بتنظيف المنتزهات والحدائق لخلق روح المرح والترفيه والسعادة في نفوس الصغار قبل الكبار، ونصح الطلاب بالابتعاد عن الأفكار السيئة والسلبية تجاه ما حدث خلال الامتحانات، من تسريبات وغش وخلافه، فالإجازة فترة للتغيير، للقضاء على التوتر النفسي والعصبي، طوال سنة دراسية قضاها الطلاب تحت ضغط تحصيل المواد الدراسية، لذلك يجب استغلالها بشكل جيد للترويح عن النفس وضرورة التفكير في كيفية عمل استرخاء نفسي وبدني وعصبي. 
وأردف نبيل المدني، خبير علم اجتماع، أنه في نظر الأطفال أنه قضى وقتا طويلا في الدراسة ويستحق إجازة كبيرة ليفعل بها كل شيء محروم منه طوال الدراسة، فالراحة والترفيه ليست أمورًا فرعية بالنسبة للطالب العادي، فالترفيه بالنسبة للطالب أمر في منتهى الاهمية دائما ما يضعون الأفكار والخطط التي تُساعدهم في تغيير الأجواء التي قضوها طويلا داخل البيت والدروس وعدم قضاء وقت ممتع يُساعدك على الاستمرار في الدراسة والتركيز.
مستطردا يبدأ دور الحكومة في العطلة الرسمية من تهيئة الأماكن العامة والحدائق لقضاء عطلات الطلاب بها والاستمتاع بوقتهم كما تفعل الدول الاخرى بالخارج للحفاظ على النفسية العامة للطالب وذلك يعد سبيلا للاندماج مع الأشخاص والتعرف على أشخاص آخرين غير المعتاد عليهم في المصايف والسفر والحدائق وغيرها من أماكن التنزه التي تخلق روح السعادة المرح في نفوس الأطفال.
وأوضح أن معظم الاهالي يضعون برنامج ترفيهي ومنظم في الإجازة للاستفادة منها بشكل جيد وممتع لأنها الفرحة المنتظرة، مشيرا إلى أن الإجازة تبدأ بالنسبة للطلاب بالاسترخاء البدني والنوم، لكن يجب ألا تطول فترته، ويجب وضع برنامج يتضمن زيارة الأماكن والثقافة والترفيه في الاعتبار لأنه يبعث الثقة بالنفس في نفوس الطلاب للاستفادة من وقتهم وعدم إهداره.