الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في العيد الـ48 لقوات الدفاع الجوي.. الفريق علي فهمي: صفحات تاريخ العسكرية المصرية تزخر بالعديد من البطولات والأمجاد.. 30 يونيو 1970 البداية الحقيقية لنصر أكتوبر.. وسنظل دوما جنودا أوفياء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل قوات الدفاع الجوي المصرية بعيدها الـ 48 غدًا الثلاثين من يونيو، ويعد "الدفاع الجوي" أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، وهي المسئولة عن حماية المجال الجوي المصري، والتي أنشئت طبقًا للقرار الجمهوري الصادر في فبراير 1968 بإنشاء قوات الدفاع الجوي وفصلها عن القوات الجوية، لوصول قناعة القيادة العامة للقوات المسلحة في ذلك الوقت بوجوب وجود غطاء وحماية جوية للقوات البرية أثناء حرب أكتوبر واقتحام قناة السويس.


وفي 30 يونيو 1970 تم الدفع بكتائب الصواريخ إلى منطقة القناة، وهو اليوم الذي يوافق عيد قوات الدفاع الجوي، الذي استطاعت فيه كتائب الصواريخ التصدي لطيران العدو الإسرائيلي.
والدفاع الجوي هي مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى منع وتعطيل العدو الجوي عن تنفيذ مهمته أو تدميره بوسائل دفاع جوي ثابتة ومتحركة طبقًا لطبيعة الهدف الحيوي والقوات المدافع عنها.
ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوي اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة دفاع جوي متكامل وهي تشتمل على أجهزة الرادار المختلفة التي تقوم بأعمال الكشف والإنذار إضافة إلى عناصر المراقبة الجوية بالنظر وعناصر إيجابية من صواريخ مختلفة المدايات والمدفعية والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.
ويتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوي بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات، وفي تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوي وإفشال فكره في تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة.



قائد قوات الدفاع الجوي يتحدث:

توجه الفريق علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي، بالشكر لكل من يشارك ويساهم في احتفال القوات بالعيد الثامن لها، قائلًا: إن صفحات تاريخ العسكرية المصرية تزخر بالعديد من البطولات والأمجاد التي تجسد البذل والتضحية والفداء وتدعو إلى العزة والفخار.
وتابع "فهمي"، في كلمته بمناسبة الاحتفال بالعيد الثامن والأربعين لقوات الدافع الجوي:" لقد كان يوم الثلاثين من يونيو 1970، الإعلان الحقيقي عن اكتمال بناء حائط الصواريخ بسواعد رجال وأبطال الدفاع الجوي المصري وبدأت طائرات العدو تتساقط معلنة بتر ذراعه الطولى، ويعتبر هذا التاريخ نقطة تحول في مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي، فقد قامت قوات الدفاع الجوي فور صدور قرار إنشائها بالتخطيط والتدريب للتصدي للعدو الجوي، وبذل رجالها الأوفياء جهودهم وحشدوا كل الطاقات، وسارعوا الزمن لبناء المواقع والتحصينات، لاستكمال إنشاء حائط الصواريخ تحت ضغط الضربات والهجمات الجوية المعادية المستمرة.
واستطرد قائد قوات الدافع الجوي: "لقد تحققت ملحمة العطاء، وخلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو عام 1970 انطلقت صواريخ الدفاع الجوي المصرية، تفاجئ أحدث الطائرات الإسرائيلية في ذاك الحين من طراز (الفانتوم وسكاي هوك)، التي تهاوت على جبهة القتال المصرية، وأخذت إسرائيل تتباكى وهي ترى انهيار تفوقها الجوي فوق القناة، واتخذت قوات الدفاع الجوي من هذا التاريخ ذكرى يُحتفل به كل عام، فهو يعتبر البداية الحقيقة لنصر أكتوبر المجيد.
وأكد "فهمي"، أن الاحتفال بمثابة يوم للوفاء والإجلال لكل شهداء قوات الدفاع الجوي، الذين ضحوا بأرواحهم حتى تعلو الرايات خفاقة دليلًا على العزة والكرامة وتأكيدًا للنصر، موجهًا تحية إعزاز وتقدير لرجال الدفاع الجوي حماة سماء مصر ودرعها الواقي وعينيها الساهرة الذين يتحملون مسئولية الدفاع عن سمائها وقدسيتها لا فرق عندهم بين سلم وحرب، كما توجه بالشكر والعرفان للقادة والرواد الأوائل ومصابي العمليات من رجال الدفاع الجوي الذين تولوا المسئولية قبل ذلك وأدوا مهامهم بإخلاص واقتدار.


ووجه قائد قوات الدفاع الجوي رسالة إلى الفريق محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، قال فيها: إن رجال قوات الدفاع الجوي يعاهدون الله أن يظلوا مرابضين في مواقعهم يواصلون الليل بالنهار، حتى تظل قوات الدفاع الجوي قادرة على مجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات، ومن أجل للدفاع عن هذا الوطن وهذا الشعب الذي يستحق أن يزهو ويفتخر بقواته المسلحة التي كانت وستظل دائمًا بإذن الله درعًا للوطن وسيفًا على أعدائه.
كما وجه "فهمي" رسالة باسم قوات الدفاع الجوي، إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، قال فيها: نجدد العهد لسيادتكم، ونعاهدكم أن نظل دوما جنودًا أوفياء حافظين، مضحين بكل نفيس وغال، نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها، لتظل مصر درعا لأمتنا العربية".
وحول اختيار الثلاثين من شهر يونيو كعيد تحتفل به قوات الدفاع الجوي كل عام، أكد الفريق علي فهمي، أنه صدر القرار الجمهوري رقم (199) الصادر في الأول من فبراير 1968، بإنشاء قوات الدفاع الجوي لتمثل القوة الرابعة في قواتنا المسلحة، وتحت ضغط هجمات العدو الجوي المتواصل بأحدث الطائرات (فانتوم، سكاي هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوي المتيسرة في ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ، ومن خلال التدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوي خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز (فانتوم، سكاي هوك)، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم، وتوالت انتصارات رجال الدفاع الجوي ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذي منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة فاتخذت قوات الدفاع الجوي هذا اليوم عيدًا لها.



وعن (حائط الصواريخ)، قال "فهمي": حائط الصواريخ هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوي عن التجميع الرئيسي للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كيلومترا شرق القناة، وهذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيدًا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها، وقد تم بناء هذا الحائط في ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولي لإسرائيل المتمثل في قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية في ظل توفير دفاع جوى عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، وذلك لمنع إنشاء هذه التحصينات، ورغم التضحيات العظيمة التي تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، وكان العدو ينجح في معظم الأحيان في إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوي بالدراسة والتخطيط والعمل المستمر وإنجاز هذه المهمة، وكان الاتفاق على أن يتم بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين الأول: القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات، والثاني: الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها ( أسلوب الزحف البطيء)، وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفي له وهكذا، وهو ما استقر الرأي عليه وفعلًا تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أي رد فعل من العدو وتم التخطيط لاحتلال ثلاثة نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة، وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام في تنسيق كامل وبدقة عالية، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوي، وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال في الصبر والتصميم والتحدي، وعلى أثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوي على الاقتراب من قناة السويس فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة وبدون تدخل العدو الجوي.



وعن بطولات قوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر، أكد قائد القوات أن الحديث عن حرب أكتوبر 73 لا ينتهي، وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوى كل الأحداث، وسوف نكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوي في هذه الحرب ولكي نبرز أهمية هذا الدور، فإنه يجب أولًا معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور، حيث بدأ مبكرًا التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية، حيث قامت إسرائيل بتسليح هذه القوات بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية في ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا وتعاقدت مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاي هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة، وتوفر الوقت والإمكانيات للقوات الجوية الإسرائيلية للإعداد والتجهيز عقب حرب عام 56 وتحقيق انتصار زائف في عام 1967 والإمداد بأعداد كبيرة من الطائرات الحديثة خلال حرب الاستنزاف، وكان يجب على قوات الدفاع الجوي التصدي لتلك الطائرات، حيث قام رجال الدفاع الجوي بتحقيق ملحمة في الصمود والتحدي والبطولة والفداء وقاموا باستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوي المستمرة وخلال خمسة أشهر (أبريل، مايو، يونيو، يوليو، أغسطس) عام 1970، استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاي هوك وميراج، مما أجبر إسرائيل على قبول (مبادرة روجرز) لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970، وبدأ رجال الدفاع الجوي في الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام – 3 (البتشورا) وانضمامها لمنظومة الدفاع الجوي بنهاية عام 1970، وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوي في حرمان العدو الجوي من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني (الإستراتوكروزار) صباح يوم 17 سبتمبر 1971، وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ (سام – 6) استعدادًا لحرب التحرير.


وتابع "فهمي": "وكانت مهمة قوات الدفاع الجوي بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استراتيجية، وفي اليوم الأول للقتال في السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلي القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فوري توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6/7 أكتوبر، تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت في إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين، وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كيلومترا، وفي صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر في الطائرات والطيارين، وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوي الإسرائيلي أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذي كان يتباهى بهم، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان )، يعلن في رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، وذكر في أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر (أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها... ثقيلة بدمائها).


وأكد قائد قوات الدفاع الجوي، أن العسكريين يعملون طبقًا لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، إلا أنهم في ذات الوقت يهتمون بكل ما يجرى حولهم من أحداث ومتغيرات في المنطقة، والتهديدات التي تتعرض لها كل مسارات السلام الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ككل ليست بعيدة عن أذهانهم، قائلًا: يظل دائمًا وأبدًا للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها في المحافظة على كفاءتها سلمًا وحربًا، وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالي لقوات الدفاع الجوي، فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات، بحيث تكون قادرة ليلًا ونهارًا سلمًا وحربًا وتحت مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح، ويتم تحقيق الاستعداد القتالي العالي والدائم من خلال مجموعة من المحددات والأسس والاعتبارات، تتمثل في الحالات والأوضاع التي تكون عليها القوات طبقًا لحسابات ومعايير في غاية الدقة، وتوفر الأزمنة اللازمة لتحول القوات لتنفيذ مهامها في الوقت المناسب، ويتم المحافظة على الاستعداد القتالي الدائم من خلال استعداد مراكز القيادة الرئيسية والتبادلية لإدارة أعمال القتال والمحافظة على الكفاءة الفنية للأسلحة والمعدات، ويتم تنفيذ كل هذه العناصر في إطار من الانضباط العسكري الكامل، والروح المعنوية العالية.
وحول التعاون العسكري الذي يعتبر إحدى الركائز الهامة للتطوير مع العديد من الدول العربية والأجنبية، قال "فهمي": تحرص قوات الدفاع الجوي على التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة طبقًا لأسس علمية يتم إتباعها في القوات المسلحة وتطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات بالإضافة إلى محاولة الحصول على أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتى نحقق الهدف الذي ننشده وفي هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكري من خلال مسارين، الأول: التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوي المصري طبقًا لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودات بالخدمة خاليًا في خطة محددة ومستمرة والثاني: التعاون في تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة مثل التدريب المصري الأمريكي المشترك (النجم الساطع)، والتدريب اليوناني المشترك (ميدوزا – 5)، والتدريب المصري السعودي المشترك (فيصل – 11)، والتدريب المصري الأردني المشترك (العقبة -3)، لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات في هذه الدول، لافتًا إلى أن قوات الدفاع الجوي تسعى دائمًا لزيادة محاور التعاون في كل المجالات (التدريب، التطوير، التحديث)، ويتم التحرك في هذه المسارات طبقًا لتخطيط يتم إعداده مسبقًا بما يؤدي إلى استمرار أعمال التطوير لقوات الدفاع الجوي على مستوى المعدات أو أسلوب الاستخدام.


وعن عناصر بناء منظومة الدفاع الجوي المصرية قال قائد القوات: تتكون منظومة الدفاع الجوي من عدة عناصر استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية تمكن القادة من اتخاذ الإجراءات التي تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوي تنتشر في كل ربوع الدولة في مواقع ثابتة، وبعضها يكون متحركًا طبقًا لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوي عنها، ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوي اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشمل على أجهزة الرادار مختلفة المدايات تقوم بأعمال الكشف والانذار، بالإضافة إلى عناصر المراقبة الجوية وعناصر ايجابية من صواريخ متنوعة والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.
وتابع قائد قوات الدفاع الجوي: "يتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوي بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات في تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية، بهدف الضغط المستمر على العدو الجوي وإفشال هدفه في تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة، ويتحقق بناء منظومة الدفاع الجوي من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجو، بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة والذي يشمل على الآتي: التكامل الأفقي: ويتحقق بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة، والتكامل الرأسي: ويتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد.
وأكد الفريق على فهمي، أن كلية الدفاع الجوي من أحدث المعاهد العسكرية على مستوى الشرق الأوسط ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوي المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة، وأنه نظرًا لما يمثله دور كلية الدفاع الجوي المؤثر على قوات الدفاع الجوي والتي تتعامل دائمًا مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة فإننا نعمل على تطوير الكلية، من خلال مسارين، الأول: تطوير العملية التدريبية وذلك بالمراجعة المستمرة للمناهج الدراسية بالكلية وتطويعها طبقًا لاحتياجات ومطالب وحدات الدفاع الجوي والخبرات المكتسبة من الأعوام السابقة بالإضافة إلى إنتاء هيئة التدريس من أكفأ الضباط والأساتذة المدنيين في المجالات المختلفة، والثاني: تزويد الكلية بأحدث ما وصل إليه العلم في مجال التدريب العملي وفي هذا المجال فقد تم تزويد الكلية بفصول تعليمية لجميع أنواع معدات الدفاع الجوي مزودة بمحاكيات للتدريب على تنفيذ الاشتباكات مع الأهداف الجوية، كذا تم تجهيز الفصول والقاعات الدراسية بدوائر تليفزيونية مغلقة وشاشات عرض حديثة وتم تحديث وتطوير المعامل الهندسية بالكلية، فضلًا عن تنفيذ معسكرات تدريب مركز لطلاب السنة النهائية للمشاركة في الرمايات الحقيقية لأسلحة الدفاع الجوي بمركز التدريب التكتيكي لقوات الدفاع الجوي.



وتابع "فهمي": "شيء طبيعي في عصرنا الحالي أنه لم تعد هناك قيود في الحصول على المعلومات، حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواءً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفوري للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومات متاحة أمام من يريدها، ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو قبل الصديق، ولكن هناك شيئا هاما وهو ما يعنينا في هذا الأمر، هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذي يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية في معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل في إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر، والدليل على ذلك أنه في بداية نشأة قوات الدفاع الجوي تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا في ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسال الاستطلاع الإلكتروني بأنواعه المختلفة، وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة)، ونحن لدينا لايقين إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة.
وأكد "فهمي"، أن القيادة العامة للقوات المسلحة تهتم دائمًا بأبنائها من خلال عقد اللقاءات الدورية للقادة على كافة المستويات، ويحرص جميع القادة بقوات الدفاع الجوي على تنفيذ اللقاءات الدورية بدءا من مستوى قائد القوات حتى مستوى قائد الفصيلة ويختلف معدل تنفيذ اللقاءات من مستوى إلى آخر هذا بخلاف لقاءات القادة مع مرؤوسيهم في المناسبات القومية والدينية وعقب تنفيذ الالتزامات التدريبية الرئيسية، أما عن اللقاءات بالضباط والصف والجنود فإنها مستمرة دائمًا دون انقطاع وفي مناسبات متعددة، منها الذي مع القادة والضباط بجميع مستوياتهم القيادية بغرض شرح أبعاد الموقف السياسي العسكري وتوعية الضباط بالموضوعات الهامة من خلال محاضرات للرؤساء المتخصصين، وهناك لقاءات تتم بقيادات التشكيلات لأكبر عدد من ضباط وصف وجنود التشكيل للاستماع إلى المشاكل والمصاعب واتخاذ القرارات لحلها كما أحرص أثناء مروري على الوحدات والوحدات الفرعية حتى مستوى نقطة المراقبة الجوية بالنظر على تنفيذ لقاءات مع الضباط والصف والجنود لتوعيتهم والتعرف على مصاعب العمل وتذليلها والاستماع إلى المشاكل الشخصية وحلها فورًا، قائلًا: " أعتبر أسعد لحظات عملي ومهام وظيفتي التي أقضيها بين الضباط والصف والجنود سواء بالقيادة أو مواقع القتال لأنها تعطي المؤشر الحقيقي والواقعي لأداء القوات".