كادت تقع وهى تنزل من الباص الذى لم يتوقف تمامًا من أجلها، لكنها لحسن حظها تمكنت من حفظ توازنها فى وقت مناسب، كتفها اليسرى كادت أن تخلع من مكانها، عندما صدَمتها ذراع رجل لم تصل كتفها لأكثر من مرفقه. تمتمت ببضع شتائم، وأكملت بامتعاض، لم يكن يومًا جيدًا أبدًا، وكل ما يحدث الآن من إزعاجات تافهة ليس أكثر من لمسات أخيرة على الطبق الرئيسي، تتناسى التفكير فيما حدث عند الظهيرة.. أو منذ الصباح.. بل سيبدأ الحظ السيئ مع إطفائها صوت فيروز من منبهها، كم تكره فيروز.. والصباح.. والأيام السيئة.. تتوقف عند محل الأحذية الأخير قبل أن تتجه إلى مدخل بيتها. لا جديد. نفس الذوق الرخيص. خلف أذنها يمر صوت طفلة تشير ناحيتها وتقول:
-انظرى يا ماما، انظري، لون شفاهها جميل، أليس كذلك؟
لم ترَ وجه الطفلة جيدًا، لكن ابتسامتها تكفى لتغير وجه اليوم التالي..
بأحمر شفاه جميل آخر..
قصة لـ عبد الرحمن يوسف الشريف (16 سنة)