الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"سانت أوجيني".. أقدم كنيسة أوروبية في قلب "بورسعيد"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«سانت أوجيني».. أقدم كنيسة أوروبية فى قلب «بورسعيد»
صاحبتها «قديسة» ضحت بجمالها من أجل «الرهبنة».. وبنيت كنيستها عام 1890
شركة «قناة السويس» تنازلت عن الأرض بالحى الأفرنجى لـ«الآباء الفرنسيسكان» 
«الكنيسة» تقع ضمن الآثار «الإسلامية المسيحية» بقرار رسمى عام 2015 
تضم لوحات أثرية أصلية وتماثيل نادرة تعود للقرن الـ 19 وأقدم «أورج موسيقي» بكنائس مصر 
كتبت - ميرا توفيق
فى الحى الأفرنجى، بمدينة بورسعيد تقع كنيسة «سانت أوجينى»، التى يشرف عليها رهبنة الآباء الفرنسيسكان، ويقبل على زيارتها محبو المدينة الساحلية، حيث تعتبر الكنيسة من معالم المدينة الباسلة، كما يقابلها كنيسة السيدة العذراء، التى تشهد معجزة نزول «زيت» من صورة للعذراء مريم.
«الكنيسة» صدر لها قرار رسمى عام 2015، ونشر فى الجريدة الرسمية، بتسجيلها ضمن سلسلة الآثار الإسلامية والقبطية، بناءً على قانون حماية الآثار الصادر بالقانون رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته ولائحته التنفيذية، لذا تشهد طوال العام زحامًا شديدًا من أبناء المدينة الساحلية والسائحين الأجانب، الجميع يتجول فى فى أرجائها، فيما يقوم أحد العمال المتواجدين بها بشرح معالمها الأثرية والتماثيل الموجودة بها.
بُنيت «سانت أوجينى» على أنقاض كنيسة أخرى كانت مشيدة من الخشب عام 1875 ميلادية، وقام بتدشينها المطران «لويجى شورشيا» باسم القديسة أوجينى، الشهيدة العظيمة، وهو أيضا اسم إمبراطورة فرنسا، وتم بناء الكنيسة الحالية، من الحجر، وقام المطران «جويدو كوربيللى» بتكريس الكنيسة، حيث قام بوضع تصميمات الكنيسة والإشراف على التنفيذ المهندس الإيطالى «إدوارسيبيك».
ويعتبر الطراز البازيلكى، أقدم الطرز المعمارية فى تخطيط الكنيسة، وهو مقتبس من «البازيليكا الخاصة بالمعابد الرومانية» وقسمت الكنيسة بواسطة مجموعة من الأعمدة، إلى ثلاثة أروقة عمودية، على ما يسمى منطقة «المذبح الرواق الأوسط» ويعتبر أكثرها اتساعا، ويسمى بالرواق الكبير وفى نهايته توجد الحنية الرئيسية.
تنتمى الكنيسة، للأقباط الكاثوليك الذين كانوا يعيشون فى بورسعيد منذ 1956 من الإيطاليين واليونانيين، وبعض الجنسيات العربية من لبنان وسوريا والأردن وكان يبلغ عددهم أكثر من 200 أسرة ثم عادوا إلى بلادهم.
تضم داخل جنباتها لوحات أثرية أصلية، بتوقيعات الرساميين، مضى عليها أكثر من مائة عام، وتماثيل نادرة تعود للعصر الـ 19 الميلادي، بالإضافة لأقدم «أورج موسيقي» على مستوى الكنائس بمصر وحوض البحر المتوسط.
تقع «الكنيسة» بدائرة حى الشرق، المعروف قديما بـ«الحى الأفرنجى» وتطل بواجهتها الرئيسية ناحية الشمال الشرقى، على شارع أحمد ماهر ومن الناحية الجنوبية الشرقية على شارع رمسيس - ميدان المنشية، تم بناؤها عام 1890 على أنقاض كنيسة قديمة كانت مشيدة من الأخشاب، على قطعة أرض تنازلت عنها شركة قناة السويس إلى الآباء الفرنسيسكان لبناء الكنيسة عليها.
وشيدت على الطراز «البازيليكى» المنتشر فى أوروبا، ويجمع بين عناصر الطراز الكلاسيكى والطراز المستحدث، حيث تتكون من مساحة مستطيلة قسمت إلى ثلاثة أروقة، الرواق الأوسط هو أوسعها وأكثرها ارتفاعًا، وبرج الكنيسة عبارة عن قاعدة مربعة بارتفاع 11 مترًا، تبدأ من سطح الأرض وحتى نهاية سطح الكنيسة، وعليها طابق ثان يحمل شرفة مستطيلة، فيما يعلو الطابق الثالث قمة مخروطية تنتهى بصليب لاتيني‪.‬‬
أما عن شكل الكنيسة المعمارى، فهو على الطراز «التوسكانى» ويوجد أربعة أعمدة موزعة على جانبى المدخل الرئيسى والوحيد للكنيسة، وتمتاز هذه الأعمدة بأنها ذات بدن أسطوانى أملس، يعلوها تيجان بسيطة ذات زخارف توسكانية، وبزخرف الواجهة فوق المدخل «كرانتون» يتوسطه زخارف لدرع «شعار النبالة» الخاص بفرنسيسكان بيت المقدس، ويتوسط الواجهة مدخل الكنيسة، ويتم الوصول إليه عن طريق ست درجات سلم من الرخام، تنتهى بعتبة تؤدى إلى فتحة المدخل، وهى متوجة بعقد نصف دائرى من الرخام متعدد الإطارات، ويعلو عقد المدخل شباك دائرى من الرخام متعدد الإطارات، قطره بحجاب من المعدن المشغول بأشكال هندسية ونباتية متفتحة فى مركزها، ويغلق على المدخل باب من الخشب مستطيل من حشوات طولية.
يمكن الوصول إلى «برج الكنيسة» عن طريق الفناء الغربى، وبنيت من الحجر والاجر وأرضيات الأروقة الثلاثة من الرخام والأسقف من الخرسانة والعوارض والقضبان المعدنية.
ومساحتها مستطيلة المسقط منتظمة الأبعاد تبلغ مساحتها الكلية 912 مترًا، تم تقسيمها إلى ثلاثة أروقة أوسعها الرواق الأوسط بواسطة «باكيتين» تشمل كل «باكية» سبعة عقود نصف دائرية تسير اتجاهاتها عمودية على هيكل الكنيسة ناحية الجنوب وتستند على سبع دعامات حجرية مربعة المسقط، يعلو البلاطة الأولى خلف المدخل «مقصورة المرتلين» ومكان للأروج وعالج المعمار، عدم وجود فتحات لشبابيك بجدران الكنيسة بإقامة فانوسين «شخشيخة» للتهوية والإضاءة فى سقف الهيكل الشرقى والغربى.
«الهيكل» يقع فى الاتجاه الجنوبى، وليس فى اتجاه الشرق كما هو موجود فى جميع كنائس الأرثوذوكس، وأرجع ذلك لعدم تقيد الكاثوليك باتجاه الشرق فى كنائسهم، وبها ست دخلات ثلاث بالجدار الغربى وثلاث بالجدار الشرقى، فى وسط المذبح يعلو كل منها أيقونة أو تمثال لأحد القديسين المكرسين بالكنيسة، والرواق الغربى به مذبح السيدة العذراء «السيدة المجدلية» ومذبح العذراء «السيدة الوردية» ومذبح «القديسة لوتشيا»، كما يوجد بالرواق الشرقى، مذبح القلب المقدس ومذبح القديس أنطونيوس البدوانى، ومذبح القديس روكز، ويعلو دعامات وجدران الكنيسة، عدد أربع عشرة أيقونة، سابقة الصنع من الخشب، صنعت بواسطة الحفر البارز المجسم تمثل مراحل «محاكمة السيد المسيح».
و«أوجينا» هى قديسة، ضحت بجمالها وكل ما لديها من جاه، حيث نشأت فى سنة 245 م بمدينة الإسكندرية، التى كانت تعتبر من أكبر مدن العالم الرومانى، ومقرا فى ذلك الوقت لكرسى مار مرقس، وكان يفد إليها التجار من الشرق والغرب، وكانت ابنه الملك فيليب حاكم القطر المصرى، وتم قطع رأسها بحد السيف لأنها رفضت عبادة الأوثان.
«قدست» سانت أوجينى فى الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذوكسية، واسمها يعنى باليونانية يعنى (الولادة النبيلة) كما استدعيت كشفيعة ضد الصم والهوس، وعرفت قصتها فى القرن الثالث الميلادي، على أنها ابنة والى الأسكندرية الروماني.
وبحسب ما جاء بالتراث الكنسى فإن أوجينيا (أو أوجينى أو أوجينية) هى عذراء رومانية، جاءت مع والدها فيليب ووالدتها وأخواتها إلى الإسكندرية، حيث عمل والدها كقاضِ للمدينة من قبل الإمبراطور.
إذ تلقت تعليمها الفلسفى والأدبى على أيدى فلاسفة سكندريين مؤمنين، رأت فيهم صورة حية للإيمان المسيحي، فأحبت السيد المسيح واعتمدت سرًا، وإذ سمعت عن العذارى والمتبتلين اشتهت هذه الحياة لتكريس كل قلبها وطاقاتها للعبادة الروحية.
وخرجت من القصر مع اثنين من الخدم المسيحيين، يدعيان بروتس وهيسينس، متخفية فى زى رجل، وانطلقت خارج المدينة تلتقى ببعض النساك، الذين كانوا يعيشون فى أكواخ منفردة، حيث تتلمذت على يدى أحدهم على أنها شاب خصى محب لله.
قيل إن امرأة شريرة اتهمتها بالزنا معها، فأُلقيّ القبض عليها ومثلت أمام والدها القاضى ليحكُم عليها بالموت، وكانت فى صراع بين قبولها للموت بفرح وبين خلاص والدها، وقد فضلت الأمر الأخير، فالتقت به على انفراد وكشفت له أمرها، ففرح بها فرحًا شديدًا، وأخذها معه إلى البيت معلنًا إيمانه بالسيد المسيح.
وقيل أيضًا إن والدها اعتزل عمله وكَرس حياته للعبادة والخدمة فصار أسقفًا (حسب النص اللاتيني)، وقد استشهد أثناء ممارسته للقداس الإلهي، وانطلقت أوجينيا مع والدتها كلوديا وأخواتها إلى روما، وكانوا عاملين فى كرم الرب، وسرَ قبول كثير من الوثنيين للإيمان، وقد انتهت حياتهم بالاستشهاد.
دُفنت الشهيدة البتول أوجينيا فى مقابر Apronian فى الطريق لاتينا، بعد ذلك أُقيمت كنيسة باسمها تجددت فى القرن الثامن، ويعيد لها فى الكنيسة يوم 25 ديسمبر.
يشرف الآباء الفرنسيسكان على دير وكنيسة «سانت أوجينى» وقد وُلد فرنسيس مؤسس الرهبنة فى عام 1182 ميلادية لأب إيطالى تاجر أقمشة ثرى وأم فرنسية، وتربى فرنسيس فى بيئة أحاطته بكل أنواع التدليل ومرت سنوات صباه فى لهو ومرح وانطلاق مع رفقائه، وكان والده يعده ليخلفه فى تجارته بينما كانت والدته تبث فيه محبة المسيح واحترام الكنيسة والعطف على الفقراء والمساكين.
اشترك «فرنسيس» فى الحرب التى قامت بين مدينته «أسيزى» ومدينة «بيروجيا» والتى انتهت بأسره، وهناك فى سجون بيروجيا عاش أولى خبراته المؤلمة والتى كانت نقطة تحول فى حياته، فقد بدأ يفكر فيمن هو السيد الحقيقى الجدير بأن يخدمه.
فى عام 1207 بدأ فرنسيس أولى خطواته فى حياته الجديدة إذ تنازل لوالده عن كل شيء حتى عن ملابسه التى كان يستر بها عورته، وأقام بجوار كنيسة القديس دميان المهدمة والتى بدأ فى ترميمها، والتف حوله كثير ممن أعجبوا بسيرته الجديدة، وكانت الآية «لا تقتنوا ذهبًا ولا فضة ولا مزودًا، ذات تأثير كبير عليه فجعلها قانونًا لرهبنته الناشئة».
فى عام 1210 توجه «فرنسيس» مع نفر من رهبانه إلى روما، ليطلب من «البابا» اعتمادًا لطريقة حياته، فصرح لهم البابا بأن يبشروا بكلمة الله ودعوة الناس إلى التوبة، وفى العام التالى وبناء على رغبة الشابة «كلارا» أسس فرنسيس رهبنة نسائية ودعيت «الرهبنة الفرنسيسكانية الثانية».
فى عام 1219 جاء فرنسيس إلى مصر والتقى بالسلطان الملك الكامل فى مدينة دمياط، حيث قام بأول حوار بين الديانتين المسيحية والإسلامية، وقد منحه السلطان تصريحًا كتابيًا يخول له زيارة الأماكن المقدسة فى فلسطين حيث أسس الإقليم الشرقى الفرنسيسكاني.
وتوفى فرنسيس فى الثالث من أكتوبر 1226 فأعلنت قداسته بعد انتقاله بعامين، وانتشرت الرهبنة فى معظم بلدان أوربا وكانت إرساليات تجوب أماكن كثيرة من العالم للتبشير بالمسيح، حيث استشهد العديد من الرهبان الذين وصل عددهم أثناء حياته إلى عدة آلاف.
و يعود تاريخ الرهبنة فى مصر على عهد القديس فرنسيس نفسه، عندما قام بزيارتها مع فلسطين، حيث أسس الإقليم الشرقى بهدف المحافظة على الأماكن المقدسة ورعاية الجاليات الأجنبية وبعثات الحج، ثم ظهرت الحاجة إلى إنشاء إرسالية جديدة من أجل مواصلة الحوار بين الكنيسة الجامعة والكنيسة القبطية الأرثوذكسية. 
ويعود تاريخ تلك «الإرسالية» التى سميت النيابة الرسولية فى مصر إلى عام 1630 وفى عام 1697 نشأت نيابة رسولية جديدة لمناطق أخميم بمصر، وفونجى بإثيوبيا، ولكن بعد استشهاد الرهبان فى إثيوبيا، عام 1716 تقرر إلغاء النيابة الرسولية التى أعيد فتحها عام 1719.
كان الطابع المميز لنيابة المرسلين الفرنسيسكان «فى خدمة الأقباط» وقد تحدد ذلك فى الرسالة الرعوية للبابا بندكتوس الرابع عشر فى 4 مايو 1745، الذى بموجبه أنيطت بالرهبان الفرنسيسكان ثلاث مهام هى التبشير بالإنجيل وتوزيع الأسرار فى حالة نقص كهنة الأقباط الكاثوليك والاهتمام باستمرار الحوار مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وفى عام 1896 وبموجب البراءة البابوية، التى أصدرها «البابا لاون الثالث عشر» بإحياء بطريركية الأقباط الكاثوليك، تخلت النيابة الرسولية الفرنسيسكانية عن لقبها واعتبرت إرسالية عادية يرأسها رئيس دينى وكنسي، واستمر هذا الوضع حتى عام 1949 حيث طالب مجمع الكنائس الشرقية من الرئيس العام للفرنسيسكان، ألا يعتبر نفسه رئيسًا كنسيًا بل فقط رئيسًا دينيًا وقانونيًا، يمارس مهامه بالنسبة للرهبنة فقط، أما فى مجال النشاط الرعوى فكان عليه الخضوع للسلطات الكنسية المحلية.
ارتبطت الرهبنة فى مصر بإقليم توسكانا الفرنسيسكانى بإيطاليا، حتى عام 1958، حيث بدأت أولى مراحل الاستقلال عن الإقليم الإيطالي، ففى عام 1962 حصلت الإرسالية على الاستقلال الذاتى ونالت لقب حراسة، وفى السبعينيات رقيت إلى وكالة وفى الثمانينيات حصلت على لقب إقليم صغير.
وساعدت الرهبنة فى مصر فى تكوين «إكليروس» طائفة الأقباط الكاثوليك، واهتمت بارسال مبعوثين من الشباب القبطى لتلقى العلوم اللاهوتية فى روما ومن ثم عودتهم إلى مصر، لرعاية بنى وطنهم وأول المبعوثين هما الشابان روفائيل طوخى وصالح مراغي.
وفى عام 1893 تركت ثلثى مقارها للإكليروس القبطى الكاثوليكي، الذى كان يرغب فى ممارسة نشاطاته مستقبلًا عن المرسلين اللاتين، ومن هذه المقار كنيسة ودير بدرب الجنينة التى تحولت إلى مقر البطريرك وكنائس طهطا وأخميم وجرجا وجامولا وفرشوط ونقادة، وفى سنوات لاحقة تنازلت أيضًا للطائفة عن كنائس أسيوط وحجازة، وتنازلت للآباء اليسوعيين عن كنيسة جراجوس وللآباء الكومبونيان عن كنيسة ودير أسوان.
ومازال الرهبان الفرنسيسكان يقومون برعاية الكثير من الكنائس، مثل دير ومزار العذراء بدير درنكة وكنيسة منفلوط فى أسيوط وكنائس نجع حمادى وفرشوط وقنا والطويرات وكنيسة الأقصر، المخصصة لخدمة السائحين وكنيسة الرزيقات والمحاميد والرياينة وإسنا وكوم أمبو.
ويدير «الرهبان الفرنسيسكان» عدة مدارس منها مدارس الرزيقات وأرمنت الحيط والأقصر والطويرات ونجع حمادى ومدارس أسيوط ودير العذراء ومنفلوط ومدرسة الفيوم، كما يديرون ملجأ للأيتام بالمقطم.
واهتمت «الرهبنة» بتأليف وترجمة الكتب الروحية واللاهوتية والعلمية وأشهر الكتاب هم الأب لويس برسوم والأب المرحوم جرجس نصر الله، ويذكر الأب المرحوم جامبيرارديني، أبحاثه القيمة عن التراث القبطي، كما اهتمت الرهبنة بتخريج كثير من أساتذتها من الجامعات الأوروبية، لكى يقوموا بالتدريس فى المعهد الإكليريكى بالمعادى أو معهد اللاهوت بالسكاكيني، وتم اختيار اثنين من رهبان الإرسالية، لكرسى الأسقفية، هما الأنبا يوحنا نوير مطران أسيوط والأنبا مرقس حكيم مطران سوهاج.