الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أحمد الإبياري.. الرجل الذي أعاد الحياة لـ"مسرح الريحاني"

 الفنان أحمد الإبياري
الفنان أحمد الإبياري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يعتمد الفنان أحمد الإبياري على نشأته الفنية من أجل النجاح، فالرجل الذي عُرف عنه تعدد المواهب، ما بين الكتابة والتأليف والإخراج، ربما عشق المسرح منذ وعت عيناه الدنيا، عندما وجد والده هو الكتاب الكبير الراحل أبو السعود الإبياري، الذي قدر البعض إنتاجه الفني بـ17% من تاريخ أفلام السينما المصرية، وكان رفيق نجاح الفنان الراحل إسماعيل ياسين؛ فلم يعرف الإبياري الصغير غير حب المسرح، تنوعت ألقابه مع تعدد مواهبه، لكن دومًا ما يعقبها مباشرة كلمة "مسرحي"، سواء كان مؤلفًا أو مخرجًا أو منتجًا، دون أن يبخل يومًا على تطوير ذلك الفن "الذي كاد يندثر في مصر"، حسب قوله.
شهد حي الأزبكية في 29 يونيو 1952، أولى صرخات أحمد الإبياري في الحياة.. هناك نشأ طفلًا، ثم عاش طفولته وشبابه متنقلًا بين أحياء الزمالك والدقي والمهندسين وأخيرًا مصر الجديدة، تابع دراسته حتى حصل على شهادة البكالوريوس من كلية التجارة بجامعة القاهرة في عام 1975؛ ليؤدي بعدها فترة التجنيد الإجباري التي ما إن أنهاها حتى بدأ ينطلق وراء موهبته وعشقه للكتابة والتأليف. 
تشبع الإبياري الصغير من والده بحب الكتابة والتأليف، حيث اكتسب من مدرسته العظيمة فن كتابة وصناعة الكوميديا، سواء في التأليف المسرحي أو كتابة السيناريو والحوار، ليستهل مسيرته الفنية عقب تخرجه مباشرة، بتأليف أولى مسرحياته "بحبك وشرف أمي" من بطولة الفنان الكبير الراحل فريد شوقي، والتي عُرضت في الإسكندرية، ولتصير عبارة "وشرف أمي" واحدة من أشهر عبارات ملك الترسو فيما بعد في العديد من أعماله.
تأكد للإبياري أن قدره في الكتابة والتأليف، وتحقق من رغبته في أن يكون مؤلفًا لا ممثلًا بعدما عرض عليه المخرج الراحل نور الدمرداش التمثيل معه، وبالفعل صدقت نبوءته في موهبته، إذ ساهم في كتابة ما يزيد على ثلاثين عملًا مسرحيًا، منها "أنا ومراتى ومونيكا، العسكرى الأخضر، الفهلوى، البعبع، فيما يبدو سرقوا عبده، دو رى مى فاصوليا، مرسى عاوز كرسى، مراتى زعيمة عصابه، سكر هانم"؛ كما كتب للتليفزيون مسلسل "أبوضحكة جنان" وقام بإهدائه لقطاع القنوات المتخصصة، بالتزامن مع حلول ذكرى رحيل الفنان الكبير إسماعيل ياسين.
دخل الإبياري مجال الإنتاج المسرحي مضطرًا بسبب تدخل المنتجين في عمله كمؤلف، إلى درجة أنه تمنى فشل مسرحية قام هو نفسه بتأليفها بعدما تدخل المنتج والمخرج في النص المسرحي لخدمة الغرض التجاري، وبالمثل خاض مجال الإخراج المسرحي، لعدم وجود مخرجين ملائمين لإخراج كتاباته، ولم يبخل الإبياري يومًا على تطوير ذلك الفن الذي كاد يندثر في مصر، حتى إنه أنفق من جيبه الخاص 800 ألف جنيه لعمل صيانة لمسرح "الريحاني"، حتى يتمكن من العرض عليه، فيكون المكان ملائمًا للجمهور وليعيده مسرحًا تفتخر به الدولة.