الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الشيخ إمام.. سجين الأغنية الذي انتصر بعوده على سجانه

الشيخ إمام
الشيخ إمام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بنظارة سوداء، وعود في يده يجلس على كرسيه، يضرب بصوته ويعارض أهم الشخصيات، لا يبالي بما يفعلونه فيه من سجن، انتصر بعوده على سجانه، في إحدى المناطق الشعبية وعلى سطح سكانتها عاش والتقى مع رفيق ضربه الشاعر الرافض سليط اللسان أحمد فؤاد نجم، ليشكلا ملحمة شعرية وغنائية من أهم الملاحم التي شهدتها مصر في تاريخها الحديث.
واقترن الرفيقان دائما ببعضهما، واتفق أن يوجهوا أشعارهم وعودهم نحو الظلم، وينقلوا من بطون الفقراء إلى قصور الأغنياء أحوال الذين كان بينهم وبين القصر حجابا فرضوه، الأمر الذي جعل الأزمة المالية رفيتهم الثالثة لا تتركهم ولا يتركونها، فمن وجهة نظرهم أن الغناء ظهر لإسعاد الناس وتكدير مزاج السلطان.
ورفضا أن يتقاضوا أجورا، نظمت لهم نقابة الصحفيين في الستينيات حفلا غنائيا، وسرعان ما انقللبت عليهم الدولة بعد نكسة 67، بعدما انتقض عدم محاكمة من تسببوا في النكسة وغنى الأغنية الشهيرة "حاحا" الأمر الذي اصاب السلطة بالغضب وتم القبض عليه هو ورفيقه نجم، واتهما بتعاطيهم الحشيش ولكن القاضي أخرجهم.
استطاع الشيخ إمام بمساعدة نجم أن يخلقا ثقافة شعبية خاصة بالأحياء الشعبية المصرية، من خلال الأغاني التي قدمها، ومقارنة أحوال أولاد البواب بأصحاب المعالي والسمو، فغنى إمام "يعيش أهل بلدي" ابن قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة كان تعيسا منذ ولادته حيث عاش بعد وفاة 7 من أخواته الذين سبقوه، وفصل من العمل لاستماعه للشيخ محمد رفعت حيث كان يمنع العمل تشغيل الراديو في العمل، عاش حياته بين أزقة الحارات، حاملا عوده الذي كان يرشده الطريق، هاجم وسجن، فضل عيشة السطوح في منطقة الغورية بالحسين على العيش في القصور، ليرحل عن عالمنا وتظل ذكراه وأغانيه ملهمة لكل ثائر في الأرض.