الدماء تسيل فى كل مكان بالمنطقة، كما لو كان وحشًا يطارد إنسانا، ولكن الحقيقة أن 4 ذئاب بشرية كانت تطارد حدادا في منتصف الليل أثناء رجوعه إلى منزله، ولمدة أكثر من 5 دقائق استمرت المطاردة لينهالوا على المجنى عليه باستخدام "السنج والسواطير"، ليسقط قتيلًا غارقًا فى دمائه بعد أن ارتسمت المنطقة بالدماء لتشكل لوحة حزينة سطرها مجموعة من البلطجية لم يراعوا دينًا ولا قانونا ليسقطوا فى يد العدالة على تلك الجريمة التى كان شاهدًا عليها الأهالى.
" البوابة " كشفت كواليس وتفاصيل تلك الواقعة التى هزت منطقة عزبة النخل بالمرج، من خلال رواية أهالى المنطقة وشهود العيان.
3 ذئاب تنتظر الفريسة:
فى البداية، يقول وليد.م عامل بإحدى الورش وشاهد على الواقعة، انه كان شاهدًا على كل تفاصيل تلك الواقعة المأساوية من بدايتها لنهايتها، حيث روي أنه تفاجئ بمجموعة من الشباب يبلغ عددهم نحو 3 أشخاص، وكانوا يقفون على جانب الورشة وكان يبدو عليهم أنهم فى انتظار أحد ما، وبمجرد ظهور المجنى عليه أسرعوا نحوه، وما أن شاهدهم الضحية حتى حاول الهروب منهم نظرًا لأنهم كانوا يحملون أسلحة بيضاء " سواطير وسنج".
إصابة المجنى عليه بـ "ساطور" وسط ذهول الأهالي:
وأضاف، أن المتهمين كانت أشكالهم مريبة، وكانوا يطاردون المجنى عليه بحماس محاولين إصابته، وسادت حالة من الذهول لدى الجميع من ذلك المشهد الذى لم نعتد مشاهدته على الإطلاق، موضحًا أن المجنى عليه أضطر للاستنجاد بالورشة التى أعمل بها، ولكنهم لم يتركوه وأستمروا فى مطاردته حتى الورشة، فأضطر الى الخروج من الورشة، وبمجرد خروجه من الورشة بمسافة نحو 100 مترًَا، كان أحدهم أصيب بـ " ساطور".
نافورة دماء تسيل من قدم المجنى عليه ورأسه:
أما عن الإصابة التى أحدثها المتهمون بالمجنى عليه، فقد أوضح مدى حجم تلك الإصابة، مؤكدًا أن الإصابة الأولى كانت فى منطقة الرأس وتساقطت الدماء بغزارة من رأسه، نظرًا لأن السلاح المستخدم فى الجريمة هو " السنجة"، كما أن الإصابة الأخرى استقرت فى منطقة القدم اليسري وبالتحديد من خلف القدم، وهى الإصابة التى تسببت فى مصرع المجنى عليه، نظرًا لأن الدماء كانت تسيل بغزارة من القدم بعدما تسبب الإصابة فى بتر لأحد الأوردة الرئيسية بالقدم، وتسبب ذلك فى أن يسيل دم المجنى عليه وهو ما أدى إلى مصرعه.
المجنى عليه: الأبيض قتلنى:
وأوضح، أن تلك المطاردة استمرت نحو 5 دقائق، جرى خلالها المجنى عليه مسافة كبيرة حتى بعد إصابته، كما أن المتهمين فروا هاربين فى اتجاه التوك توك الخاص بهم، واستقلوه وهربوا، وكانت الإصابة فى قدم المجنى عليه أشبه بـ" نافورة دماء"، حتى ملأ الدم كل مكان فى الأرض، وعلى الفور أسرع الأهالى إلى المجنى عليه محاولين إنقاذه ولكن كان يبدوا عليه انه يلفظ أنفاسه الأخيرة، مرددًا " م. الأبيض قتلنى".
أحد الأشخاص: اقفل... الواد متعور وبيموت
وأكد أنه ظهر شخص لا نعرفه، وأبلغنا أنه يعرف المجنى عليه، وكان يجري اتصال هاتفى مع أحد الأشخاص، قائلًا له: " واقفل..علشان الواد متعور وبيموت "، وأخبرنا أنه لابد أن نذهب به إلى المستشفى لتلقى العلاج، وحملناه داخل توك توك وتوجهنا به إلى المستشفى، نافيا حمل المجنى عليه أى أسلحة وقت الاعتداء عليه، موضحًا أنه كان يقاومهم فقط.
كما أن الدماء كانت تسيل على الطريق بأمتداد أكثر من 500 متر، وهو مسافة المطاردة التى أستمرت بين المجنى عليه والمتهمين، كما أن المجنى عليه كان ينتفض بشده وبمجرد وصوله المستشفي لقي مصرعه بعد أن فقد جسده نسبة كبيرة من الدماء.
مصدر أمني: السبب خلاف عائلي بين الطرفين
ومن جانبه، أكد مصدر أمنى، أن السبب يرجع الى مشاجرة بين الطرفين، قام خلالها المجنى عليه بالتعدى على زوجة ونجل المتهم، فقام بالاتفاق مع مجموعة من الأشخاص على تأديبه، موضحًا أن هناك خلافا ماديا بينهم.
البداية كانت بورود بلاغ إلى المقدم محمد رضوان، رئيس وحدة مباحث قسم شرطة المرج، مفاده مقتل حداد على يد مجموعة من الأشخاص بمنطقة عزبة النخل، وبالفحص والانتقال تبين أن السبب يرجع إلى خلافات عائلية بين الطرفين، قام الطرف الأول بالاتفاق مع 3 أشخاص "محمد.ص" و"محمد.ج" وشخص آخر، على التعدى على المجنى عليه "مصطفى.ج" وإصابته لتأديبه، ولكن الإصابة تسبب فى مصرعه، وتم ضبط المتهمين وأمرت النيابة بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة لتولي التحقيق.
