السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

هاني باخوم يكتب: "من الضيق أمان"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأب هانى باخوم
المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر
تمر بلادنا بأمر جديد من نوعه: وصول أول الوفود السياحية الدينية لزيارة مسار العائلة المقدسة، عائلة يوسف ومريم والطفل يسوع. حدث فاتحة لمجال جديد فى مصر وهذا بفضل مباركة بابا الفاتيكان نقاط مسار العائلة المقدسة بمصر، وضمها ضمن الحج الدينى لكاثوليك العالم. هذا الحدث تتشعب أبعاده ويمكننا التحدث عنه من نواحٍ مختلفة وعديدة، على سبيل المثال: هل نحن على استعداد لهذه الفرصة التى هى باب جديد لم يسبق فتحه بالنسبة لمصر؟ هل ثقافتنا على استعداد لاستقبال الآلاف ولا أتحدث عن الكرم فهو شيمتنا وعاداتنا، ولكن استقبال يظهر انفتاحنا على الآخر، وقبولنا لعقيدته وإيمانه وأفكاره دون أحكام مسبقة؟ أبعاد كثيرة، كما ذكرت، يمكننا التحدث عنها ولكن هنا أتوقف عن بعد آخر أثر فىّ.
مصر هى مهرب لعائلة يهودية من ظلم هيرودس الملك، مصر التى بالعبرية تعنى «الضيق والشدة»، تمثل ليهود العهد القديم دار العبودية، تمثل الضيق، الألم، السخرة على يد فرعون، ولكن فقط لأن الرب قال ليوسف (اذهب إلى أرض مصر) تصبح هذه الضيق أمان، ويصبح هذا الألم راحة وينبع من تلك السخرة حرية.
نعم مصر التى كانت ليهود ذلك الزمان دار العبودية، أصبحت على كلمة الرب لنفس اليهود دار الحرية، وتصبح هى المكان الذى منه يقول النبى (دعوت ابنى).
هذا هو مسار العائلة المقدسة، ليست زيارة أماكن تاريخية فقط، ولكن هو لقاء مع شخص حى قائم ما زال يدعونا أن نذهب إلى مصرنا، ما زال يدعونا أن لا نخشى تلك الضيقة، أو ذلك الألم فمن هناك دعوت ابني.
هذا ما حاولت أن أوصله للوفد الأول الذى زار مصر فى كلمتى لهم، لكل منّا مصر، خفنا منها، هربنا منها، خرجنا منها، كشعب الله فى العهد القديم، والآن مع ميلاد المسيح نستطيع أن نعود لها، بل أن نهرب لها ونحتمى فيها.
ميلاد المسيح، والذى بارك أرض مصر بخطواته، جعل من الضيق أمانا، والسخرة حرية، وتبقى لنا كلمات أخرى على مسار العائلة المقدسة.