الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

زيادة حالات "الطلاق" و"الخُلع" ومحاولات "الانتحار".. والسبب "قلة الفلوس"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعد الملف: وسام حمدى ومحمد حميد وإبراهيم عطا الله وحسن عصام وخالد الطواب وخلود ماهر
ضعف المُرتبات وضيق الحال المادي؛ يخلق بدورة ظواهر سلبية فى المجتمع المصري، تُصبح شبحًا وكابوسًا. فعشرات الآلاف من القضايا التى تنظُرها محاكم الأُسرة والمُشكلات داخل البيوت المصرية، تعود أسبابها فى الأساس إلى «قلة الفلوس»، والتى غالبًا ما تنتهى إلى هدم تلك الأُسر، حيث يُعد الخلاف على مصروف البيت سببًا رئيسيًا فى زيادة نسب الطلاق وطلبات الخُلع.
وخلال الآونة الأخيرة، تشهد ساحات محكمة الأسرة، حالات غريبة لم تشهدها من قبل، لكن يظل الغلاء وضيق اليد سيد الموقف فى دعاوى الطلاق والخُلع، ففى بادئ الأمر تكون حياة الزوجين عادية، لكن بمرور الأيام تطفو على السطح أزمة عدم قدرة الزوج فى توفير متطلبات أطفاله ومنزله بسبب غلاء المعيشة وضعف المُرتبات. 
وتحتل مصر؛ المرتبة الأولى عالميًا فى الطلاق بمعدل ٢٥٠ حالة يوميًا، حسبما تؤكد الإحصاءات والبيانات الرسمية فى ٢٠١٧، كما رصدت الأمم المتحدة فى إحصاءات أن نسب الطلاق ارتفعت فى مصر من ٧٪ إلى ٤٠٪ خلال نصف ٢٠١٧، ليصل إجمالى المطلقات فى مصر إلى ٤ ملايين مطلقة، فى مقابل ٩ ملايين طفل من أبناء الأزواج المطلقة.
وتأتي؛ الخلافات المادية، الناتجة عن ضعف المُرتبات وضيق يد حال الزوجين، لتأخُذ نصيب الأسد من الخلافات الزوجية، كونها واحدة من أبرز أسباب الخلع والطلاق، وفقًا لتقارير محاكم الأسرة الرسمية، خاصة فى ظل استغلال الأزواج للزوجات وإجبارهن على الإنفاق فى ٢٠١٧ وسلبهن رواتبهن بالكامل بـ٥٥٪. وكشفت إحصائية، صادرة عن المركز القومى للسموم، التابع لجامعة القاهرة، فى ٢٠١٤، عن تزايد؛ أعداد الشباب المصريين المنتحرين بسبب العنوسة والبطالة والظروف المادية الصعبة. كما تؤكد الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، إن الانتحار فى مصر أصبح ظاهرة خطيرة تتصاعد يوما بعد يوم، حيث أظهرت دراسة فى عام ٢٠٠٧ أن هناك ٣ آلاف و٧٠٨ محاولات انتحار وقعت فى مصر خلال العام، كما شهد عام ٢٠٠٩، ١٠٤ آلاف محاولة انتحار، وفى عام ٢٠١١ نحو ١٨ ألف محاولة انتحار. وأكدت إحصائيات الانتحار فى العالم العربي، التى قدمتها منظمة الصحة العالمية فى ٢٠١٦، أن أهم أسباب الانتحار هى الأزمات المالية التى يمر بها المنتحرون، والبطالة، والخلافات الأسرية والأزمات العاطفية، والإجبار على الزواج، حيث تُعد؛ الظروف المادية الصعبة المباشرة، سببًا رئيسيًا فى زيادة محاولات الانتحار بمصر، خاصة فى ظل تدنى الرواتب، وتراجع فرص العمل، والارتفاع اليومى فى أسعار السلع والخدمات، مما أصاب المواطن بالاكتئاب والاضطراب النفسي.
وفى هذا الشأن، قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إنه عندما لا يجد الإنسان الحد الأدنى من احتياجاته نتيجة ضعف الدخول يشعُر بضيق الحياة عليه، خاصة أنه فى مصر مطلوب من الراجل أن يوفر كل احتياجات الاُسرة، حيث إن مُعظم السيدات التى لا تمتلك فرصة عمل أو إمكانية الحصول على دخل، فتنتظر من زوجها تلبية كُل احتياجات منزلها، لكن؛ الحقيقة أن الرجُل حاليًا لا يستطيع توفير ذلك بمفرده، وبالتالي؛ تحدُث مشكلات كثيرة وعلى رأسها؛ طلب الطلاق ورفع دعاوى الخُلع.