الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ثعلب الصقور "3"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نواصل الحديث عن «ثعلب الصقور» الفريق أول محمد رفعت إبراهيم عثمان جبريل، من أعظم الضباط فى تاريخ جهاز المخابرات المصرية، ولد سنة 1928 فى محافظة البحيرة، مركز كوم حمادة، قرية شبرا أوسيم، وتوفى 14 ديسمبر 2009، انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل ثورة يوليو، ثم انضم إلى المخابرات العامة المصرية بعد إنشائها، وكان تخصصه مكافحة النشاط الإسرائيلى، وتولى عدة مناصب فى الجهاز حتى أصبح مدير مقاومة الجاسوسية، ثم رئيسا لهيئة الأمن القومى، ثم وكيلا لجهاز المخابرات العامة، وتم تكريمه بمنحه نوط الامتياز من الطبقة الأولى والثانية، وفى آخر التصريحات للثعلب قبل وفاته عن أهم وأخطر العمليات التى قام بها قال جبريل: «تم تكليفى بالمهمة، وتم استلامى لباروخ مزراحى منهم وقالوا: إن إسرائيل قامت بإرسال وحدات كاملة وراء هذا الضابط المصرى لإنقاذ الجاسوس، ولو ألف مجلدات صنعت مئات من الأفلام الأمريكية لن تسرد جزءا من ما حدث، ولا نستطيع أن نخوض فى ذلك لأنها تندرج تحت بند السرية، وسأخبركم بالتفاصيل بعد القبض عليه وما حدث له بعد استجوابه إلى أن تمت المقايضة به فى ضربة قوية لجهاز المخابرات العامة، ولكن قبل ذلك سأوضح أهمية هذا الجاسوس وخطورته»، وأكمل جبريل قائلا: «خطورة هذا الجاسوس اليهودى من أصل مصري، مولود فى حى الأزهر عام 1928، أنهى دراسته فى كلية التجارة جامعة القاهرة 1948، إنه أحد كبار ضباط الموساد، يعمل فى وحدة العمليات الخاصة (مسادا) أرفع وحدات الجهاز وأكثرها تدريبا واطلاعا على الأسرار الدفينة والخطيرة، ولقد عبرت عن طريق الصحراء والوديان إلى أن وصلت إلى البحر، وهناك تم التقاطى بغواصة مصرية، وكانت ورائى مقاتلات إسرائيلية، وبرغم ذلك لم يستطيعواإنقاذ جاسوسهم، وعندما وصل إلى مقر المخابرات العامة المصرية، بدأت أهم وأخطر مرحلة وهى استجوابه، أو بمعنى أدق اعتصاره حتى نزف بكل المعلومات التى فى جعبته، والتى اطلع عليها بحكم عمله، وتحت كمية الضغوطات والتحقيقات المهنية التى يجيدها صقورنا، حصلنا على خريطة طريق تفصيلية توضح أساليب العمل وطرق التجنيد التى تتبعها إسرائيل ووحدة (مسادا)، وكيف يزرعون جواسيسهم فى الدولة المستهدفة وأسلوب تحرك عملائهم لجمع معلومات تهم إسرائيل، وأنماط التأمين المتبعة بدءا من تكوين أسرة مرورا بالغطاء الاجتماعى والعملى، ثم تكوين الصداقات واختراق القيادات العسكرية والسياسية والمدنية والمنشآت، وبعد الحصول على كل تلك المعلومات الثمينة أصبح (باروخ مزراحى) «كارت محروق»، تم اعتصاره، وما أن فرغوا منه تماما تم التفاوض واستبداله لإستعادة اثنين من أبطال المخابرات العامة المصرية، أهم رجالتنا فى تل أبيب (عبدالرحمن قرمان) و(توفيق فايد البطاح)، وكانت معلوماتهما التى تم إمدادنا بها فى غاية الأهمية والخطورة، ساعدت فى وضع خطط حرب أكتوبر، والذى جاء عنهم فى كتاب (الجواسيس)، الصادر مؤخرا فى إسرائيل، أنهما أكبر دليل على الضعف والاختراق والفوضى فى جهاز (الموساد) الاستخبارات الإسرائيلية، ونجاح المخابرات العامة المصرية، بالإضافة إلى عدد كبير من المعتقلين فى السجون الإسرائيلية، تم استبدالهم به أيضا لأهميته عند إسرائيل».