الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

ثورة 30 يونيو| حتى لا ننسى.. نرصد جرائم الإخوان قبل وبعد فض رابعة

ذكرى فض رابعة- أرشيفية
ذكرى فض رابعة- أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ساعات قليلة تفصلنا عن الذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو المجيدة، التى أنهت عامًا أسود من حكم جماعة الإخوان الإرهابية، التي عاثت في الأرض فسادًا.
وحتى لا ننسى جرائم قيادات وعناصر الجماعة الإرهابية، في حق الدولة والشغب، أثناء وقبل وبعد فض اعتصام رابعة المسلح، نرصد أبرز ما تضمنه تقرير تقصى الحقائق من معلومات وحقائق وأرقام، والذى أعدته لجنة 30 يونيو المستقلة والمشكلة برئاسة القاضى الدولى السابق وأستاذ القانون الدكتور فؤاد عبدالمنعم رياض.



يقول التقرير إنه كانت هناك تداعيات للإعلان الدستورى الصادر فى 21 نوفمبر 2012، ومنها وقوع أحداث قصر الاتحادية من 4 إلى 6 ديسمبر 2012، والتى راح ضحيتها عدد من المواطنين، مشيرا إلى أنه تم تشكيل جمعية تأسيسية لوضع الدستور وكانت غالبية أعضائها من الإخوان، ما أثار حفيظة التيارات المدنية، لافتا النظر إلى ما تلى ذلك من حصار للمؤسسات القضائية والإعلامية والدينية، وتزايد معارضة المواطنين لسياسات الإخواني محمد مرسى، ونشأة حركة تمرد التى جسدت هذه المعارضة فى صورة استمارات يوقع عليها المواطنون، واستطاعت تجميع ملايين الاستمارات، ودعت مع غيرها من القوى السياسية المدنية للنزول يوم 30 يونيو 2013، وهو يوم تولى مرسى السلطة، للتعبير عن رفضهم لسياساته، إلا أن الجماعة دعت إلى التظاهر بميدان رابعة منذ يوم 21 يونيو 2013 استباقًا لليوم الذى دعت إليه القوى الشعبية والسياسية بالتظاهر.
وفيما يخص عنف أعضاء وعناصر الجماعة الممنهج والمتفق عليه من قِبل القيادات، أكد التقرير أن تجمع الإخوان بميدان رابعة ضم عناصر مسلحة بأنواع مختلفة من السلاح النارى والأبيض والمفرقعات والمواد الكمياوية، وأنه عندما طوقت الشرطة مكان الاعتصام المسلح وأعلنت ضرورة الإخلاء والخروج الآمن، قابلتها العناصر المسلحة بإطلاق النيران والمولوتوف والحجارة، حيث أصيب النقيب محمد حمدى بطلق نارى فى ذراعه اليسرى أثناء وجوده فى شارع الطيران، وكان أول قتيل أيضًا فى الأحداث من قوات الشرطة، حيث أصيب الملازم أول محمد جودة بطلق نارى فى الوجه جراء إطلاق النار عليه من شارعى الطيران وأنور المفتى، حسبما أثبتت الإخطارات الرسمية وتقارير الطب الشرعى.



وحول فض اعتصام الإخوان المسلح فى رابعة، أوضح التقرير أن وزارة الداخلية وضعت خطة محكمة للفض، تنفيذا لقرار النيابة العامة الصادر فى 2013/7/31، وتنفيذا لقرار مجلس الوزراء الصادر بالإجماع بضرورة تنفيذ قرار النيابة، وحددت الوزارة 14 أغسطس 2013 للتنفيذ، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية تعمدت تسريب قرار الفض، لإعطاء فرصة لمن يرغب فى مغادرة الاعتصام، وأن وزير الداخلية التقى عددا من الإعلاميين وأعضاء المنظمات الحقوقية قبل الفض بساعات، وأنه دعاهم لمصاحبة قوات الشرطة أثناء تنفيذ قرار النيابة بفض الاعتصام المسلح.



وأشار التقرير إلى أنه ثبت من المخططات المضبوطة لدى الإخوان فى الجناية رقم 2210 /2014 قسم العجوزة، أنها شملت عدة إجراءات غير شرعية مثل المقاطعة الاقتصادية والاجتماعية، وتعطيل أجهزة الدولة، وكسر هيبة وزارة الداخلية لإسقاط النظام، وتشكيل قوة الدفاع الشعبى للقبض على عدد من رجال القضاء والنيابة وقيادات أمنية ومحاكمتهم بشكل علنى، بالإضافة إلى خطط أخرى لقطع الطرق ووسائل المواصلات، وخطة إعلامية تتضمن نشر مواد فيلمية لأحداث وقعت بالخارج على أنها حدثت فى مصر، وأشخاص يدعون الإصابة وعلى ملابسهم الخارجية ما يشبه آثار الدماء على غير الحقيقة، لإرباك المشهد العام، وخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسى، ومن ثم إسقاط الدولة.
وعلى جانب آخر، أوضح تقرير لجنة تقصى الحقائق أن قوات الشرطة تدرجت فى استخدام القوة، حيث بدأت بإنذار المعتصمين بضرورة الخروج من الميدان وإخلائه عبر الممرات الآمنة، وتسليم الأسلحة التى كانت بحوزتهم أو تركها بالميدان، بالإضافة إلى استخدام القوة المعنية بالفض لسيارات المياه والغاز، وأنها لم تلجأ إلى استخدام الرصاص الحى إلا بعد وقوع أكثر من قتيل ومصاب بين صفوف القوات، مشيرا إلى أن الوزارة لم تستدعى المجموعات القتالية إلا فى منتصف اليوم، للرد على مصادر إطلاق النار من جانب عناصر الإخوان، فوقع منهم عدد من القتلى والجرحى، إلا أن القوات تمكنت من الوصول إلى قلب الميدان، وتمت السيطرة عليه تمامًا حتى تم إخلاء مسجد رابعة العدوية فى المساء.



وأكد التقرير أن مصلحة الطب الشرعى كشفت عن نقل الإخوان لعدد من الجثث من أماكن وفاتها بـ"المرج، ومدينة السلام، ومدينة النهضة، ومنطقتى الدقى والنزهة" إلى محيط الاعتصام، وأن ما تم تشريحه من جثث بمعرفة المصلحة 363 حالة فقط، مؤكدة أن باقى العدد صمم المتجمعون على دفنهم دون تشريح، مشيرة إلى أن اتجاه الطلقات التى أصابت الحالات التى تم تشريحها بمعرفة المصلحة كانت فى 29 حالة من أعلى إلى أسفل، وفى 87 حالة أخرى من الأمام إلى الخلف، وأكد التقرير أنه ثبت للجنة أن الشرطة استهدفت إخلاء الميدان وليس قتل المعتصمين، إلا أن القوات اضطرت للرد على نيران عناصر الإخوان المسلحة، لافتا النظر إلى أن خطة الشرطة كانت واحدة فى فض اعتصامى رابعة والنهضة، وأنه عندما أعلن المتواجدون بكلية الهندسة جامعة القاهرة رغبتهم في الخروج الآمن، وافقت الشرطة، وأنها لو كانت تنفذ خطة للقتل لاستمرت فى حصارهم وقتالهم داخل الكلية.
وفى السياق ذاته، قال التقرير إن المسئولية عن أعداد ضحايا فض اعتصام رابعة تقع على عاتق قيادات الإخوان الذين لم يقبلوا مناشدة أجهزة الدولة بالفض السلمى، مؤكدا أن بعض المعتصمين أيضا عليهم جانب من المسئولية، لإصرارهم على التواجد مع المسلحين داخل الميدان، واستخدامهم دروعا بشرية أثناء إطلاق النار على الشرطة، ولم يمتثلوا لدعوات الخروج الآمن قبل وأثناء الفض.