الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

محمد علي إبراهيم يكتب: إخوان الكويت.. يكمنون وينقضّون!

 الكاتب محمد علي
الكاتب محمد علي إبراهيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هنا تبدأ الانهيارات الزمنية وأعمال التخريب المتعمد لبنيان الدولة.. فلا عزوفهم رأس حربة أبواب الجحيم العربى الذى انفتح على مصراعيه فى دول كثيرة مثل مصر والأردن وسوريا وتونس..
من ثم؛ فإن الخطوات القانونية التى تتخذها الدول العربية بوجه عام ضد هذا التنظيم تحقق إجماعًا شعبيا يضاعف من شرعيتها انطلاقا من حرص الشعوب على أمنها وسلامتها.

استغل إخوان الكويت الهامش الذى تمنحه الدولة للجمعيات من مختلف التوجهات السياسية، وحافظوا على كيانهم ومشروعهم المرتبط بالتنظيم الدولي، رغم كثرة العواصف من حولهم، لذلك يمكن القول إن إخوان الكويت يشكلون خطرا على الكويت أولا، ثم على باقى دول الإقليم، لأسباب كثيرة، أهمها أن التحرك السياسى عند الإخوان بشكل عام لا يحتكم لتحديد سقف جغرافى ولا يعترف بوطن محدد، وبالتالى؛ فإن نشاطهم مفتوح على كل الاحتمالات، وهنا تكمن الخطورة، خاصة أن تصريحات أقطاب التنظيم فى الكويت تفضح توجهاتهم وميولهم العدائية تجاه الأقطار الخليجية الأخري.
وإلى جانب طبيعة أيديولوجيا الإخوان التى لا تعترف بالحدود بين الدول فى إطار السعى لإقامة الخلافة حسب منظورهم، هناك عوامل تاريخية منحت فرع الإخوان فى الكويت امتيازات عن بقية الفروع فى الخليج، ومن أبرز تلك العوامل النشأة المبكرة للتنظيم، التى سبقت ظهور بقية فروع الإخوان خارج مصر، الأمر الذى يفسر وقوف إخوان الكويت وراء الدعم المالى والتنظيمى والإعلامى لأقرانهم فى الإمارات وغيرها.
واجهت خلايا وتجمعات تنظيم الإخوان فى منطقة الخليج ضربات متوالية أدت إلى الحد بشكل كبير من تطلعات الإسلام السياسى وتحركات ممثليه فى الإقليم، وانعكس ذلك على حجم تنظيم الإخوان فى العالم العربى بشكل عام؛ لأن التواجد الإخوانى فى الخليج كان يسمح للجماعة بتكوين منابع تمويل سخية رفدت الإخوان بالكثير من الأموال خلال العقود الماضية.
وحدثت مواجهات قانونية ومجتمعية جذرية مع تيار الإخوان، خاصة فى دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، فتراجع النشاط الإخوانى بعد تجريمه قانونيا. بينما بقيت الحلقة الأخطر من التنظيم فى دولة الكويت، وعندما يخفت صوتهم لفترة من الزمن؛ فإنهم يستعيرون منهج التقية من شيعة إيران حفاظا على كيانهم، ثم يعودون مرة أخرى إلى الصراخ وكشف النوايا والمخططات، كما يفعل منذ فترة كل من عبدالله النفيسى وناصر الدويلة وعلى السند، وغيرهم من المطبلين للإخوان. وعندما نجد الإخوانى الكويتى العتيد طارق السويدان، ينفى قيامه بزيارة إيران، مدعيا أنه كان فى زيارة إلى قطر فقط؛ فإن الحرص على النفى قد يقود أحيانا إلى العكس وهو الإثبات. وهناك شواهد كثيرة متواترة عن علاقة سرية بين إخوان الكويت والنظام الإيراني. ويعزز وجود هذه العلاقة أن التحالف الشيطانى بين الإخوان ونظام الخمينى حقيقة يعززها ميول النظام الإيرانى إلى استعارة مفردات وآليات إخوانية تنظيمية تجعل القواسم المشتركة بين الطرفين أكبر مما نتوقع، بدليل أن من يقف على رأس هرم السلطة الروحية والسياسية فى إيران يطلق على نفسه لقب «المرشد» كما هو الحال عند الإخوان بالضبط.
وتكمن خطورة الفرع الإخوانى الكويتى أيضا فى أنه لم يتعرض للحساب من قبل المجتمع والدولة. لذلك يظن إخوان الكويت أن بإمكانهم الاستمرار فى إمداد خلايا الإخوان فى الخليج بالتوجيه والإرشاد والدعم كما كان يحدث من قبل منذ ستينيات القرن الماضي.

لقد ساعد التنوع الاجتماعى والانفتاح الثقافى فى الكويت على الحد من بروز مخطط إخوانى يستهدف الكويت بشكل مباشر، لكن المستجدات الأخيرة وتزايد التصريحات العدائية على لسان عناصر وقيادات إخوانية كويتية يدق ناقوس الخطر. كما أن إخوان الكويت ظلوا يقومون بدور المستشار الإعلامى والمالى والتنظيمى لبقية فروع الإخوان فى خليج، وعندما انهارت خلايا التنظيم أصبح الفرع الكويتى بلا مهام تقليدية، ما قد يدفعه إلى تغيير استراتيجية داخل الكويت لتهديد أمن واستقرار الدولة.
أما محاولات إخوان الكويت استفزاز حكومات دول ومجتمعات الخليج فإنها تتكرر باستمرار، مما يسبب الحرج للحكومة الكويتية وسياستها الحكيمة تجاه جيرانها، وذلك يدفعها إلى اتخاذ إجراءات قانونية لرفع الحرج، من خلال تقديم المسيئين إلى القضاء بين فترة وأخري، بينما أصبحت هذه اللعبة مملة وغير مقنعة، ولا بد من اتخاذ إجراءات أكثر ردعاً فى المستقبل بحق المتطاولين على السياسات الداخلية والخارجية لدول الخليج.