الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"شهر زاد" جمعت طه حسين وتوفيق الحكيم في "القصر المسحور"

طه حسين وتوفيق الحكيم
طه حسين وتوفيق الحكيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى تجربة فريدة فى الأدب العربي، تشارك الكاتبان الكبيران «طه حسين» و«توفيق الحكيم» فى تأليف كتاب «القصر المسحور»، هذا الكتاب الخيالى الذى تعود فيه شهر زاد لتحاكم توفيق الحكيم على مسرحيته «شهر زاد» فتنتقم منه، وهو المعروف عنه كرهه الشديد للنساء، فيدافع عنه «حسين» تارة وتارة أخرى يقف فى صف شهر زاد. وكانت دار الشروق للنشر قد أعادت مؤخرًا طباعة بعض أعمال توفيق الحكيم ومن بينها «القصر المسحور» و«شجرة الحكم» و«أرنى الله».
تكتب «شهر زاد» بطلة حكايات ألف ليلة وليلة الشهيرة رسالة إلى الدكتور طه حسين لتشكو له ضيق حالها وذهاب النوم عنها لأيام منذ أن خرج «شهريار» فى قضاء حاجة ولم يعد إليها، فينصحها عميد الأدب العربى بصديقه توفيق الحكيم لتتخذه سميرًا لها حتى يذهب عنها الضيق والملل، تعهد شهر زاد إلى رجالها باختطاف توفيق الحكيم فهو خير من يعرفها، وبالتالى يعرف كيف يسامرها فقد سبق أن كتب عنها، ولذا لن تجد خيرا منه رفيقا لها، تلقى شهر زاد من الحكيم اعتراضا على هذه المهمة، فاستشاط غضبا كيف لا وهى امرأة يشهد لها- الجميع- بالذكاء والحكمة وقوة الشخصية فقد تمكنت من بين نساء الوجود باخضاع شهريار، يتخذ العمل شكل المساجلات بين الحكيم وحسين وشهر زاد، حيث يكتب حسين فصلًا، ويرد عليه الحكيم بفصل آخر.
ورغم أن الأدب هو نص خيالى بالدرجة الأولى، إلا أن هذا العمل يكشف عن كثير من نظرة كل من الكاتبين الكبيرين لبعضهما البعض، فيرى طه حسين عميد الأدب العربى أن شخصية توفيق الحكيم: «إنه التعقيد والسلاسة، يقظان كالنائم، حاضر كالغائب، وغائب كالحاضر، دائما يكون مفتونا بما يرى، حتى إذا اطمأن به المكان، فأخذ يتحدث فإذا هو دهش لكل شىء، سائل عن كل شىء، عارف بكل شىء، جاهل بكل شىء، تتنوع أحاديثه بين حالة الطقس ثم يثب إلى مقالة قرأها فى هذه الصحيفة، ثم يقفز إلى فصل قرأه فى هذا الكتاب».
ويمضى طه حسين فى وصف الحكيم فيقول: «إنه سعيد راض مبتهج مغتبط يزور الجبال لأول مرة، وحين استكشف فى الغابة شجر البندق للمرة الأولى، لقد رأى كذلك فى بلاد الغرب الثلوج تغطى الجبال، وكان يقرأ ذلك فى الكتب ولم يكن يتوقع أنه سيراه يوما ما، فلما رأه سعد فى نفسه فرحا». وفى المقابل يرى توفيق الحكيم أن عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين شخص شديد الدهاء، فى كلامه وابتسامه شىء ينم عن سر مبهم وغرض خفي، كما يرى أنه صلب الرأى عنيد، لا شىء يثنيه عن اقتحام المخاطر وارتياد المجاهل، هذه الصلابة التى عرضته أحيانا إلى ما يكره.
صدرت الطبعة الأولى من الكتاب عن دار المعارف فى ١٩٣٦، ثم أعيدت طباعته مرة أخرى عام ١٩٩٦، وأعادت الشروق طباعته مرة أخرى فى عام ٢٠١٨.