يؤلمنى حقًا النساء اللواتى يفضّلن عملًا بائدا من أجل بضعة نقود تصرف كلها قبل نهاية الشهر على عمل ذى قيمة لا تقدّر بأثمان العالم أجمع، يذهبن إلى عملهن ويتركن العمل الأهم والأسمى لتقوم به إمرأة غيرها إما مقابل مال أو لقرابة.. منظومة مختلة كليًا، لا يمكن أن يكون صحيحا أن تعمل إمرأة لتربية أبناء غيرها لكسب المال، بينما تعمل أمهاتهن أعمالًا أخرى لكسب المال أيضًا الذى لا قيمة له مقابل التخلى عن أعظم دور من الممكن أن تقوم به أى إمرأة… المرأة إنسان ليست أقل أو أكثر من الرجال فى شىء عندما يرتبط الموضوع بالطموح والمستقبل، اعملى إن كان لديكِ حلم وهدف لا ترين نفسك بدونه، لن تكونى أبدًا أمًا جيدة إلا بتحقيق ذاتك، فإن وجدتِ ما تعيشين له ولا يفعله سواك بمثل مهارتك فافعليه وطورى ونمى من نفسك وستجدين أنك أفضل الأمهات، فليست كل أم قابعة فى منزلها بدون هدف حياتى سامى تعرف معنى وقيمة التربية، بل إن أكثرهن ينجبن وينشئن أطفالًا بالصدفة البحتة ولا يضفن بإنجابهن هذا أى شىء للبشرية، المرأة التى لديها هدف تعرف جيدًا قيمة الأشياء وبطموحها لن تتخلى عن أهم جزء فى كينونتها وهو الأرواح التى أتت بها إلى الدنيا.. عندما تجدين نفسك وتنجحين ستكونين أمًا ناجحة.. ولكن، إن لم يكن هناك من الأساس ما تطمحين للوصول إليه وروحك ليست متعلقة بهدف معين فلا يمكن أن تكتملى بدون تحقيقه فلا تتخلى عن عمل أعطاه الله لك، تبنى به حياة كاملة ومجتمع، لا تسفهى من قيمة أمومتك فهى كل شىء، إذا اخترتِ يومًا أن تأتى بأناس لا يفقهون شيئا إلى هذه الدنيا الظالمة فاعلمى أنك بذلك قد اخترتِ وظيفة ليست بعدها وظيفة ولا تساوى جنيهات شهرية أبدًا قيمة ما تتركين لإمرأة أخرى أن تقوم به، لأنك بهذا تكونين قد ظلمتِ أطفالك أكثر من الدنيا نفسها.. إعلمى أنه عمل، ولن يقلل منك أن تكوني أمًا تحمل رسالة للحياة وهى إنشاء أناس أصحاء نفسيًا وعقليًا فى مجتمع مريض يحتاج لكل شخص جيد لكى لا ينهار تمامًا، لا تستبدلى الذى هو أدنى بالذى هو خير وتتخلى عن عمل ذى هدف عظيم وسام لتكونى موظفة، لتتقاضى مالًا ينفد ككل شىء مادى آخر وتدفعي هذا المال لإمرأة أخرى لتراعى أطفالك، فأنت بهذا لا يصح أن يطلق عليكِ لقب أم.. وإن كنتِ مضطرة إلى العمل لكى تأمنى شرور الدنيا فاعلمى أن تربيتك الجيدة تؤمنك مكر كل شىء قبل المال، وإن كنتِ قد تزوجت من ذكر لا يصح عند الكلام عنه ذكر كلمة رجل فقد كانت غلطتك من البداية أن تنجبى منه أطفالًا، فالمرأة التى لا تتأنى فى اختيار أب أولادها لا تستحق أن تصبح أمًا لهم.. إصنعى مشروعًا ولو صغيرا حتى تكونى بجانب أبنائك وتملكي وقتك بيدك إن احتجتِ المال، ولكن إن كنتِ كما أرى، تعملين من أجل الوظيفة والقروش، وترمين أبناءك لأناس آخرين يرعونهم، وتعيشين بدون هدف، لا فى وظيفتك وبالطبع لا فى بيتك لأنك لم تقدّرى قيمة الأبناء من البداية فمثلك هو كل شىء خطأ فى هذا العالم، لا أنثى تملك حلما وهدفا واضحا فى الحياة، ولا تحتاجين للمال لتتركي أبناءك ولكنك تفعلين وتتركينهم، وأظنك لو جلستِ معهم لن تعلميهم شيئا أبدًا، فأنتِ فارغة وما أكثرك فى هذا!
