الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مكاتب الاستشارات الزوجية في الميزان.. تصاعد أعدادها وانتشارها مع تزايد الخلافات بالبيوت المصرية.. وسيلة لإنهاء مشكلات الزوجية أم أداة لجمع المال؟.. خبير اجتماعي: نجاحها محدود وفشلت في إنهاء الطلاق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع تزايد المشكلات الزوجية وتصاعد نسب الطلاق داخل المجتمع المصري، حتى باتت مصر تحتل الصدارة العالمية في نسبة الطلاق، ظهرت وتزايدات مكاتب الاستشارات الزوجية، ولجأ إليهم كثير من الأزواج بغية إنقاذ زواجهم من الفشل وأسرهم من التفكك والضياع.


غير أن فاعلية تلك المكاتب ومدى تخصصها ومقدار الثقة فيها، ما زال محل جدل بين المتخصصين في الشأن الاجتماعي، بل إنه لا توجد إحصائيات رسمية بأعداد تلك المكاتب ولا بأعداد اللاجئين إليها، إلا أنها تبقى في النهاية عاملا مساعدا في حل الكثير من المشكلات والخلافات الزوجية وربما إنقاذ بعض العلاقات الزوجية من التفكك والانقطاع.
في الولايات المتحدة، تمثل مكاتب الاستشارات الزوجية اداة ناحجة للغاية في حل الكثير من الخلافات الزوجية، حيث قامت الجمعية الأمريكية للزواج بعمل بحوث تشير إلى مستويات عالية من رضا الأزواج وأن 98 % حصلوا على ما يحتاجونه من استشارات وعادت حياتهم طبيعية، غير أن الأمر في مصر يختلف كثيرا برأي الخبراء وطبيعة الأحوال.


في البداية توضح الخبيرة النفسية مها سعيد، أن الطلاق يؤثر بالسلب على الصحة النفسية والعضوية للزوج والزوجة والطفل، وذلك لوقوع خلافات ومشاحنات كثيرة جدا والكثير من الأسر بالطبع تلجأ إلى مستشار أسري لحل تلك المنازعات التي قد تصل إلى طريق مسدود ويدفع ثمنها الأطفال.
وأكدت السعيد، أنه يوجد الكثير من مكاتب الاستشارات تعمل بالفعل على حل مشكلات الأسر وإعادة الهدوء إلى البيت، وهناك من يقوم بجمع النقود فقط ولا يوجد الكثير من الناس يتقبل هذا الموضوع لأنه بالفعل بعض المصريين ليس لديهم ثقافة كافية ليقوم بإعطاء شخص ما الحق في حل مشاكله الأسرية.
وتابعت أن الإقبال على المتخصص في الاستشارات الزوجية في الوقت الحالي خصوصا يزداد أكثر من السابق، وذلك لمرور الأسر بمشكلات عديدة لا حد لها بمختلف أسبابها بمرور الوقت، وهناك أهمية كبيرة للبرامج الفضائية والتي تعد ظاهرة إيجابية لأنها تساعد على ترسيخ الفكر وتقوي مفهوم الحصول على استشارات متخصصة للزوج والزوجة.
وأردفت: إذا كانت هناك رغبة عند الزوج والزوجة في كسر جميع الحواجز التي بحياتهم يلجأون إلى مكاتب الاستشارات الزوجية ومن الممكن استقبال المكتب الاستشاري الواحد أكثر من 15 حالة يوميا لكثرة المشكلات التي باتت حالة طبيعية في بيوت المصريين.
وبينت أن استشاري العلاقات الزوجية زبائنه من مختلف المستويات الفكرية، حيث يستقبل الاستشاري يوميا بخلاف المترددين على المركز، مكالمات هاتفية من نساء ورجال من القرى وخارج المدن يتعرفون عليه عبر برامج التليفزيون والإذاعة لطلب المشورة أو صفحات السوشيال ميديا بمختلف أنواعها.


وأكد الخبير الاجتماعي علي أحمد عوض، أن مصر أصبحت تحتل المركز الأول في الطلاق على مستوى العالم، وذلك لكثرة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تحدث خللًا في الشخصية المصرية، ولكن يظل هناك سبب رئيسي في تزايد نسب الطلاق في المجتمع المصري عامًا تلو الآخر فنجد اليوم وحسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء أن مصر تحتل مصر المركز الأول عالميًا في نسب الطلاق حيث بلغ عدد حالات الطلاق عام 2016 نحو 198 ألف حالة.
وأضاف أن بعض وسائل الإعلام لها تأثير سلبي في إشعال هذه الظاهرة، حيث تقوم باستضافة بعض الدخلاء كمستشار أسري وذلك لمزاولة المهنة مستغلين ضعف ثقافة الاستشارات في المجتمع بمعرفة مَن هو الشخص المؤهل لتقديم الاستشارات ومع زيادة حالات الطلاق في مصر، انتشرت بكثرة مكاتب الاستشارات الزوجية لحل الخلافات الأسرية بين الأزواج التي لا احد يعرف اذا كان هذا بالفعل مستشار أم لا، حيث يقوم بعقد جلسات مع الطرفين والاستماع إليهما في محاولة لإيجاد حلول وأخذ المقابل، ومع ارتفاع معدلات الطلاق، فإن هذه المكاتب لم تستطع السيطرة على وباء الطلاق حتى بين الحالات التي تتردد عليها.
وأكمل أنه بالفعل يوجد من تلك المكاتب ما يعمل على إرشاد الزوجين إلى أنسب أساليب المعاملة الجيدة وخصوصا أمام الأبناء، لتنمية وعى الزوجين بدور كل منهما في إنجاح الحياة الأسرية وواجباته وحقوقه وكذلك تبصيرهم بعواقب الطلاق، وتساعد الاستشارات الزوجية الأزواج في مختلف أنواع العلاقات الزوجية، ويسعى بعض الأزواج إلى الحصول عليها، لتقوية روابطهما واكتساب فهم أفضل لبعضهما البعض.