الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأسئلة الحرام عن المال الحلال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لماذا تضيق صدور البعض بالسؤال رغم أنه حق مشروع لكل من يبحث عن الحقيقة؟ ولماذا نتعالى على السائل بتجاهله رغم أن الشفافية التى ننشدها تتطلب الإجابة برحابة صدر عن أى سؤال؟ ولماذا لا نفرق بين سؤال عن الشأن الخاص وآخر عن الشأن العام؟ فالأول من حقك ألا تجيب عنه، والإجابة عن الثانى فرض عين عليك، فالسؤال يفتح بابًا للنقاش. والإجابة عنه تصل بنا إلى الحقيقة، أما عدم الرد فيخلق جدلًا، يصل بنا إلى اتهامات متبادلة.
لماذا يتعامل البعض مع السؤال على أنه اتهام؟ خاصة إذا تعلق بأمور تتعلق بالمال العام، ولماذا لا يضيق صدر رئيس الجمهورية إذا سئل عن الموازنة العامة ومجالات إنفاقها؟ أو حجم الضرائب، أو إيرادات قناة السويس أو السياحة، أو حتى ما تقترضه الدولة من الخارج والداخل.
هل أجرم الكاتب الكبير وحيد حامد عندما سأل إدارة (مستشفى ٥٧٣٥٧) عن حجم التبرعات وكيفية إنفاقها؟ أليس من حق الرجل أن يسأل عن مال عام أنفقه المصريون على مستشفى يعالجون فيه أطفالهم؟ أليس من حقه أن يبدى رأيه فى كيفية جمع التبرعات؟ أسئلة وحيد حامد قوبلت باستياء ثم هجوم على شخصه وصل إلى حد السب والقذف، ثم تخويف تلاه تهديد، ثم محاولات احتماء بالرئيس، ولا أعرف سببًا للزج باسم الرئيس فى مشكلة مع كاتب كبير كل جريمته أنه سأل عن حجم التبرعات، ضربت إدارة المستشفى عرض الحائط بأسئلة وحيد حامد، كما تجاهلت رغبة الرئيس فى عدم الزج باسمه فى أى قضية، تطور الأمر.. وتحول سؤال الكاتب بسبب التعالى على الرد عليه إلى ملف يحتوى عشرات الأسئلة، ثم تحولت الأسئلة إلى اتهامات تستوجب تدخل الأجهزة المعنية للتحقيق فيها.
وهل أجرمنا نحن عندما سألنا عمرو الليثى عن حجم التبرعات التى جمعها مع عمرو خالد وحنان ترك من المصريين فى الخارج والداخل؟ لقد دشن الثلاثة حملة تبرعات فى يونيو ٢٠١١ استمرت حتى إزاحة الإخوان من الحكم، أشدنا بجهدهم وسألناهم عن حجم ما جمعوه وفيما أنفقوه؟ ضاقت الصدور بالسؤال، ثم كان الاستنكار والتعالى على الإجابة، ثم اتهامات وسب وقذف من خلال صفحات لمجهولين على «فيسبوك»!!
وهل أجرمنا عندما سألنا الشيخ محمد حسان عن حصيلة ما جمعه من تبرعات بعد أحداث يناير وفيما أنفقها؟
وهل أجرم من سألوا اتحاد الكرة عن الصفة التى يحملها رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة حتى يتواجد مع منتخب مصر فى أرض الملعب أثناء المران الذى سبق مباراة المنتخب مع روسيا؟
وهل أجرم من سأل الاتحاد عن أسباب سرعة تسوية خلافاته مع مجدى عبدالغنى الذى هدد بكشف المستور بعد استبعاده من رئاسة البعثة فى روسيا؟!
وهل أجرم من سأل عن المتسبب فى وصول الفنانين إلى غرف لاعبى المنتخب، ليفقدوهم التركيز قبل موقعة روسيا؟
وهل أجرم من سأل شركة الاتصالات الراعية للمنتخب عن أسباب تحملها لنفقات الفنانين فى رحلة روسيا؟ ولماذا لا يتم اختيار فئات أخرى تكريمًا لها مثل أسر الشهداء أو المتفوقين فى مجالات مختلفة أو ذوى القدرات الخاصة؟
لماذا ضاقت الصدور وأصبح السؤال جريمة؟ ولماذا تحولت الردود عند البعض إلى ترهيب وتخويف وبلطجة لا يمارسها إلا فاقدو الحجة؟ لماذا نستخدم نفس أسلوب الإخوان ومرتزقة يناير فى تشوية الرموز من خلال حملات مدفوعة الأجر على مواقع التواصل الاجتماعى؟ لماذا نتجاهل الرد على أسئلة تخص مال الشعب الحلال؟
لا تبخسوا السائل حقه فى الإجابة إن كنتم تريدون الشفافية.