الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

قناة تُبث من أمريكا تهاجم البابا تواضروس بالماسونية والكاثوليكية بعبدة الشيطان

البابا تواضروس
البابا تواضروس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المذيعة مصرية وفريق العمل أمريكي والحرب تطول كل الكنائس
«منال موريس» شككت فى الكتاب المقدس والعلم.. وأعلنت أن «كروية الأرض» أكذوبة
القس إكرام لمعي: تزعم حماية العقيدة المسيحية.. لكن تشكك فى الكتاب المقدس
والكنيسة ترفض الرد.. لا نقابل الشر بالشر 
يوحنا قلتة بعد اتهامه بالماسوني: «الله يسامحك يا منال»
القانون الأمريكى يجيز محاكمة المذيعة.. و«مارونية لبنان» تقدم بلاغًا إلى النيابة العامة 
الكنيسة المارونية: لا شيءَ أسهَل من الجَهلِ.. فهو مجّانيٌّ
شنت قناة المسيح، هجوما ممنهجا ضد بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا تواضروس الثاني، فوجهت له اتهاما على خلفية إهدائه الجائزة التى حصل عليها من المؤسسة الدولية لوحدة الأمم المسيحية الأرثوذكسية بروسيا لصالح المسجد والكنيسة بالعاصمة الإدارية بالقاهرة، بأنه يعزز للوثنية ببناء المسجد، وهذا ضمن منهج البابا لتعزيز الوثنية بمصر.
وفى حلقة أخري، كلمات خرجت من فمها كواعظة تتحدث عن الأيمان والكنيسة وجهت كلمتها للبابا تواضروس الثانى قائلة «العلى يعلم يا أنبا تواضروس أنك لست بقلبك تؤمن به»، محذرة البابا من تلك المخططات التى يحيكها ومعه المجمع المقدس ضد رجال الكنيسة الأتقياء، معلنة أن العلى سوف يفشل مخططاته، وأشارت: «الله يعلم من أنت ولا تتخيل أن الله لن يترك لك الأمر، والله سوف يجرد من يقف فى طريقه» واستكملت كلمتها برفع الصلاة أن يتوبوا عما يفعلون أو يرجعوا إلى الله.
كما اتهمت البابا بأن له معتقدات وثنية، بعد أن ذاعت كلمته خلال زيارته لإنجلترا، منتقدة كلمات البابا التى اقتبس فيها كلمات للكاتب جمال حمدان: «مصر وطن لا ينقسم ولا يندمج، إنها (فلتة الطبيعة أبوه التاريخ وأمه الجغرافيا، أى أن التاريخ تزوج الجغرافيا فأنجب مصر، وهو واقع يدعو للفخر».
فى حلقة كانت خلفيتها صورة جمعت بين أربعة أشخاص، هم «القس مكارى يونان، كاهن كنيسة كلوت بك بوسط المدينة، والقس سامح موريس، راعى الكنيسة الانجيلية بقصر الدبارة، والأب سمعان، كهنة دير سمعان الخراز، والأب القمص باسيليوس فوزي، كاهن كاتدرائية يسوع الملك للأقباط الكاثوليك فى المنيا مصر. وتحت عنوان «كشف المؤامرة وأطرافها ضد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية» وقالت إنهم أبطال حملة وحدة المسيح مع أبناء الشيطان، وإنهم يعملون ضمن مجموعة ماسونية لتوحيد الأديان.
ولم يفت المذيعه منال موريس أزمة توحيد المعمودية بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، فخصصت حلقة تنتقد فيها البابا وقالت: «ما كان سوف يتم بواسطة البابا ما يسمى توحيد المعمودية قبل توحيد الإيمان الارثوذكسى مع الكاثوليك بما يخالف تعليم الإنجيل «رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة» لكن المجمع المقدس بإرشاد الروح القدس لم يوافق بالأغلبية وأوقف هذه المهزلة، وهذه المؤامرة الكبرى على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وللأسف الشديد باشتراك الأنبا تواضروس، وكما أعلن الأنبا مكاريوس متمسكون بما قيل فى «أفسس 4» رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة».
فى الوقت الذى أصدرت فيه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانا يفيد بأن هذا الكلام عار تمامًا من الصحة، وما تم التوقيع عليه مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان هو بيان «نسعى إلى توحيد المعمودية». 
وعلى صعيد متصل، خصصت المذيعة مساحة على صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، لنشر أقوال البابا الراحل شنودة الثالث والأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس وأسقف وسط البلد، والأنبا موسى أسقف الشباب.
هذا ويعد برنامج «أجنحة النسور» هو البرنامج الرئيسى الذى تبثه القناة، وعلى مدار ساعات اليوم يتم بث ترانيم وعظات مسجلة، لعدد من الشخصيات الدينية، ويبقى السؤال الذى يحتاج إلى إجابة: لماذا كل هذا النقد ضد رجال الدين والكنيسة بمختلف طوائفها؟.
على مدار خمس سنوات تخصصت قناة «Christ» فى تبنى حملة كبرى طالت كل رجال الدين، فلم تتوقف على اتهام بابا الفاتيكان بعابد الأوثان، والكاثوليك بعبدة الشيطان، وكفرت البابا تواضروس الثاني، وأعلنت أنه مضلل وهادم للكنيسة، وأن الكنيسة الإنجيلية حرفت الكتاب المقدس خلال ترجمته وخرجت عن الإيمان، خاصة بعد أن قال أحد أعضائها إن «الأرض كروية»، بل تطاولت أيضا على شيخ الأزهر، ومار شربل، «قديس لبنان» والقديسة ريتا، وما بين فزع للمتابعين من تلك المعلومات وتشكيك فى صحتها، وبخاصة ما يبثه برنامج «أجنحة النسور»، والذى تذيعه منال موريس مصرية الجنسية، والذى طال كل رجال الدين حول العالم وتوجيه العديد من الاتهامات. وتداول للفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذى دفع البعض لتدشين صفحات ضدها لكشف الكذب وفق وصفهم. اعتمد البرنامج على اتساق الحقائق. فالمذيعة لا تخلو طاولتها من الكتاب المقدس، ولا يخلو البرنامج، والذى يستمر لمدة ساعتين، من قراءة بعض الآيات. 
التبشير فى مصر 
عام 2013، أصدرت القناة بيانا ينتقد انطلاق «قناة المسيح الفضائية» بالولايات المتحدة الأمريكية، معلنة أنها أول قناة قبطية للتبشير بالمسيحية داخل مصر، تهدف إلى التبشير بالكرازة المسيحية، مع التركيز على واقع الأقباط فى مصر، وتعريف العالم بالأقباط وتاريخهم وحضارتهم. كما أعلنت أن فريق عمل القناة يتكون من النشطاء الأقباط الروحانيين والسياسيين، تحت رعاية المبشرة العالمية «منال موريس» لخدمة طلب التبشير بمصر، ومن يريد دخول المسيحية.
وأكدت أن البث سيكون فى أمريكا الشمالية وكندا وأستراليا الشرق الأوسط وباقى أرجاء العالم، وستكون اللغة العربية هى المصدر الرسمى للتبشير. معلنة أن هدفها الأول هو أن تكون صوت كل مظلوم ومضطهد، ومنبرا لكل الأحرار المناضلين من أجل إعلاء المسيحية ونشرها داخل مصر والحرية والعدل والمساواة لكل المصريين، بغض النظر عن الجنس أو اللون والقيم الشخصية، مشيرة إلى أن القناة ستقدم مجموعة من البرامج الحوارية المباشرة والمسجلة التى تناقش أحوال المسيحيين فى مصر يوميا بصفة خاصة، وأحوال مصر السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بصفة عامة، كما تقدم الكثير من البرامج الاجتماعية والأسرية والروحية.
بداية منال موريس
منال فرج الله موريس، هى سيدة مسيحية مصرية هاجرت إلى أمريكا، كانت بدايتها صعبة، فكانت تعمل مع إحدى فرق الترانيم كممثلة الفيديو كليب، وكانت الطلة الأولى لها عبر القنوات الفضائية عبر قناة «الحقيقة»، وكانت تقوم بالرد على اتصالات الجماهير، وفى غضون أقل من عام أصبحت مقدمة برنامج، مع «أحمد أباظة» وهو رجل ادعى أنه اعتنق المسيحية ويبشر بها.
كانت طلة موريس معتمدة على طلب التبرعات لقناة «الحقيقة»، والتى تستخدم من أجل مجد المسيح والتبشير بالمسيحية، وكان العديد من رجال الأعمال يدهمون القناة، إلى أن أطلق أباظة بالاشتراك معها فى نهاية عام 2012 فكرة عمل «قمر صناعى مسيحي»، يستخدم لإطلاق القنوات المسيحية عبر العالم، وخرجا كلاهما ليعلنا المشروع فى صورة شركة مساهمة مكونة من 1000000 سهم، على أن يكون ثمن السهم الواحد 1000 دولار أمريكي، ويكون بفائدة سنوية 4 %، وانهالت الاشتراكات لتأسيس شركة مساهمة لـ«قمر صناعى مسيحي»، بعد أن أعلن أباظة أنه عمل لمساعدة المحتاجين حول العالم، وكذلك التبشير، وبناء الكنائس وتعليم الأطفال.
وبين ليلة وضحاها، وبعد أن تم جمع ملايين الدولارات من مسيحيى أمريكا والعالم، اختفى أحمد أباظة وأغلقت قناة «الحقيقة»، وأعلت موريس أنها لا تعلم عنه شيئا، ووفق القانون وبعدما أعلنت قناة «الحقيقة» إفلاسها تسقط كل الديون، ومن هنا ضاع حق المشاركين فى القمر الصناعي.
ولم تمر أيام قليلة إلا وأعلنت «موريس» عن إطلاق قناة جديدة تبث عبر ثلاثة أقمار صناعية، باسم قناة «Christ» وترجمتها قناة «المسيح»، ووفق المعلومات المتواجدة على موقع «Godady»، الذى يتم من خلاله حجز «دومين» باسم القناة تبين أن موريس قامت بحجز الدومين عام 2012 أى قبل إعلان إفلاس قناة «الحقيقة»، وفق ما صرح به أحد الفنيين المقيم بكاليفورنيا. بعد أن تم تصميم العلامة التجارية لقناة «المسيح»، والذى جاء شبه متطابق مع العلامة التجارية لقناة «الحقيقة».
فى طلقات نارية خصصت قناة «المسيح» حربها ضد الكنيسة الكاثوليكية، ووجهت لها العديد من الاتهامات، على رأسها عبادة الأوثان والسعى وراء توحيد ديانات العالم، على حساب الإيمان المسيحي، ففى حلقة اعتمدت فيها القناة على الألحان والصلوات داخل الكنيسة الكاثوليكية، بدأت المذيعة فى ترجمة تلك الصلوات على أنها عبادة لتعظيم وتمجيد «لوسيفار»، وهو الشيطان وفق ما ورد بالكتاب المقدس، وعرضت عدد من الصور خلال زيارة البابا لمقابر ضحايا الحرب، والسجود والصلاة داخل المقابر على أنها معبد وثنى يسجد فيه البابا للأوثان. 
وتحت عنوان: «انتهبوا»، قالت منال موريس تعليقًا على إحدى اللوحات، والتى يظهر بها الشيطان على أحد المبانى المعمارية الكنسية، قالت: انتبهوا جيدا لو لم يكن الكهنوت المسيحى هو العملة الحقيقية، لماذا يزيف الشرير عمله مشابهة، لو لم يكن بالكهنوت الحق نشترك بجسد المسيح ودمه ونأخذ روح الحق بيد آبائنا، وعمل الروح القدس بهم وفيهم، لما أخذ الشيطان عرش كهنوتى أيضا، وأقام له كهنة الشر والسحر والضلال «كهنة الفاتيكان» وأطعم ضحاياه خبز الشياطين وكأس الشياطين، ألم يكن هذا حلم إبليس منذ البدء (أن يرفع كرسيه فوق عرش العلي).
وأضافت: هو أقام لك الكهنوت الكاثوليكى الوثنى الظلامى الشرير لكى تكره كل ما هو كهنوت حق، هو اخترق الكهنوت الحق المقدس بكثير من عملاء الشر ليمارسوا أمورا ليست فى العقيدة والإيمان لكى تكره العقيدة والإيمان الحق. هو يعلم أنه لا يستطيع أن يبتلعك ما دمت ثابتا فى المسيح بالسهر والصلاة والعبادة والتسبيح وطاعة المسيح والجهاد. لذلك يريد أن يحررك من كل ربط القداسة ليبتلعك فى الخارج.
من جانبه، قال الأب هانى باخوم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، إن الكنيسة لا ترد على أى اتهامات أيا كانت وأيا كان الذى قام بتوجيهها، وهذا عرف سائد فى الفاتيكان «لا يوجه الشر بالشر»، ولكن نعمل على إيضاح الأمور والإيمان الكاثوليكى دون المساس بالآخر، والكنيسة لا توجه اللوم لأحد أيا كانت اتهاماته وتجاوزاته.
وبسؤاله عن بعض اللوحات التى قامت بعرضها على أنها صور للشيطان يعبدها الكاثوليك قال: أنا لا أعرف مصادر تلك الصور ولم أطلع عليها، ولكن الكنيسة تعرف أن هناك شيطانا، ولكنها لا تؤمن به، فالشيطان ليس مجالا للإيمان ولكن المعرفة؛ لأن الإيمان يعنى العبادة.
وأشار إلى أن الشيطان وفق ما ورد بالكتاب المقدس كان ملاكا، ولكنه تكبر على الله وأراد أن يرفع كرسيه فوق كواكب الله العلي، ونتيجة كبريائه سقط وأصبح الشيطان، وزاد فى العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه كان الشيطان حاضرا فى قلب يهوذا الإسخريوطى الذى أسلمه إلى اليهود ليحاكموه ويصلبوه، فالشيطان موجود ومن الممكن أن يمثله الفنان فى لوحة ولكن الكنيسة لا تؤمن به.
ومن جانبه، قال الأنبا يوحنا قلتة، نائب بطريك الأقباط الكاثوليك فى مصر، ردًا على اتهامه بزعيم حركة الماسونية، وتخريب الكنيسة حول العالم ومصر بالأخص، وتغير فكر الشباب والشعب، وقالت إن تعاليمه التى يعلمها داخل مجموعة ماسونية وتهكمت عليه بسبب فلسفته وتحدثه عن العالم والفلسفة، وهو رجل متلون مثل الأفعى.
وجاء رد قلتة على المذيعة كالتالى: «الله يسامحك يا منال، وبكره تفهمى أكتر، وبصلى لكى من كل قلبى أن محبة المسيح تغيرك، وأكد أن المسيحية ليست صراعا ولا سبا وقذفا وتمزيقا فى الكنيسة».
واختتم قلتة موجها كلمته للمذيعة من خلال «البوابة»: «أرجوك يا منال حبى الآخرين كما هم».
الأب يوحنا جحا: لا شيءَ أسهَل من الجَهلِ.. فهو مجّانيٌّ
بعد أن وجهت المذيعة أصابع الاتهام إلى قديسى لبنان، واتهمت القديس شربل بالكذب والدجل، ورفقا بالملعونة، لم تسكت الكنيسة المارونية اللبنانية، فاستنكر مدير المركز الكاثوليكى للإعلام الأب «عبده أبوكسم» تطاولها، وقال: «إنها امرأة مختلة، ولا تستحق الرد. فالمختل عقليا لا يمكن التكلم معه»، مشيرا إلى أن تلك المذيعة «تثبت كل مرة جهلها، وتبث حقدها على الكنيسة المارونية. ولو لم تكن الكنيسة تشكل عقدة لديها، لما ركزت عليها بهذا القدر».
وأضاف، فى بيان للكنيسة: «الكنيسة المارونية تعود إلى 1600 سنة، ولا تحتاج إلى شهادة من إنسانة مجهولة الأصل والانتماء. الكنيسة المارونية شاهدة وشهيدة، كانت فى الشرق ولا تزال. وأعطت قديسين، ولا تنتظر شهادة من إنسانة غير متزنة عقليا». 
وبعد حلقة ساخرة، تناولت المذيعة قصة حياة القديسة «رفقا» مؤكدة أن القصة التى تردد داخل الكنيسة المارونية عارية تمامًا من الصحة، وأكدت أن القديسة كانت تعانى من العديد من الأمراض وفقدان النظر، وأن جسدها كان هيكلا عظميا، وعلقت على ذلك بأنها كانت «مضروبة وملعونة».
جاء رد الكنيسة المارونية ممثلا فى الأب يوحنا جحا (راهب لبنانى ماروني) على صفحته فى مواقع التواصل الاجتماعى كالتالي: «نزولًا عن رغبة الأحبّاء، سأسعى إلى شرح قضيّة يستعملُها المغرضون، نسلُ الحيّات أولاد الأفاعي، أحفاد «لوسيفورس- الشيطان» الحيّة القديمة، التنيّنِ قاتِلِ الناسِ منذُ البدءِ، الكذّاب أبى الكذب. عشراتُ الفيديوهات على يوتيوب تتّهم الكنيسة عروس المسيح بسبب صلاة تصلّيها الكنيسة من مئات السنين ليلَةَ عيد الفصح المجيد.
وأضاف: السيّدة منال موريس عندها مشكلة مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة، نكادُ نَعتَقِدُ من خلال كلام منال أنّ الكنيسةَ الكاثوليكيّة هى بدعةٌ هرطوقيّةٌ خَرَجَتْ عَن إيمان منال موريس القويم. ربّما غابَ عن بالِ هذه الجاهلة أنّها تنتمى إلى كنيسة مُزيّفة هى من جسم الكنيسة الرسوليّة أشبهُ بغصنٍ يابِسٍ غير مُثمِرٍ قُطِعَ من الكرمة المقدّسة.
تعتقد هذه الجِهْبِذَة أنّ التشققات الّتى يُمارِسُها أبطالُ القداسة من مار باخوميوس حتّى اليوم هى شعوذيات شَيْطانيّة وهذا ردٌّ بَسيط كافٍ، مختصر لما وَرَدَ فى مقالتنا عن رفقا: الوجه «المسيحيّ» للتكفيريّين – كفانا الله شرّهم كلمة من الشرقِ المتألّم إلى منال موريس الّتى تتلطّى بآيات مبتورة من الكتاب المقدّس، منتفخة بالعلم الفارغ، وممتلئة من الخبث، خلافًا لمريم الممتلئة نعمة، إذا كنت يا علاّمةُ تؤمنين بالكتاب المقدّس فخذى هذا، تدّعينَ أنّ رفقا ملعونة لأنّها ابتُلِيَت بالسلّ والعمى والكسح استنادًا إلى سفر اللاويّين الفصل 26: 14-16، ربّما غابَ عن بالِكِ المشغولِ بالحقدِ والضغينةِ لكنيسةِ المسيح، أنطاكيّة مهدِ المسيحيّة، أرض بطرس وبولس ذاكَ الحوارُ الّذى دار بين يسوع وتلاميذه فى إنجيل يوحنّا الفصل 9: 1-5. وبَينَما هو سائِرٌ رأَى رَجُلًا أَعْمى مُنذُ مَولِدِه. فسأَلَه تَلاميذُه: «ربِي، مَن أخطأ، أَهذا أَم والِداه، حَتَّى وُلِدَ أعْمى؟». أَجابَ يسوع: «لا هذا خَطِأ ولا والِداه، ولكِن كانَ ذلك لِتَظهَرَ فيه أَعمالُ الله. يَجِبُ علَينا، مادامَ النَّهار، أَن نَعمَلَ أَعمالَ الَّذى أَرسَلَني. فاللَّيلُ آتٍ، وفيه لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَعمَل. ما دمت فى العالَم. فأَنا نورُ العالَم)».
إذن كانَ المسيحُ صادقًا، يا بنتَ الكذّابِ أبى الكذب، يكونُ عمى رفقا وكسحها وصداعُها سبلٌ لإظهار أعمال الله. والقدّيس، إذا كنتِ لا تعلمين، هو إنسانٌ يفعلُ كلّ شيء لمجدٍ الله. وإذا كانَ هذا حقًّا ما يفقهُهُ قلبُكِ العصيُّ على الفهم والإيمانِ والمحبّة، أنّ آلام رفقا هى علامةٌ على لعنة الله تكونين من الكفّار لأنّك تجعلين المسيحَ زعيمَ الملاعين فالكتابُ المقدّس يقول فى تثنية 21: 22-2
وشدد أنّ المسيحَ نفسهُ، يا قليلة الإيمانِ، قد صارَ حقًّا لعنةً لأجلنا بحسب ما قال بولس الرسول فى غلاطية 3: 13، لذلِكَ كلّ قديسٍ يسعى إلى الاتّحادِ بالمسيح والتشبّه به يسعى أن يصير هو أيضًا لعنةً ليتمّ ما نقصَ من آلام المسيح فى جسده الّذى هو الكنيسة. هذا ما عبّر عنه بولس فى كولوسى 1: 2، رفقا بطلةُ الألم ليسَت غريبةً عن تعاليمِ بولُس، بل هى بنتُ الإيمان. نمت فى تربةِ قلبِها الطيبّة قمحةٌ طيّبةُ وأثمَرتْ حُبًّا جمًّا، حبًّا يشدّوها إلى المسيحِ حبًّا آسرًا، فأرادَت أن تشابِهَهُ فى آلامه. 
علمَت رفقا بمنطقِ الإيمان أنَّ ثمَنَ الخلاص ثقيلٌ، لأنّ ثقل الخطيئة كبير، وآلامُ المسيحِ لا تُخلّصُ إلاّ ما يقبلُه رب وفاد ويحملُ معهَ الصليب كلّ يوم، لقد ذهبَتَ رفقا إلى العمق أكثرَ من باقى المؤمنين، لأنّها أحبّت المسيح حتّى بذل النفس فسمعته، وها هيَ رَفقا طريحَةُ الفراشَ لسنينَ طويلَة، لا يدينِ ولا رجلينِ ولا عَيْنَين.
لقد سخرتِ يا قليلةَ الإيمانِ من إنسانَةٍ عانَت طوالَ حياتِها السلّ والشلل والعمى والصداع، ولم تتذمّر يومًا. ورغمَ آلامها المبرّحة أصرت بما تبقّى لها من قوّة فى الكفّين، أن تعمل فى الحياكة لئلّا تكونَ عالةً على أحد. هل السخريَةُ من المُتألّمينَ، يا فاقدَة الروح، هو عمل يخدم بشارة الإنجيل، أم هو دليلٌ على فقدانِ أدنى درجاتِ الأخلاق. لا تؤمنين بقداسة رفق ولا نحنُ نرضى أن نفرِضَ إيماننا فرضًا على الآخرين. أنتِ لا تؤمنين بقداسةِ رفقا، لكنّك تعلمين تمامَ العلمِ كم تحمّلت من آلام السلِّ ينخرُ بالعظام. والله يا عديمة البصيرة، إنّ الملحدينَ الّذينَ لم يعرفوا الله ولا مسيحَهُ، يضعفونَ أمامَ الألم ويحترمونَ كلّ متألِّم أقلّه باسم الإنسانيّة. أمّا أنت، يا من تدّعينَ الإيمانَ بالمسيح، كلمة الله، الّذى هو الحبُّ الكامِل، فتسخرينَ علنًا أمامَ الجماهير وبكلّ وقاحةِ من آلام إنسانةٍ حملَتْ من الألم ما تعجزينَ لا عن حمله، بل حتّى عن تصوّرِهِ.
واختتم الراهب رده على موريس بقوله: لا شيءَ أسهَل من الجَهلِ، هو مجّانيٌّ، ويُكتَسَبُ بغيرِ مجهودٍ. وما أكثرَ مَن يحملونَ شهاداتٍ عُليا فى الجَهلِ. وما أخطرَ على بُسطاءِ القلوبِ، تعاليمَ جهابِذةَ الجهلِ عندَما يلبسونَ قناعَ المعرفة.
صمت إزاء الاتهامات
مع استمرار الانتقادات الهدامة التى تشنها قناة «المسيح» ضد جميع الديانات، وخاصة المسيحية، إلا أن الكنائس فى حالة من الصمت، وتجاهلت كل ما يبث من تشكيك، وفى بعض الأوقات إلى سب وقذف لقيادات الكنائس، وهذا موقف مخالف لما قامت به الكنيسة المارونية بلبنان، والتى قامت بالرد عليها، والتوعد بترقب وصولها لبنان حتى تقع تحت طائلة القانون اللبناني، هذا ما صرح به مدير المركز الكاثوليكى للإعلام الأب «عبده أبوكسم» الذى كان استنكر تطاولها على القديس شربل فى إحدى حلقاتها، مؤكدا «تقديم بلاغ ضدها إلى النيابة العامة اللبنانية، بتهمة احتقار الدين».
ووفق دستور الولايات المتحدة الأمريكية، فإن جميع القوانين التى تحددت فيها حرية الصحافة فى الولايات المتحدة مشتقة من التعديل الأول لدستورها، والتعديل الأول يحمل عنوان: «حرية العبادة والكلام، والصحافة وحق الاجتماع والمطالبة برفع الأجور»، وينص على: «لا يصدر الكونجرس أى قانون خاص بإقامة دين من الأديان، أو يمنع حرية ممارسته، أو يحد من حرية الكلام أو الصحافة، أو من حق الناس فى الاجتماع سلميًا، وفى مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف».
وهذا يؤكد أن ما تقوم به هذه القناة محمى بموجب التعديل الأول. بخلاف العديد من الدول ليست لديها قوانين فيدرالية خاصة كذلك، أو ما ينص على منع التطاول على أى دين واعتباره تجديفا.
ووفق فضيحة الاعتداء الجنسى على الأولاد فى الكنيسة الكاثوليكية (كما يتبين من الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار «سبوت لايت») تغطية واسعة وقوية فى الولايات المتحدة، فى ما اعتبره بعضهم هجوما على الكنيسة، فى حين رأى البعض الآخر أن من حق أى كاهن أو أى رجل دين آخر أن يرفع دعوى قضائية، فى حالة قدرته أن يثبت أن الاتهامات الشخصية التى وُجهت إليه بخصوص بعض الأنشطة، قد أضرت به أو بسمعته، وكانت كاذبة.
كما أنه يوجد لدى بعض الولايات الفردية قوانين تحظر التجديف «الحديث عن الله بازدراء»، لكنها تُفسَّر عموما بأنها لمنع التفوه بشتائم أو ألفاظ نابية فى أماكن عامة، وليس لمنع انتقاد دين خلافا للاعتقاد الشائع، لا قانون فى الولايات المتحدة يحظر خطاب الكراهية. 
وبالنسبة لبعض أشكال التعبير المعروفة باسم قتال الكلمات، والتى تحرض على العنف، كما أن المحكمة العليا الأمريكية فسرت التعديل الأول بما يعنى أنه يتوجب على شخصيات عامة، أفرادا ومؤسسات، إذا كانت ترغب فى رفع دعوى بتهمة التشهير، أن تثبت أن ادعاءات باطلة طالتها ونُشِرت بخبث حقيقي، مما يعنى الإدراك أنها زائفة، أو تجاهلت الحقيقة بتهور، أو أنها كاذبة. وهذا مستوى عال جدا، ونادرا ما يتحقق. وبالنسبة إلى التعبير عن الرأى فقط، «وهو تصريح لا يمكن إثبات صحته أو خطئه، فهو محمى تماما بموجب التعديل الأول».
وعلى صعيد متصل يقول أحد المقيمين بـ«كاليفورنيا» إنه من حق كل رجال الدين الذين طالتهم القناة بالسب وقذف وصل إلى حد التكفير، فى وفق قانون الولاية التقدم ببلاغ إلى الـ«FCC» وهى تمثل وزارة الاتصال والجهة القضائية التى تحاكم على قضايا النشر والإعلام، قضية تشهير بعد ترجمة مقطع الفيديو محل القضية، والمطالبة بمحاكمة المذيعة، وأشار إلى أن هناك قانون الملكية الفكرية، وهو يمنع نشر الصور الشخصية دون أخذ إذن مسبق، وفى الحالتين يتم تغريم القناة بآلاف الدولارات.
ولفت إلى أن القناة تتجنب أن توجه الاتهامات لرجال الدين المقيمين بولاية كاليفورنيا، نظرًا لتأكدها أن المقيمين بالولاية يعرفون إمكانية محاكمتها والحصول على تعويض مادى كبير، فالقناة والمذيعة تستغل عدم معرفة من هم خارج أمريكا بالقانون.
القس إكرام لمعي: تزعم حماية العقيدة المسيحية.. لكن تشكك فى الكتاب المقدس
كان للكنيسة الإنجيلية بمصر بمختلف مذاهبها نصيب الأسد من الهجوم من قبل مذيعة قناة، «Christ TV» فلم تترك مذهبا من مذاهبها دون توجيه أصبع الاتهام، واشترك معظمهم فى تهمة واحدة، وهى «الماسونية» حيث اتهمت أغلبهم بالعضوية فى هيئات ماسونية، وبث التعاليم فى أوساط الشباب، فبدأت بالهجوم على القس سامح موريس، راعى كنيسة قصر الدبارة الإنجيلية، واتهمته بالرجل الذى يبث السموم فى عقول الشباب باسم «الوحدة بين الكنائس» لخدمة الشيطان وهدم الكنيسة الأم بعد استقطاب شبابها، وخصصت حلقتين ضد المرنم «ماهر فايز»، وقالت إنه يدعو للصوفية ليقترب من الديانة الإسلامية لخدمة الصهيونية التى تدعو لتوحيد الأديان، كما اتهمت الدكتور يوسف رياض، وهو عضو لمذهب الإخوة، وأحكمت الوقيعة بينه وبين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مستندة إلى الاختلاف ما بين العقيدة الإنجيلية والأرثوذكسية فى فرضية «التناول من الأسرار المقدسة».
فى حلقة جديدة، جاءت خلفية البرنامج صورة للدكتور أوسم وصفي، والذى وصفته «بالذئب الذى يلبس ملابس الحملان، ولكن الله أعطاها استنارة لتكشف هؤلاء». وطلبت الصلاة من أن كل «سامح» يتحفز لزيادة المعرفة، وقالت إنه صاحب التطاولات على الكتاب المقدس مشيرة إلى أنها «تطاولات غبية» الدكتور الذى «قد يكون فقد صوابه بعد أن تأثر بالملحدين أو المثليين الذين يعالجهم، فهذا ما توصل إليه الدكتور أوسم وصفي، وهو وفق ما قالته ضمن «أبناء إبليس – الذئاب الخاطفة».
اعتراف وصفى «بكروية الأرض» كان القشة التى قسمت ظهر البعير بالنسبة للمذيعة موريس، والتى خصصت حلقتين متتاليتين تتهكم فيهما على وصفي، والذى استخدم كلمة «كرة» وهى ترجمة خاطئة، والتى قام الانجيليون بترجمة الكتاب هناك علة فى قلبهم، مستنكرة ذلك مشيرة إلى أن الأرض مسطحة، وأن هناك قبة من الجلد فوقها.
وأكدت موريس أن الفاتيكان ووكالة ناسا الفضائية بينهما شراكة، وأن ما يخرج منهما من تعاليم ما هو إلا لخدمة وعبادة الشيطان، وشككت موريس فى ترجمة الآية المذكورة فى سفر أشعياء (40: 22): الْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ وَسُكَّانُهَا كَالْجُنْدُبِ. الَّذِى يَنْشُرُ السَّمَاوَاتِ كَسَرَادِقَ، وَيَبْسُطُهَا كَخَيْمَةٍ لِلسَّكَنِ. وأشارت إلى أن الكنيسة الكاثوليكية ترجمتها بما يتوافق مع ما تدعو إليه من وحدة العالم وبالتالى الديانة.
ومن جانبه، قال الدكتور القس إكرام لمعى أستاذ مقارنة الأديان، استنكر ما تقوم به موريس، مشيرًا إلى أن ما تقوم به متزعمة أنها تحمى العقيدة المسيحية إلا ما تقوله هو تشكيك فى الكتاب المقدس، وزجه فى أمر لا يمت لكتاب جاء، ليحدثنا عن علاقة الله بالإنسان وهو ليس كتاب علوم أو فلك أو جغرافيا أو تاريخ.
وأشار إلى أن الكتاب المقدس لم يأت ليخدم تخصص بعينه، وإن من يرددون تلك الكلمات يهينون الكتاب ويحملونه فوق ما يحتمل، مشيرًا إلى أن الكتاب المقدس لم يتناول الصعود إلى القمر أو ناقش اختراع الطائرات أو السيارات، وهذا لا يقلل منه، فهذا ليس الهدف من الوحى الكتابي، وأشار إلى أن المذيعة تتبنى خلط الأمور.
وأكد أن الفضاء الذى نعيش فيه جعل الجميع يتحدث، الفاهم وغير الفاهم الكل يتحدث بدون رقيب الأمر الذى يثير الحزن والسخرية فى وقت واحد، فلم يعد هناك مجال للبحث والعلم والمراجعة.
وردًا على أن الانجيلين حرفوا فى ترجمات الكتاب المقدس، يقول لمعي: فى التاريخ المصرى محاولات للترجمة، لكنها لم تكن ترجمة كاملة للكتاب المقدس مثل ترجمة ابن العسال وغيرها، والإرساليات الأجنبية الغربية فى الوطن العربي، ثم جاءت ترجمة «فاندايك» للكتاب المقدس كاملا من لغاته الأصلية إلى اللغة العربية فى بيروت لبنان، وما زالت هى الترجمة المعتمدة فى كل الكنائس «بكل الطوائف» فى الوطن العربى كله أو المتحدثين بالعربية خارج الوطن العربي، وفى القرن الـ٢٠ ظهرت ترجمات عديدة للكتاب المقدس مثل «كتاب الحياة»، «لإنجيل الشريف»، «الكتاب المقدس بالعامية المصرية». 
وأشار إلى أنه مع القرن الـ٢٠ ظهرت الترجمة اليسوعية، وهى ترجمة جيدة ومن أدق الترجمات للكتاب المقدس، ثم بدأت مجموعة من اللاهوتيين، والتى أنتمى إليهم، بالعمل على ترجمة المعنى الصحيح لإنجيل المسيح، والذى شمل (العهد الجديد)، ثم العمل على ترجمة البيان الصريح لحوارى المسيح، وهو شمل بعض من رسائل بولس الرسول. وأكد أنه لا بد من الفصل بين ترجمات الكتاب المقدس وتفسيرات الكتاب، لأنه بسبب التيار الإلحادى والشباب وتحديات العصرنة، وجدنا قيام عدد من اللاهوتيين بإصدار تفسيرات جديدة للكتاب، وليس ترجمة لتتماشى مع احتياجات العصر من تحديات نحو إشكاليات بعينها.