أثار فيلم «حادثة النيل هيلتون» جدلًا واسعًا خلال الأيام الماضية، بعد إعلان عرضه فى مهرجان «تل أبيب» لأفلام حقوق الإنسان. وما تسبب فى زيادة الجدل حول عرض الفيلم بالمهرجان هو مشاركة مجموعة من الفنانين المصريين، مثل الفنان ياسر على ماهر والفنان سناء شافع الدكتور بالمعهد العالى للفنون المسرحية التابع لـ«أكاديمية الفنون المصرية».
الفيلم جرى عرضه فى عدة دول ليس من بينها مصر التى تجرى فيها أحداث الفيلم وبمشاركة فنانين مصريين، فقد تم عرضه فى السويد والدنمارك وفرنسا، وشارك أيضًا فى أحد المهرجانات السينمائية المغمورة فى أمريكا.
أحداث الفيلم تسيء للشرطة المصرية بشكل كبير وتعرض أحداثه قصة مقتل الفنانة سوزان تميم الذى يؤكد الفيلم تورط مجموعة من أفراد الشرطة المصرية فى مقتلها، بالرغم من أن التحقيق الدولى فى القضية أثبت أن مقتل الفنانة اللبنانية اشترك فيه أحد الأفراد الذى كان يعمل فى الماضى بأحد أجهزة الشرطة، وقام بتسوية معاشه قبل حدوث الجريمة إلا أن الفيلم تعمد تشويه جهاز الشرطة، وذلك لأسباب سياسية، لأن منتج الفيلم غير معلوم مصدر تمويله وأسبابه لإنتاج فيلم تدور أحداثه فى مصر أثناء تلك الفترة الزمنية التى عانت فيها الشعوب العربية من ثورات وبسبب حالة التخبط، التى يعيشها الفنانون المصريون وغياب دور النقابات الفنية عن السيطرة على السوق الفنية والفنانون الذين يعملون تحت رايتهم.
من جانبه أكد الناقد الفنى «نادر عدلي» فى تصريح لـ«البوابة نيوز» أن الأفلام التى تنتجها جهة أجنبية يستحيل السيطرة عليها، ولا توجد مقدرة على منع تلك الأعمال سواء من جهة الفنانين أو النقابات، حيث إن هذه الشركات تابعة لدول غير مصرية فلا نستطيع التحكم فى المحتوى الذى يقدمونه، كما أن الجهات الرقابية المصرية لا تستطيع منع الفنانين من التعاقد مع الشركات الأجنبية، لعدم وجود مواد ولوائح تجعل الفنان لا يتعاقد على أى عمل بدون الرجوع للنقابة.
وعبر عن ذلك قائلًا: «نحن نفرح حينما يتعاقد فنان مع شركات أجنبية ويقدم أعمال فنية فى الخارج مثلما فرحنا بعالمية عمر الشريف وخالد النبوى وغيرهم من الفنانين الذين مثلوا اسم مصر فى السينما العالمية لأن هذا يثبت أن لدينا فنانين قادرون على المشاركة العالمية، وليس العمل المحلى فقط وهذه الشركات ليست تابعة لنا كى نصادر أعمالها أو نمنعها من العرض أو المشاركة فى مهرجانات الدول الأخرى التى نتحفظ عليها او على التعامل معها».
يذكر أن فيلم «حادثة النيل هيلتون» حصل على جائزة الخنفساء الذهبية فى ستوكهولم فى ٢٣ يناير الماضى وهى جائزة سويدية انطلقت منذ العام ١٩٦٤ وتعد بمثابة جائزة الأوسكار السويدية، وتمنح من قبل المعهد السينمائى السويدى، وتشمل خمس عشرة جائزة للأفلام الروائية، القصيرة، والوثائقية، وهذا العام رشح الممثل المصرى ياسر على ماهر كأفضل دور ثانوى عن الفيلم، ويجسد فيه دور لواء شرطة مصرى تتهمه أحداث الفيلم بالفساد وتظهره بشكل غير لائق، والفيلم بطولة محمد يسرى، وهو من إنتاج مشترك بين السويد والدنمارك والمانيا وإخراج المخرج المصرى السويدى طارق صالح.
