لقطة كفيلة بأن تبكيك عامًا كاملاً بل عمرًا كاملاً، فبينما الحدائق والمتنزهات تمتلئ بالأطفال، يلعبون ويلهون فى أحضان آبائهم، هناك آخرون يحضنون الهم ويرتمون جوار الجدران، عيد طفل صغير لم يلعب، ولم يله كان يتسول الفرح من على زجاج السيارات، جمع بعض الجنيهات ثم غلبه النعاس فافترش الأرض وسقطت نقوده من يده، ترى أيرى عيد فى أحلامه ما لم يره فى واقعه؟ ترى فى خياله يلهو مع أقرانه؟ عيد رغم قوة النوم التى لم يتمكن من مجابهتها، ظل متشبثًا بالصنعة الوحيدة وبرأسماله فى الحياة، «فوطة صفراء» يمسح بها السيارات فيعطيه أحدهم ويمتنع الآخر، المرعب فى اللقطة أن الناس اعتادوا على رؤية عيد وآخرين فى هذه الحالة فباتت لا تفزعهم، بل بات الأمر وكأنه عادي أن يكون «عيد بلا عيد».
استيقظ الطفل وفتح عينيه مندهشًا من الحوار الدائر حوله، ظن أن أصحاب أحد المحلات جاء لينهره لكن كنا نحن لنربت على كتفه ونعطيه العيدية ونقول له دون أن نعرف ما هى الحكاية يا عيد حاول على قدر المستطاع أن تكون سعيدًا.
جسد بطولة مسلسل «أبوعمر المصري» وهو مسلسل مصرى، بطولة أحمد عز وأروى جودة ومنذر رياحنة وفتحى عبدالوهاب.
