الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

8 جوائز لـ"ساحرات سالم".. رائعة آرثر ميلر تحصد المركز الثاني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى عالم يعانى الفوضى والخراب وحب الانتقام، ويعانى الخلل وفقدان المعنى وعدم التمييز، وعبر سلسلة من جلسات الاستماع فى ما عرف بـ «محاكمة الساحرات»، والتى أسفرت عن إعدام عشرين شخصًا أكثرهم نساء، ليخرج الكاتب والمؤلف المسرحى الأمريكي، آرثر ميلر، برائعته المسرحية «محاكمة سالم»، والتى قدمت عشرات المرات فى مسرح الثقافة الجماهيرية بألوان مختلفة، لتقدمها فرقة الأنفوشى برؤية جديدة للمخرج الشاب محمد مكي.
وحصدت المسرحية عدة جوائز بالمهرجان الختامى لفرق الأقاليم، فى دورته الـ ٤٣، بعد حصول الفنان محمد مكي، على جائزة المركز الثانى تمثيل، وحصوله أيضًا على المركز الثانى فى الإخراج، وحصل العرض على جائزة أفضل عرض ثاني، وإبراهيم الفرن على جائزة أفضل إضاءة، والدكتور محمد سعد على جائزة أفضل ديكور، وجورج فتحى على جائزة أفضل إعداد موسيقي، وهى الجائزة التى أثارت العديد من المسرحيين حول أنه لا يوجد ما يسمى بالإعداد الموسيقى، كما حصلت فاطمة أحمد على جائزة أفضل ممثلة أولي، وحصلت رضوى حسن على أحسن ممثلة دور ثان.
وعبّر المخرج الشاب محمد مكي، عن سعادته بحصول العرض على كل هذه الجوائز، والتى لم يكن يتوقعها، حيث قال: «سعادتى لا توصف لحصول عرض ساحرات سالم على ثمانى جوائز فى المهرجان الختامي، وهذا أقل شيء يمكن أن نقدمه لبيتنا الكبير وبيت العائلة الفنية السكندرية قصر ثقافة الأنفوشي، وهو المكان الذى تعلمنا فيه الفن وسلوكياته».
وتابع مكي: «سعيد بحصولى على جائزتى التمثيل والإخراج، وهذا ما سعيت إلى تحقيقه»، متمنيًا أن يحقق نجاحًا كبيرًا فى المهرجان القومى للمسرح، كما توجه بالشكر للدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ونائبه المخرج هشام عطوة، والدكتور صبحى السيد، مدير إدارة المسرح على الدعم الذى قدمه للفرق المسرحية كافة.
وفى سياق متصل، قالت الفنانة السكندرية فاطمة أحمد، وهى إحدى طالبات المعهد العالى للفنون المسرحية، والتى تجسد شخصية «إليزابيث» زوجة «چون بروكتور»: إن دورها يحمل مشاعر كثيرة من الحب والغيرة والشك، خاصة بعد معرفتها بخيانة «چون» لها مع «ابيجل» خادمتها، والتى قررت طردها بعد ذلك، وحينها تقرر «ابيجل» الانتقام من «إليزابيث» ودخولها السجن.
وتابعت: «شخصية إليزابيث كانت تحديا كبيرا بالنسبة لي، لأنه دور سيدة كبيرة فى السن، وهزيلة ومريضة ولديها أطفال، وحاولت بقدر الإمكان، أنا والمخرج، إظهار المشاعر المركبة ما بين الخوف والقلق والحب لزوجها، كما أن البروفات استمرت لأكثر من ٩ أشهر ما بين التوقف والاستئناف».
وتابعت: مسرح الثقافة الجماهيرية يمثل مسرح كل الناس، الغنى والفقير، وهو بمثابة أول نقطة للوصول إلى حلم أى شخص بالتمثيل، ولا يقل أبدا عن مسرح المحترفين، لا سيما وجود مخرجين كبار وفنانين لهم اسم، وما زالوا يعملون فى مسرح الثقافة الجماهيرية، بل لا يقل أهمية بالنسبة لهم عن مسرح المحترفين.
أما عن تصميمات الملابس والتى تتطلب طبيعة خاصة لارتباطها بفترة زمنية معينة؛ فيقول وليد جابر، المصمم ومهندس الديكور: إن تصميم الملابس يبدأ بتحليل الشخصيات المسرحية وتحديد نقاط القوة والضعف فى كل شخصية، ثم يتم تحديد الألوان ومدى تناسقها مع الديكور وتحقيق التضاد و«الهارموني» حتى تظهر الشخصية بوضوح داخل الفضاء المسرحي، بالإضافة إلى تحديد نوع الخامة التى تتناسب مع طبيعة الزمن، كما أن الملابس تسهم بشكل كبير فى تحديد معالم الشخصية.
وتابع: قد تكون الصعوبة الأكبر فى النجاح للوصول إلى الوحدة العضوية للمنظر المسرحى فيما بين الديكور والأزياء، فلن ينجح هذا إلا إذا كان هناك توافق فى الرؤى ما بين المخرج ومصمم الديكور ومصمم الأزياء حتى تتحقق «سينوغرافيا» العرض.
وعن عمله بالثقافة الجماهيرية قال «جابر»: «أعشق أعمال الثقافة الجماهيرية، لأنها البداية، بالرغم من عوائدها المادية الزهيدة، إلا أنها تحقق لى المتعة الفنية».
أما عن الصعوبات التى قابلتها، فأضاف: «طبعا كانت هناك تنازلات عن عناصر مكملة فى التصميم، نظرًا لفقر الإنتاج وآليات العمل الإدارى فى الهيئة، والتنسيق السيئ ما بين إدارة المسرح وإدارة الإقليم، التى تؤخر صرف الإنتاج إلى اللحظات الأخيرة، والتى تجعلنا مضغوطين لآخر لحظة، وأيضا موافقة الرقابة التى قد تأتى بعد موسمين من موسم العرض، وقد تخرج العروض من المسابقة الرسمية، ولكنى متفائل لوجود الدكتور صبحى السيد الذى أرى لمساته الواضحة فى التطوير وكسر «التابوهات» وتذليل العقبات، كما أننى متفائل أيضا لوجود الفنان هشام عطوة، هذه الطاقة الهائلة، وأعلم أن وجوده سيحل سلبيات الهيئة، حيث إنه ليس على دراية بطبيعة الهيئة.
وفى السياق ذاته، قال الدكتور محمد سعد، أستاذ مساعد بقسم علوم المسرح، بكلية آداب جامعة حلوان، والذى صمم ديكور «ساحرات سالم»، إن العمل بالثقافة الجماهيرية هو التحدى الأكبر فى كيفية توظيف الأفكار وفقًا للإمكانيات الضئيلة، والقدرة على التفاعل وحل المشكلات، وفقر الإمكانيات يجعلنا فى بعض الأحيان نقوم بالعمل بأيدينا».
وعن ديكورات المسرحية قال: «صممنا على عمل الديكورات و«البانوهات» بشكل يجعلها تتناسب مع كل مراحل العمل، حيث استخدمنا الإضاءة بفن «السلويت» فى أثناء عملية تغيير الديكور، لتكون شكلًا جماليًا وليكون غير مرهق للممثلين، كما قمنا بالابتعاد عن المباشرة فى موضوع السلطة الدينية، وعملنا على أن تكون السلطة بوجه عام؛ حيث إننا لم نقم باستخدام أى من الرموز الدينية، وأضفنا لقطع الديكور بعض الأشكال الزخرفية لتعطى عمقًا فى المعنى، وقصدنا أن تكون محاكمة عادية بعيدة عن الرموز المباشرة، وكان الهدف إقامة علاقة تشكيلية فى أقل الحدود، وقدرنا أن نصل لعلاقة مناسبة للتكلفة وفقًا للميزانيات المتاحة».
وعن عمله بالثقافة الجماهيرية قال «سعد»: «أعمل بالثقافة الجماهيرية منذ أكثر من عشرين عامًا، فأنا أحب اللعبة المسرحية؛ لأننى أعمل بها من منظور الهواة وهذه متعة، لأننا نعمل بحب»، كما ناشد المسئولين عن العمل بالثقافة الجماهيرية بأن يبتعدوا عن التنظير، فلا يجب محاسبة الهواة بنفس المعايير التى يحاسب بها المحترفون، فرفقًا بهم، فهم يحبون اللعبة المسرحية».