وُلد إسحاق حلمى بقرية العلوة بمدينة حلوان عام ١٩٠١، وعشق الرياضة منذ نعومة أظفاره فمارس كرة القدم والفروسية ثم السباحة، والده عبدالقادر حلمى باشا، من أشهر قادة الجيش المصري، وارتبطت سمعة هذا الرجل بالنجاح الذى أحرزه فى إخماد الثورة المهدية في السودان، وتوفى قبل نجاح ابنه في عبور المانش بعشرين عامًا.
في عام ١٩٢٠ كانت هناك جلسة في مصيف رأس البر تضم محموعة من الأصدقاء ضمت كلًا من: الملاكم سيد البشلاوي، ونجاتي بك أباظة أحد الأعيان، وفيليب أوفارل رئيس تحرير جريدة «الاجيبشيان ميل»، حيث دار الحديث عن سباحة المسافة من دمياط إلى رأس البر وطولها تقريبًا ١٥ كم، وشجعه الجميع لهذه المحاولة الجريئة التى لم يكن قد سبقه أحد إليها من قبل، وبالفعل قبل إسحاق حلمى التحدى وعبر المسافة في ثلاث عشرة ساعة واستقبل بـ«الطبل والزمر».
وبعد ذلك قرر إسحاق حلمي زيادة مسافة السباحة ليسبح من حلوان حتى القاهرة بطول مسافة ٢٥ كم، وبعدها أصبح حديث الوسط الرياضي، بعد هذا الحدث قرر حلمي أن يعبر المانش مدفوعًا بعدة أسباب منها، أنه اقتدى بوالده في إظهار ضروب الشجاعة، خاصة أن الصحف ظلت تصفه بسليل الأسرة العريقة، كما أنه كان ينتمي لطبقة الأعيان من ملاك الأراضي، وامتلك بذلك من الوقت والمال ما مكنه أن يتفرغ لاجتياز هذا الهدف، سواء بالتدريب على شواطئ البحار المصرية، أو بالسفر إلى إنجلترا، وقضاء أسابيع، بل وشهور يتدرب على السباحة في المانش، وسعيه لتحقيق رغبة ملكية من صاحب الجلالة الملكية فؤاد الأول، ولكنه فشل ثلاث مرات متتالية أعوام ٢٤ و٢٥ و١٩٢٦.
إلا أنه عاود المحاولة لينجح ويصبح أول سباح مصري وعربي يعبر المانش عام ١٩٣٨، وفي عام ١٩٦٦ أصبح أول مصرى يرأس بعثة مصر في سباق كابري ١٩٦٦، وأُطلق عليه العديد من الألقاب منها راشد السباحة الطويلة وعميد السباحين المصريين، كما أطلق عليه الإنجليز لقب فرعون مصر.. كرمه الملك فؤاد الأول بمنحه نوط الجدارة، وكرمه الرئيس محمد أنور السادات بوسام الاستحقاق، وفي ٥ نوفمبر عام ١٩٨٠ رحل إسحاق حلمي الفرعون المصري عن عمر يناهز التاسعة والسبعين عامًا.
