الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

86 عاما على رحيل شاعر النيل.. «كم ذا يكابد عاشق ويلاقي في حب مصر كثيرة العشاق»

حافظ إبراهيم
حافظ إبراهيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يأت اللقب الذي ناله صدفة، بل لأنه منذ البدء ارتبط حبله السري بالنيل، وكأنه ولد من رحمه، مخاض الولادة أتى للأم التركية على متن السفينة المرابطة لدى «ديروط في أسيوط»، لم يملك الأب المصري إلا أن يردد بلهجة الزوجة «أمان ربي أمان»، فخرج الطفل في أمان يداعب وجنتيه نسيم النيل، الذي وكأنه أبى أن يسمى هذا الطفل بغير اسمه فوشى للأقدار أن تخطف الأبوين ليبقى الخال.

* مدد يا شيخ العرب
أخذ الخال الغلام «حافظ إبراهيم» صغيرا ليقطن معه بجوار شيخ العرب في طنطا، لم يعي الخال أن طفل ولد في مثل تلك الأجواء سيكون حتما مرهف الحس، لذا ما كان من الغلام إلا أن غادر كنف خاله تارك له رسالة صغيرة دونها التاريخ: «ثقلت عليك مؤونتي إني أراها واهية .. فأفرح فإني ذاهب متوجه في داهية».

*تائه في شوارع القاهرة
استقل حافظ القطار من طنطا إلى القاهر، يبحث في عناوين شوارعها عن شئي يطمئنه، بعد ذلك أخذ حافظ إبراهيم يتجول في شوارع المدينة حتي أنتهي به الأمر بمكتب المحامي محمد أبو شادي وهناك أطلع علي كتب الأدب حتي أعجب به الشاعر البارودي.



* حافظ ضابطا
التحق بعد فترة من ممارسة مهنة المحاماة بالمدرسة الحربية عام 1888 حتي تخرج منها عام 1891 كضابط برتبة ملازم ثاني في الجيش حتي تم تعيينه في وزارة الداخلية، ثم تم إرساله في عام 1896 مع الحملة المصرية الي السودان بقيادة «كتشنر» ثم عاد الي القاهرة مرة أخري عام 1899 بعد أن نشبت ثورة في السودان وتم اتهامه في حادث الجباخانة ، وظل فترة حوالي العشر سنوات ينظم فيها الشعر حتي تعرف علي الإمام محمد عبده والشيخ علي يوسف الذي كان يملك صحيفة المؤيد وكان هو من أطلق عليه لقب شاعر النيل حيث نشر حافظ قصائده في صحيفته، وفي عام 1911 قام مدحت باشا بإصدار قرارا بتعيين حافظ ابراهيم رئيسا للقسم الأدبي بدار الكتب حتي أستمر في التدرج في المناصب حتي أصبح رئيسا للقسم.

* هو وشوقي
كان حافظ خفيف الظل، ما إن وجد في مكان إلا وكان سر بهجة فيه، وكان عرف عنه حبه هجاء أمير الشعراء أحمد شوقي، الذي كان يرد عليه بحدة لم تمنع حافظ من الاستمرار في هجائه، ومن جولاتهم قول حافظ عن شوقي
يقولون إن الشوق نار ولوعة .... فما بال شوقي أصبح اليوم باردا
ليرد عليه شوقي: وأودعت إنسانا وكلبا وديعة... فضيعها الإنسان والكلب حافظ
وبرغم هذه المبارزة الشعرية إلا أن الشاعران كان يحبان بعضهما إلى الحد الذي تم إخفاء خبر وفاة «حافظ» عن «شوقي» وحينما آتاه النبأ كتب قصيدة طويلة من الرثاء اختتمها بـ: خــلَّفْت فــي الدنيـا بيانًـا خـالدًا.. وتركت أجيالا من الأبناء.. وغدا سيذكرك الزمان ولم يزل للدهر إنصاف وحسن جزاء.

* وفاته
توفي في مثل هذا اليوم من سنة 1932م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد استدعى 2 من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به. وبعد مغادرتهما شعر بإعياء شديد فنادى غلامه الذي أسرع لاستدعاء الطبيب، لكن الأمر كان قضي وفاضت روحه إلى بارئها ودفن في مقابر السيدة نفيسة