لم تخل التقارير التى جاءت بخصوص تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نيته فى إنشاء «قوات فضائية» من نبرة طفيفة من السخرية، وذلك رغم وقوفها بجدية أمام هذه التصريحات.
ويزعم الرئيس الأمريكى أن أطرافا يمكنها «إنشاء أقمار صناعية مقاتلة»، وبالتالى طالب بإنشاء «جيش فضائي» فى خضم ازدهار صناعة الفضاء الأمريكية الخاصة وازدياد الاحتمالات للاستثمار فى القمر وكوكب المريخ، مصرحا بأن إدارته ستحمل المشعل كأول بلد رائد فى الاستثمار الفضائي.
وحسب الصحف الفرنسية، فإن ترامب يبحث كيف يستغل ملف الفضاء، الذى يسميه حسب مصطلحه «الحدود الجديدة». وبزيادته ميزانية «ناسا» التى أمرها بالعودة إلى القمر والتحضير لاستطلاعات جديدة على سطح المريخ، بادر ترامب كذلك إلى مراجعة التقنين لتسهيل إجراءات منح الرخص للشركات الخاصة قبل إطلاقها لأى صاروخ أو قمر صناعي.
وتأتى هذه التصريحات فى سياق تشهد فيه الصناعة الفضائية فى أمريكا ازدهارا كبيرا، ورغم أن دور وكالة «ناسا» بات مقتصرا على تموين المحطة الفضائية الدولية، إلا أن إدارة ترامب تطمح إلى خصخصة المحطة ابتداء من ٢٠٢٥ وهو الأمر الذى لا يزال معرضا للنقاش فى الكونجرس الأمريكى، حيث تهدف الإدارة الأمريكية الحالية لفرض تواجد أسطولها على المدى الطويل من أجل تمديد الرحلات الاستطلاعية نحو القمر.
وكذلك «نزول الأمريكيين على أرض المريخ»، حسبما كشف جيم برايدنشتاين، المدير الجديد لوكالة «ناسا»، التى تلقت مؤخرا من شركات خاصة طلبات تخطيط رحلات تموين نحو سطح القمر، وقام ترامب بتحويل بعض صلاحيات البنتاجون إلى وزارة التجارة لتسيير الأقمار الصناعية الخاصة بحجة ضرورة إدارة مشاكل «الزحام» على المدارات الأرضية، حيث أحصت وزارة الدفاع الأمريكية حتى الآن ٢٠ ألف مجسم فضائى، من بينها ٨٠٠ قمر صناعى أمريكى خاص يتوقع أن يزداد عددها كل سنة.
