يتجول محمد سلامة فى كتابه «فى القرآن والنقد الأدبى العربى الحديث.. من طه إلى نصر»، الذى صدر حديثا ضمن «سلسلة الفكر المعاصر فى الشرق الأوسط والإسلام»، فى الدلالات المتشابهة التى تكمن وراء هذا النص المقدس، ويقدم تأملات فى التفسير القرآنى من خلال شرح - والتمييز بين - التفسير والتأويل.
كذلك يركز الكتاب على المنحة القرآنية والأدبية فى مصر فى القرن العشرين من طه حسين إلى نصر حامد أبوزيد، كما أنه يتفاعل مع تقليد هائل من المنح الدراسية من الفترة الكلاسيكية حتى الوقت الحاضر، بما فى ذلك مؤلفين مثل أبوعبيدة وابن عباس والرازى والطبرى.
محمد سلامة أستاذ مشارك فى اللغة العربية الحديثة ورئيس قسم اللغات والآداب الأجنبية، جامعة سان فرانسيسكو ستيت، الولايات المتحدة الأمريكية. وهو مؤلف كتاب الإسلام والاستشراق والتاريخ الفكرى «٢٠١١» والمحرر المشارك للاستعمار الألماني: الهولوكوست وألمانيا ما بعد الحرب «٢٠١١».
ويؤكد سلامة فى كتابه هذا أنه على مر القرون، شهدت اللغة العربية تغيرات دلالية، مما خلق ثغرة فى فهم القرآن وجلب القراء المعاصرين تحت تأثير التفسيرات التأويلية والضيقة.
ويوضح أنه فى حين أن هذه الثغرة تفسر الكثير من الفقر الفكرى للنهج التقليدى للتفسير القرآني، فإن عمل المدرسة المصرية الحديثة للأكاديميين يمثل خروجًا حادًا عن التيار المحافظ المبرمج للتفسيرات الإسلامية والسلفية. من خلال تحليل كتابات هؤلاء المثقفين، يظهر المؤلف أن نظرة جديدة إلى المصادر ومحاولة ثورية لمقاربة القرآن يمكن أن تجعل من التقاليد نفسها قوة دافعة لجماليات بديلة - سياقية ومفتوحة ومكشوفة.
وقد قام بالتعليق على الكتاب العديد من الأكاديميين المصريين والأجانب من بينهم وليد عبد الله صالح، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة تورنتو، كندا، والذى قال: «هذه واحدة من أفضل الدراسات التى تظهر فى الجدل المركزى فى الإسلام الحديث: كيف ينبغى أن يدرس المسلمون القرآن الكريم؟ اقتربت التحصيلات المعرفية السابقة من هذا السؤال من زاوية لاهوتية. والحقيقة أن دراسة القرآن فى الإسلام الحديث كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بجدل حول الأدب وتشكيل مدون عربي. تعتبر دراسة سلامة تحليلا لامعا للمعارك الأدبية حول طبيعة القرآن ومكانته فى علاقته مع الشريعة الأدبية. هذا يجب أن يقرأ وسيغير فينا، كيف نفهم طبيعة تفسير القرآن الحديث».
أما لارا حرب، أستاذ مساعد فى دراسات الشرق الأدنى، جامعة برينستون، الولايات المتحدة الأمريكية فقالت: «محمد سلامة يحكى قصة خمسة عمالقة من المنحة المصرية فى القرن العشرين، الذين ذهبوا ضد التيار فى تحقيقاتهم فى القرآن. من المثير للاهتمام، أنه من خلال فقه اللغة نجدهم يصوغون طريق العقلانية، تحدى الأصولية سواء فى شكل الأصولية الإسلامية أو الاستشراق الغربي».
فيما قال ألكسندر كنيش، أستاذ الدراسات الإسلامية، جامعة ميتشيغان، الولايات المتحدة الأمريكية: «كتاب سلامة الجديد هو نظرة شاملة ومدروسة لمناهج القرآن من خلال أضواء رئيسية، وإن كانت مثيرة للجدل، للنقد الأدبى الحديث فى مصر فى القرن العشرين. أكثر من مجرد دراسة أكاديمية جافة أخرى.
