الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

نهاية العالم.. "كذب المنجمون ولو صدفوا".. رئيس "الفلك" بمعهد البحوث الفلكية: ادعاءات كاذبة.. ولا وجود لكوكب "إكس".. أشرف تادرس: "نسبية" أينشتاين أثبتت تمدد الكون الدائم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ نشأة الإنسان على كوكب الأرض، وهو ينشغل دائما بمستقبله ومصير حياته على الكوكب الذى يعيش عليه، وفى الوقت الحاضر، حدث تقدم هائل فى العلوم الكونية وتطورت التكنولوجيا، لتساعد العلماء على اكتشاف أسرار الكون، ومحاولة فهم قوانينه، ووضع العديد من النظريات التى تفسر نشأة الكون، وتحدد عمره، وتحاول التوقع بمصيره ونهايته. إلا أن الحديث عن نهاية الكون، أو يوم القيامة، ما زال يختلط بالخرافة والتنجيم، إلى جانب الحقائق العلمية والنظريات الفلكية، إضافة إلى ما ذكرته الأديان من علامات تدل على اقتراب نهاية الحياة. واتفقت الأديان السماوية على عدم معرفة أى مخلوق بموعد يوم القيامة ونهاية الحياة، وأن علم الساعة بيد الله وحده عز وجل، ويحذر علماء الدين من الانسياق وراء تكهنات وخرافات المنجمين. «البوابة» تفتح ملف نهاية الكون، وتبرز أهم النظريات العلمية والفلكية التى تحدثت عنه، واستطلعت رأى علماء الفلك والدين والطب النفسي، لمعرفة رأيهم فى هذه القضية.



نهاية الكون قادمة، ولا أحد يعلم موعدها على وجه التحديد، لكن العلماء فتحوا الملف ليتحدثوا عن الموضوع ويضعوا له عدة سيناريوهات، ومن بينها أن الشمس ستبتلع الأرض، لتنتهى معها الحياة.
وكان فريق دولى من علماء الفلك، أثبت تحول الشمس فى مراحلها النهائية إلى سديم كوكبي، يتكون من غلاف من الغاز والبلازما، يطردها النجم عند نهاية عمره. وأكدت نتائج أبحاث النماذج الحاسوبية، أن الشمس و٩٠٪ من النجوم الأخرى فى الكون، ستنتهى إلى سديم كوكبي، وهو غيمة مكونة من غاز الهيدروجين والغبار والبلازما.
وستصبح النواة المكشوفة قزما أبيض، وستستمر هذه المرحلة من (موت الشمس) ١٠ آلاف سنة، عندما يضيء القزم الأبيض ويصبح مرئيًا، وتبدأ الحرارة فى القزم الأبيض بعد ذلك بالانخفاض تدريجيا، حتى تنفد منه الطاقة الحرارية ويخفت سطوعه أيضًا.
وخلال عشرات المليارات من السنين، سيظهر منه قزم أسود لن يشع بالضوء المرئى أبدا، وستصبح الشمس خلال خمسة مليارات سنة عملاقًا أحمر بعد استهلاكها للجزء الأكبر من وقودها (الهيدروجين)، وستتوسع وتموت، فتلتهم الكواكب الداخلية فى المجرة بما فيها الأرض. وبالتالى فإن مصير الأرض محسوم بالزوال فى النهاية، لابتلاع الشمس لها أو لارتفاع شديد فى حرارتها، يؤدى إلى موت الحياة عليها بالكامل.
ومنذ اكتشاف أينشتاين لنظرية النسبية، والعالم كله يعيش أسيرًا لها، وفى دروبها، حتى أن نهاية الكون حُدَدت وفقًا لهذه النظرية، فالانهيار العظيم والتجمد العظيم، والثقوب السوداء والقزم الأبيض، كلها افتراضات تقضى بحتمية نهاية الكون.
ولكن فى الآونة الأخيرة، خرجت دراسات كثيرة تبحث فى مسألة نهاية الكون، محددة الأطر لها وطرق البحث، رغم ما يكتنف هذا الطريق من جدل كثير، فالأديان السماوية تفضى بالمسألة كلها إلى غيبيات وعلامات تقول بنهاية الكون، أما علم النفس، فيفسر ظواهر بحث الإنسان فى قضية نهاية الكون وشدة تعلقه بها، إلى القلق والخوف الذى يجتاح الإنسان على مستقبله.
وبفضل العلم والتكنولوجيا، استطاع العلماء والفلكيون، أن يعرفوا بعض حقائق هذا الكون ويحددوا عمره بشكل تقريبي، ولكن مع ذلك، فإن كل هذا ليس إلا مجرد خدش على سطح ضخم لا نهاية له، وحتى الوقت الحالي، ليس من المؤكد معرفة نهاية الكون، رغم وجود نظريات وأبحاث ودراسات تقول بذلك.


ويقول الدكتور أشرف لطيف تادرس، رئيس قسم الفلك بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إنه غالبًا ما تخرج هذه التقارير أو التوقعات فى أول العام أو آخره، لارتباطها سيكولوجيًا بهذه الأوقات، مؤكدا أن كوكب «إكس» الذى يَدعى بعض المُنجمين وجوده، أو تستند إليه بعض الدراسات والبحوث، لا وجود له على الإطلاق.
ويضيف «تادرس»، أن كوكب «إكس» هذا، تقول الدراسات الفلكية إنه سيصطدم بكوكب الأرض وسيُنهى الحياة عليها، مشيرًا إلى أن الكواكب معروفة سواء من وكالة «ناسا»، أو من هيئات الفضاء الأوروبية أو اليابانية أو غيرها.
ويتابع رئيس قسم الفلك، أن هناك ادعاءات من بعض الدراسات وبعض المُنجمين تذكر أن كوكب إكس أو كوكب «نيبيرو» سيظهر فى نصف الكرة الجنوبي، لأنهم أعلنوا أكثر من مرة عن مواعيد الظهور وحددوا نهاية العالم فيها، وكلها كانت محض شائعات لا أكثر.
وحول وجود نظرية تقول بابتلاع الكون من خلال الثقوب السوداء، يوضح «تادرس» أن الثقوب السوداء، وهى منطقة فى الفضاء ذات كثافة هائلة، موجودة فى مركز المجرة وبعيدة جدًا عن كوكب الأرض، وليس سهلًا أن تقترب من كوكب الأرض، فهو يبتعد عنها بآلاف السنين الضوئية. ويضيف «تادرس»، بحسب دراسات علمية، فإن الثقوب السوداء، هى منطقة فى الفضاء ذات كثافة هائلة تفوق كتلة الشمس مليون مرة، وتصل الجاذبية فيها إلى مقدار لا يستطيع الضوء الإفلات منها، ووفقًا للنظرية النسبية العامة، فإن جاذبية الثقوب السوداء تُقّوس الفضاء حوله مما يجعل شعاع ضوء يسير فيه بشكل منحنى بدلًا من سيره فى خط مستقيم، ويقع فى منطقة «الزمكان» التى لا يوجد فيها جاذبية.
تمدد الكون
ويلفت «تادرس» إلى أن النظرية النسبية والنظرية العامة للكون، أثبتت أن الكون فى حالة تمدد دائم، ما يعنى أن تمدد أبعاد الكون يظهر فى ابتعاد أى نقطتين فيه عن بعضهما البعض من دون أن تكون لهما حركة، وطبقًا لنظرية الانفجار العظيم، نشأ الكون من نقطة واحدة بتواجد كمية هائلة من الطاقة شديدة السخونة وتمددت خلال ملايين السنين، بعد تضخم كونى سريع بعد نشأته مباشرة، ثم بدأ معدل تمدده يقل حتى وصل إلى المعدلات الحالية، وترتبط محاولات تفسير تمدد الكون بافتراض ما يسمى بوجود الـ«طاقة المظلمة».
ويتابع: «لو أن الكون «مُغلق» ولا وجود لحركة التمدد، كان يمكن القول بنهاية الكون إلى نقطة، مثلما بدأ بحسب نظرية الانفجار العظيم»، لافتًا إلى أن انغلاق الكون يعنى تغلب الجاذبية عليه، وبالتالى عودته إلى النقطة التى بدأ عليها وهذا غير وارد.