رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على أسرار كاتدرال بورسعيد المجهولة وكواليس تحولها للأرثوذكسية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحوى أجزاء من «صليب» المسيح وصخرة «الجلجثة».. وبنيت على شكل «سفينة نوح» رمز الخلاص
عام 1930 أمر ببنائها بابا الفاتيكان على مدخل قناة السويس.. وعام 1937 كان الافتتاح
1987.. تحول الكنيسة لـ«الأرثوذكسية» بعد انخفاض أعداد «اللاتين»
«الستر الحريري» يعود للكنيسة بعد رحلته على سفينة «جان دارك»
مسئول العلاقات العامة: ضمن المزارات الرئيسية بمسار رحلة العائلة المقدسة.. وأبوابنا مفتوحة للجميع وعلى رأسهم «الكاثوليك»




فى الفترة بين الحربين العالمية الأولى والثانية، وبأوامر بابوية عام 1930، أصدر البابا «بيوس الـ11» تعليماته ببناء كاتدرائية على اسم «كاتدرال مريم» تكريمًا للسيدة العذراء، واشترط أن يكون موقع الكنيسة فى مدخل قناة السويس، والتى اعتبرها بابا الفاتيكان بوابة العالم.
وجمعت «الكاتدرال» بين العبادة وتسجيل أحداث تاريخية هامة، ولموقعها وتاريخها، فقد حوت الكاتدرال الكاثوليكية مقتنيات وآثارا لا يوجد مثيلها بكنائس أخرى، ومنها «الستر الحريري»، الذى ارتبط بالحرب العالمية الثانية، وطاف دول العالم ليبارك الكنائس، ومنعته الحرب من العودة لبورسعيد 10 سنوات كاملة، وكذلك «جزء من خشبة صليب المسيح»، مختومة من القدس، وهو أمر هام جدًا بالنسبة لأبناء العقيدة المسيحية الذين يتوافد الملايين منهم للحج بكنيسة القيامة بالقدس للتبرك، وأيضا «جزء من صخرة الجلجثة» التى ثبت عليها صليب المسيح.
وفى صباح الـ8 من ديسمبر 1930، وتحديدًا فى ذكرى عيد مريم المعروف بـ«الحبل بلا دنس» وهو أحد الأعياد الكاثوليكية لتكريم السيدة العذراء، وبناء على أوامر البابا «بيوس الـ11»، ألقى رئيس الأساقفة، المطران هيرال، خطابا دينيا بخصوص بناء كاتدرائية للسيدة العذراء، «ملكة الكون» كما يُطلق عليها الكاثوليك.
وتم الاتفاق خلال البيان على أن يكون مكان بناء الكاتدرائية الجديدة هو مدخل قناة السويس فى مدينة بورسعيد، هذه المدينة التى كان يسميها البابا «بيوس الـ11»: «بوابة العالم»، لأنها ملتقى طرق ملاحية عديدة.
ومن هنا تم الاتفاق على أن يكون تصميم الرسم الهندسى لكاتدرائية بورسعيد الكاثوليكية للمهندس الفرنسى جان هولوه «الحائز على الجائزة الأولى فى المعمار من روما، لبناء مقر إيبارشية فى باريس، وبازليك القلب المقدس فى مون مارتر فى فرنسا».
وبدأت أعمال البناء فى مبنى الكنيسة يوم 7 ديسمبر 1934، وتم افتتاحها فى احتفال ضخم يوم 13 يناير 1937، وتولى مراسم الاحتفال كل من الكاردينال دوجتى، ورئيس الأساقفة المطران هيرال، و17 من المطارنة، وعدد كبير من القساوسة، وذلك أمام حشد من المصلين يشمل أكثر من خمسين فردا من جنسيات مختلفة.



مكونات المبنى الرئيسي
الكاتدرائية مقسمة إلى 3 أقسام منفصلة عن بعضها بأعمدة طويلة مثمنة الزوايا ومتوجة بتيجان ترمز إلى أسماء السيدة العذراء، ومنها: نجمة البحار، الزنبقة الطاهرة، وحروف اختصار اسم العذراء. 
وعلى هذه الأعمدة يقام السقف، الذى يكمن جماله فى هرمونية بنائه، حيث تتميز الكنيسة بأنها على شكل سفينة نوح رمز للخلاص من العالم، والكنيسة من الخارج بها 6 منارات صغيرة ومنارة واحدة كبيرة، ومكتوب على سقف الكنيسة من الخارج من الجانبيين «AVE MARIA» والتى تعنى «تحيا مريم».
أما أبعاد الكنيسة فهى 60 مترا للطول، 25 مترا للعرض، ويرتفع السقف من أعلى نقطة لـ22 مترا، والمنارة بدون الصليب 45 مترا. وتم تصميم الكنيسة بحيث تسمح بإضاءة وتهوية طبيعية خاصة خلال فصل الصيف. 



المنارة الرئيسية
المنارة مثبتة بـ4 أعمدة ضخمة، بهدف تثبيت تمثال ضخم للسيدة العذراء أعلاها، ولارتفاع المنارة وتعارض التمثال مع الفنار القديم لم يوضع التمثال وتم إلغاء الفكرة، وحاليًا رفعت الكنيسة الأرثوذكسية صليبا ثلاثى الأبعاد، بعد إلغاء الفنار القديم وتشغيل الجديد على البحر خلف ستاد بورسعيد. 

برج الأجراس
أما عن برج الأجراس، فقد شيد أمام مكان فسيح مملوء بالنخيل وعلى مقربة من مياه البحر الواسعة من ناحية، وفى نهاية الأماكن الصحراوية من ناحية أخرى، هذا البرج الجميل والتحفة المعمارية الرشيقة، يشاهده المسافر عن بعد مرتفع عاليًا فى سماء مدينة بورسعيد، ويعتبر رمزًا لسلامة الطريق فى هذه الأرض التى داست عليها بأقدامها العائلة المقدسة.
والبرج محمل على أربع قواعد ضخمة مجهز ليوضع فوقه تمثال السيدة العذراء مريم، الذى لم يوضع لارتفاع المنارة، وعكس نور الفنار القديم ببورسعيد وبه 6 أجراس تم تركيبها يوم 6 فبراير 1938، ولكل جرس نغمة معينة كانت تدق عند عيد معين للسيدة العذراء مريم.



الهيكل اللاتيني
وهو الهيكل الرئيسى للكنيسة، حيث أراد المطران هيرال أن يظهر فى هذا الجدار مدى عالمية العذراء فقامت الفنانة سوزان فريمون، والحائزة على درجة فارس بدرجة الشرف، برسم دقيق لقبة الهيكل والذى يحتوى فى المركز ثلاث دوائر ترمز للثالوث القدوس: الله الخالق، الله الفادي، الله المعزي.
ويخرج منها 12 شعاع نور يسقط كل شعاع على برج فلكى يدل على نوعية من البشر، وبين النوافذ صور لأماكن مرت بها السيدة العذراء فى حياتها.
ورسمت «فيرمونت» قبة الكنيسة بطريقة يدوية، بناء على تكليف الأسقف هيرال لها، والذى ضم 205 شخصيات من القديسين والشهداء من العهدين القديم والجديد ومع كل شخصية رمز يميزها ومن أبرزهم: آدم وحواء، وهابيل، ونوح، ومريم النبية، وداود، وإيليا، وأطفال بيت لحم، والقديسة فرونيكا، وبطرس وبولس، والملكة هيلانة، وبطريرك الكنيسة، وغيرهم من القديسين.
أما نحت قوس القبة من الخارج، فيبين عالم الملائكة، ففى الوسط الملاك ميخائيل، وعلى الجانبين الملاك غبريال والملاك روفائيل، وباقى اللوحة توضح أشخاصا من جنسيات مختلفة يدخلون النار بسبب خطاياهم، وأسفل القوس توجد عصافير تحيط بأجنحتها جملة كتبت بحروف من ذهب (مريم ملكة الكون). 
والقبة مثبتة على 12 عمودا، تربط بينها شبكة من الحديد المشغول على شكل تاج يحيط الهيكل، ويُكَون هذا السور مع حوائط الكنيسة المستديرة ممر يسمح بالوصول إلى تمثال العذراء مريم. 

المذبح الرئيسي
فى وسط هيكل الكنيسة يوجد المذبح الحجرى الأثري، والمصنوع فى بلجيكا، وعليه صليب وشمعدانات من صنع مؤسسة «سافون» فى بورسعيد فى ذاك الوقت، وباب بيت القربان المصنوع من الخزف وعليه رسم للعذراء والطفل يسوع وهو من تصميم الفنان هانز مملينج. 



تمثال السيدة العذراء مريم
يرتفع خلف الهيكل على قاعدة رائعة الجمال، تمثال من الرخام الأبيض للسيدة العذراء مريم، ويتميز هذا التمثال بأن الوجه يشع روح السماحة والجمال الإلهى العذري، والشعر مغطى بغطاء رأس مربوط على الطريقة التقليدية البسيطة، وعيناها مرفوعة إلى السماء، وتلبس قلادة الملكة وخاتم فى كل إصبع، وقدماها تسحق رأس الحية، وتحمل بين يديها الكرة الأرضية التى يعلوها الصليب، وهذا التمثال أنجزه سلالة من شركة BILLAUX – GROSSE من بروكسل وباركه النائب الأسقفى الرسولى يوم عيد القيامة الموافق 21 أبريل 1935.
وعلى جانبى الممر يوجد تمثالان لقديستان راكعتان الأول على اليمين للقديسة كاترين لأبورية والآخر على اليسار للقديسة برنادت.

لوحات الرخام الأبيض
وُضعت كلمات شكر كتبت على لوحات من الرخام الأبيض، قدمت من المصلين كعربون شكرهم للعذراء عن معجزاتها مع أبنائها.



هياكل ومذابح أخرى
بجوار الهيكل الرئيسى يوجد هيكل على اليمين، به مذبح عليه تمثال يوسف النجار، وآخر على اليسار به تمثال للسيد المسيح، كما يوجد على جانبى الكنيسة 6 مذابح، وكان يوجد على كل مذبح تمثال لقديس، ويتميز المذبح بنقوش ورسومات لفضيلة لها علاقة بالقديس، وبجواره صندوق للعطاء مكتوب عليها اسم القديس.



الأنبل «مكان الوعظ»
بُنى أنبل كاتدرائية الكاتدرال فى عام 1947، حيث كان المطران يقف ليلقى بالعظة على الشعب منه، ويعلو الأنبل رسم موزيكو به حمامة يخرج منها أشعة دليل على حلول الروح القدس أثناء الوعظة، وتحمل خبزا لأن السيد المسيح قال؛ «أنا هو الخبز الحي» أى أن كلام الله روح وحياة. 



صليب السيد المسيح 
ومن مقتنيات الكنيسة، صليب عليه تمثال السيد المسيح من النحاس بالحجم الطبيعي، صنعه الفنان «بييرليسكار» وهو من أكبر فناني النحت العالميين، ووضع فى الكاتدرائية يوم الأحد الموافق 1 فبراير 1948، تنفيذًا لنذر الأسقف انج مارى ايرال، الذى نذر أن يضعه فى حالة انتصار الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية، وعلى الصليب لافتة مكتوب عليها هذا هو ملك اليهود بالثلاث لغات؛ اليونانية والرومانية والعبرية، واستغرق الصليب عامين فى صناعته.

حجر الجلجثة
أهدى رئيس دير الفرنسيسكان بالأرض المقدسة، الأسقف، بناء على طلبه قطعة من صخرة الجلجثة –الجبل الذى ثبت بين صخوره الصليب- لكى توضع بأسفل الصليب المقدس، فى صندوق زجاجى متقن الصنع وموثق بوثيقة رسمية ومختومة بالشمع الأحمر. 

الماكيت
هو ماكيت مصغر لمبنى الكاتدرائية، وعليه تمثال السيدة العذراء، وبجوار الكنيسة مبنى الراهبات قديمًا، وصمم الماكيت مهندس البناء الفرنسى جان هولوه.

بنديرة «ستر» السيدة العذراء
وهى عبارة عن ستر كبير من الحرير الأحمر، صنعها راهبات «دير هوبوردان» فى فرنسا، وأرسلوها إلى الكاتدرائية ببورسعيد، وبعد مباركتها على المذبح سلمت للمرشد الدينى لسفينة جان دارك الفرنسية، لتطوف دول العالم، وأنزلت فى فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم أعيدت إلى الكاتدرائية فى أكتوبر 1947 بعد غياب 10 سنوات.

جدران الكنيسة 
تحتوى على 14 صليبا؛ كل منها مرسوم عليه صورة تحكى ضرب الصليب، رحلة آلام السيد المسيح، بداية من الحكم أمام بيلاطس البنطى، وحتى دفن السيد المسيح، وتحت كل صليب يوجد مكان لوضع شمعة وتحته صليب أحمر تم تدشينه وقت الافتتاح.
وهكذا تدعو هذه الكاتدرائية المقامة على مدخل قناة السويس مسافرى الشرق والغرب، إلى التضرع إلى السيدة العذراء مريم، التى سافرت مسافات طويلة على أرض مصر المباركة؛ طالبين منها البركة والحفاظ على عائلتهم المتنقلة فى كل مكان.

الكاتدرائية الأرثوذكسية بالكاتدرال
بعد ثورة 1952، حدثت هجرة لغالبية جالية الكاثوليك اللاتين من بورسعيد، حيث لم يتبق سوى عدد قليل منهم، وغالبيتهم من المتقدمين فى العمر الذين رفضوا ترك المدينة، وتدريجيًا حدث تناقص فى أعداد المصلين، بشكل أدى لإغلاق الكنيسة، ما أدى لإهمال المبنى وملحقاتها وتضرر أجزاء منه. 
وفى عهد الأنبا تادرس، أسقف بورسعيد وتوابعها، أصبح للعذراء مريم مذبح قبطى أرثوذكسى داخل كاتدرائية الكادرال الكاثوليكية، وتم تأسيس مذبحين؛ الأول على اسم السيدة العذراء مريم، والثانى على اسم الأنبا أرسانيوس والأنبا إبرام فى الهيكل البحرى، وأقيم أول قداس إلهى أرثوذكسى فى الكاتدرائية يوم عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل فى 15 فبراير عام 1987، ونشطت حركة الصلاة والخدمة وتردد صدى الترانيم والألحان الأرثوذكسية بين جدران الكنيسة الكاثوليكية. 
أما التماثيل الأثرية، فقد استبدلتها الكنيسة الأرثوذكسية بأيقونات جديدة من الطراز القبطي، بعد أن أخذت كنيسة كاثوليكية بالقاهرة هذه التماثيل الكاثوليكية. 

المقتنيات الأرثوذكسية
زُودت الكاتدرائية بالأثاث اللازم، وتم وضع صليب حديد ثلاثى الأبعاد على برج الأجراس، كما يوجد بالكنيسة جزء من خشبة الصليب المقدس، موضوعة فى مقصورة بديعة الصنع فى شرق الكنيسة ومعها وثيقة تؤكد مصداقيتها.

مبان جديدة
أما عن المبانى الجديدة داخل الكاتدرال؛ فقد تم بناء مبنى ملحق للكنيسة يحتوى على فصول مدارس الأحدن وأتيليه القديس لوقا، ومسرح للأنشطة، ومقر خدمة الشباب ببورسعيد، وقاعة للمناسبات والدراسة، ومركز للغات والكورسات والكمبيوتر، ومركز وسائل الإيضاح، ومقر للكلية الإكليريكية ومعرض لمنتجات الأديرة والكنائس.

كواليس تحويل الكاتدرال إلى أرثوذكسية
ويقول المهندس عماد حلمي، مسئول العلاقات العامة بكنيسة الكاتدرال، والذى يعمل ضمن الفريق القائم على تقديم شرح مفصل للزوار بلغات مختلفة: إن كنيسة الكاتدرال الكاثوليكية استمرت على هذا النحو منذ إنشائها فى 1934، حينما فكر بابا الكنيسة الكاثوليكية فى بناء كنيسة فى طريق «الفارما» القديمة والتى مرت خلالها العائلة المقدسة أثناء رحلتها لمصر، عن طريق بورفؤاد ناحية سيناء، وكان اختيار هذه النقطة لبناء الكنيسة لأنها كانت تطل مباشرة على البحر ومدخل قناة السويس فى بورسعيد والتى كان يعتبرها الجميع «بوابة العالم الجديد».
وعن الطائفة المسيحية التى كانت تتردد على هذه الكنيسة لإقامة طقوس الصلاة، يقول «حلمي»: إن الكنيسة فى بداية نشأتها كانت مكانا مهما للسياحة من كل الطوائف بمصر والعالم، ولكنها فى الأساس خصصت لطائفة المسيحيين اللاتين الكاثوليك، والذين كانوا يقطنون فى حى الإفرنج ببورسعيد، إلا أن عدد هذه الجالية بدأ فى الانخفاض مع مرور الوقت، وفى نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات كان هناك كاهن لطائفة اللاتين يدعى الأب فرنسيس، يقوم بالصلاة لهذه الجالية والتى بدأت فى الانتهاء تمامًا حتى وصلت الكنيسة للغلق التام، لعدم وجود مصلين ولا اهتمام بالمبنى ومحتوياته وملحقاته، والتى كان من بينها مبنى خاص بدير للراهبات، وعندها تعرض هذا المبنى للانهيار وفقد أجزاء كبيرة.
ويتابع مسئول العلاقات العامة بـ«الكاتدرال»، بعد حدوث انهيار لمبنى دير الراهبات بالكنيسة وفقدها الاهتمام، حدث تواصل بين الكنيسة الأرثوذكسية برعاية الأنبا تادرس، وكنيسة اللاتين للكاثوليك فى مصر، وتم الاتفاق بين الطرفين على أن تقوم الكنيسة الأرثوذكسية بإدارة الكاتدرائية وإقامة الصلوات فيها، وتم ذلك بأوراق رسمية بين الطرفين واستخدامها مقابل «حق انتفاع»، بمبالغ مالية زهيدة تدفعها الأرثوذكسية للكنيسة الكاثوليكة.



فترة انتقالية قبيل تحويلها
ويضيف «حلمي» أن كنيسة الكاتدرال مرت بفترة انتقالية فى الفترة من 1987 حتى عام 1991، وكان هناك عدد قليل جدًا من طائفة اللاتين فى بورسعيد ما بين 4 أو 5 أفراد، يقومون بأداء الصلوات مرة واحدة فى الأسبوع مساء الأحد داخل الكنيسة. 
وعن مقتنيات وآثار «الكاتدرال» الآن بالمبنى، يقول «حلمي» إن مذبح اللاتين كان مبنى فى اتجاه الجنوب، وما زال قائما كما هو حتى اليوم ولم يتأثر بوجود الأرثوذكسية، والكنيسة أبوابها مفتوحة للجميع وعلى رأسهم طائفة اللاتين، إذا رغب أحد أعضائها لزيارة المكان وإقامة الصلاة بها.

مقتنيات وتماثيل أثرية بالمبنى
ويتابع «حلمي» أما عن التماثيل والتحف الأثرية التى كانت بمقر الكاتدرال، فهى غير موجودة بالكامل اليوم، حيث أخذتها الكنيسة الكاثوليكية بالقاهرة، وهناك بعض التماثيل ما زالت موجودة حتى لا يفقد المكان قيمته بإزالتها، ويوجد تحت كل تمثال شرح حوله؛ فهناك تمثال للسيدة العذراء وهى فى وضع الوقوف تحمل فى يديها الكرة الأرضية باتجاه السماء.
ويضيف: هناك تمثال القديسة برناديت وسانت كاترين، وهما من أشهر قديسات الكنيسة الكاثوليكية بالعالم، ويوجد بالمبنى صليب بالحجم الطبيعى فى الممر الغربى للكنيسة، بالإضافة للستر الحريرى الذى تم صناعته فى فرنسا، وبه رسوم ونقوش بالحرير تخص الكنيسة وتاريخها، وما زال هذا الستر فى مكانه لليوم. 
وقصة هذا الستر أنه تم وضعه فى مركب «جان دارك»، ليجول ويبارك جالية اللاتين فى العالم كله، لكن وقوع الحرب العالمية الثانية أدى لتوقف المركب فى فرنسا مدة 10 سنوات، وعاد وأكمل رحلته مرة أخرى لبورسعيد، كما يوجد بالكنيسة مقتنيات جزء من «خشبة صليب السيد المسيحي» ويُحتفظ بها داخل مقصورة مختومة من الفاتيكان.

مذابح الأرثوذكسية
ويكمل «حلمي»: يوجد بالكنيسة الكاثوليكية القديمة، وما زال قائمًا لليوم، مذبح كبير واثنان من الهياكل، ولا تستخدم للصلاة، أحدهما للرجال وآخر للسيدات، وحديثًا بُنى مذبحًا للسيدة العذراء مريم، حيث دشنت الأرثوذكسية كنيسة صغيرة بالمبنى على الطابع الرهبانى للأديرة القديمة، وتم تدشين مذبحين باسم السيدة العذراء والملاك ميخائيل، وتحمل اليوم الكنيسة اسم «السيدة العذراء والملاك ميخائيل».
مسار العائلة المقدسة
وكشف مسئول العلاقات العامة بكنيسة العذراء والملاك ميخائيل، أن الكنيسة وُضعت على خريطة مسار رحلة العائلة لمصر، وهناك استعدادات على أن تكون ضمن المزارات الرئيسية العالمية لخط سير العائلة المقدسة فى مصر. 
وأكد «حلمي» أن الكنيسة اليوم على أتم الاستعداد لهذا الحدث، وهو ما سيشكل نقلة سياحية كبرى لمصر عامةً وبورسعيد خاصة، والكنيسة لديها المترجمون للغات الأجنبية، وتقدم حاليًا عرضا عن تاريخ ونشأة للكنيسة بأكثر من لغة للتسهيل على الزوار، وسوف يُتاح ذلك على صفحة الكنيسة على «الإنترنت» للتسهيل للزوار التعرف بالكنيسة قبل زيارتها.