يفكرون في المستقبل ويسهرون الليالي، والقلق والتوتر لا يفارقهم، يضعون أمام أعينهم حياة أبنائهم والمستوى المعيشي لهم، فلم يكن مجرد ورقة يسقط عليها الحبر؛ للإجابة على أسئلة الامتحان.
لا تزال وسيلة الحفظ هي الأكثر سيطرة على عقلية الطلاب والطالبات في المقررات الدراسية، ولا تزال طريقة التعليم تسير على النهج التقليدي منذ سنوات عدة، والتي أدت الى الغضب من المنظومة التعليمية، وتعكس تلك الصورة مشهدًا اعتاد عليه البصر أمام بوابات المدارس عقب كل امتحان في المرحلة الثانوية أو الجامعية.
وفي لقطة طريفة، غزت "الملازم والكتب" رصيف مدرسة الحرية ثانوية بنات بالزيتون، عقب أداء امتحاني الفيزياء والتاريخ، ورددت الطالبات هتافات: "في ستين داهية.. مش عاوزين نشوفها تاني.. كرهنا الحفظ والتعليم".
ولكن يبدو الحزن على ملامح أولياء الأمور، فتعجبوا من ذلك المشهد الذي لا يفسر سوى معنى واحد، أن التعليم في مصر مجرد "حبر على ورق" ينتهي بمجرد إلقائه في سلة المهملات، كما علقوا قائلين: "دلوقتي إحنا بندفع الآلاف عشان ولادنا يدخلوا يدشوا اللي حفظوه في الورق وينسوا كل حاجة بعد كده.. يرضي مين ده بس.. عاوزين نطور من نفسنا شوية ومن المنظومة التعليمية".
