هاجمت صحيفة «برافدا رو» الروسية، الطلب الذى تقدمت به تركيا مؤخرًا، بأن تقوم بتصنيع الصواريخ الروسية الأحدث «إس ـ ٥٠٠» على أراضيها وهى نوع من الصواريخ مخصص للأهداف الشاهقة الارتفاع، أو الهجوم من الفضاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ربما «رغبة» أكثر منها واقع، وقالت إن هذا على أى حال نوع من الابتزاز الذى تقوم به تركيا لروسيا، وأعربت الصحيفة المحافظة عن أسفها من أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، له تأثير كبير على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
كان «أردوغان» قد أعلن يوم ١٣ يونيو الجارى، أن تركيا ترغب فى إنتاج صواريخ «إس ـ ٥٠٠» بالاشتراك مع روسيا، وكان الرئيس التركى يتحدث إلى قناة «روسيا ٢٤» وقال: «روسيا قدمت لنا عرضًا بصواريخ إس ـ ٤٠٠ بشروط مناسبة جدًا».
وأضاف: «أننا فى المرحلة الثانية والثالثة، سنقوم بالإنتاج المشترك لهذه الصواريخ، وأيضًا بإنتاج مشترك لصواريخ «إس ـ ٥٠٠»، حسب كلام الرئيس التركى كما أوردته الصحيفة. وأشارت إلى حديث لوزير الخارجية التركى، جاويش أوغلو، أدلى به منذ أسبوع، سمح لنفسه بالهجوم على روسيا، عندما قال إن بلاده لا تعترف ولن تعترف بضم روسيا للقرم.
وأضاف «أوغلو»: «إننا نلاحظ أن الغرب بدأ ينسى القرم، وأكد أنه إذا نسى الغرب القرم، وبعد غد حدث شئ لأوكرانيا فإنكم ستتحملون المسئولية، كما أن أعضاء ما يعرف فى القرم «بمجلس تتار القرم» المحظور فى روسيا، ضيوف دائمين على أنقرة ومن المحتمل أن روسيا تمولهم.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا لا تعترف بالقرم كجزء من روسيا ولا حتى أوكرانيا، وكانت تدعم تتار القرم، حتى عندما كانت شبه الجزيرة جزءًا من أوكرانيا، كما أن تركيا تبتز روسيا بتهديدها بالانسحاب من خط أنابيب الغاز المار عبر أراضيها والمعروف «بالسيل التركى»، إذا لم تخفض لها روسيا سعر الغاز.
كما أن الوضع فى سوريا لا يظهر التعاون بين موسكو وأنقرة، فتركيا تمول جماعات إرهابية متواجدة فى إدلب، وحذرت الصحيفة من أن الرئيس التركى من الممكن أن يخون فى أى لحظة.
وتساءلت كيف تبيع روسيا أسلحة حديثة لدولة عضو فى الناتو؟، وهناك مخاوف لدى الجانب الروسى من أن تقوم تركيا بتسليم أحدث أسلحة روسية إلى حلف الناتو.
وقال أحد الخبراء، ممن استطلعت الصحيفة رأيهم حول الابتزاز التركى، إن تركيا تقوم بلعبة مزدوجة، وفى نهاية الأمر لا تعنيها إلا مصالحها الذاتية، وإذا أزعجهم أى مبدأ فهم على استعداد لتغيير هذا المبدأ فى أى وقت.
وتساءلت الصحيفة ماذا إذا رفض بوتين إعطاء موافقة على طلب تركيا بإنتاج صواريخ إس ـ ٥٠٠ على الأراضى التركية، وأشارت إلى أن الموقف التركى سينقلب رأسًا على عقب، ومن الممكن أن يسبب مشاكل لروسيا فى القرم، فتركيا لها تأثير كبير فى شبه الجزيرة بين التتار الذين يتحدثون التركية، التى لها تأثير ثقافى قوى هناك.
