الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"عم مرزوق".. 51 عامًا في صناعة "الكليم" اليدوي

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى كل بقعة من أرض الوطن تجد رائحة التراث والحضارة تحاصرك، هناك من قرر أن يحافظ على التراث ويجعله وجهته وحياته، وارتبطت حياته به وأصبح مصدر قوته، ففى وادى رشيد بالغردقة، ذلك الوادى الذى يتميز بالطبيعة الخلابة ويعيش البدو هناك على مصادر الطبيعة دون اللجوء إلى الصناعات الخارجية، قرر عم «مرزوق» أن يجعل حياته مرتبطة بـ«النول والكليم».
والكليم من الصناعات اليدوية والتراثية المرتبطة بالحضارة، وصانعه قادر على تحويل القطعة بيديه إلى تحفة فنية بألوان الطبيعة المصرية، ودائما يلاقى هذا النوع إقبالا كبيرا سواء كان من المصريين أو السائحين، حيث إن أقدم قطعة كليم يحتفظ بها «متحف بولتون بولاية مانشستر- شمال إنجلترا، وهى مصنوعة من خيوط الكتان، وكان قد عثر عليها ضمن حفائر «قرية اللاهون» (الفيوم- ٥٠٠٠ قبل الميلاد).
ويقول «عم مرزوق»: «عمرى ٥٧ سنة، وشغال فى النول والكليم من وأنا عمرى وقت ما وعيت على وش الدنيا، كان عمرى وقتها ٦ سنين، يعنى بقالى ٥١ سنة فى الحرفة دي، وهنا تلاقى كل واحد فى الوادى متخصص فى حاجة على حسب ما وعى ولقى أهله فالصنعة اتورثت ليه وبتكبر معاه».
وأضاف أن النول هو عبارة عن آلة تدار يدويًا وتستخدم فى نسج النسيج، متابعا: «الآلة مكونة من أجزاء من خلالها بيتم تعاشق الخيوط المعروفة بـ«السدى واللحمة» مع بعضها لتكوين المنسوج»، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسى من المنسج هو إمساك خيوط السدى مشدودة لتسهيل تمرير خيوط اللحمة وتشبيكها. 
وفيما يخص الكليم، أوضح «عم مرزوق»: صناعة الكليم تبدأ باستخدام صوف الأغنام، حيث يتم غسله جيدًا فى البداية ويتم تمشيطه، بعدها يدخل مكنة الغزل ليخرج عبارة عن خيط ثم يتم صبغه حسب الألوان التى يتم احتياجها بجانب أن هناك جزءًا يظل بلونه الطبيعي، وبعدها يتم استخدامه على النول اليدوى ليتحول إلى كليم.
وأكد أن الكليم يلاقى إقبالا كبيرا خاصة من قبل السائحين الذين يزورون الوادي، لما له من مظهر جمالى فضلًا عن ارتباطه بمصر، لذا يفضل السائحون أخذ أى تذكار من الوادى قبل مغادرتهم. 
واختتم «عم مرزوق» كلماته: «إحنا مبتكرناش حاجة، كله اتعلمناه وورثناه عن أجدادنا، وهم ورثوه من الفراعنة، لأنهم أول ناس علمونا وسابولنا مخطوطات عريقة»، متمنيا أن تمتد الحرفة للأجيال القادمة ولا تعانى من الاندثار.