رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس: كثير من البلدان تدمر بسبب الديكتاتوريات

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال البابا فرنسيس: "إن أردنا أن ندمّر مؤسسات أو أشخاصا يكفي أن نتكلّم عنهم بالسوء، وأن نستعمل الإغراء الذي تملكه الفضيحة في نقل الأخبار"، جاء ذلك خلال عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وحذَّر المؤمنين من نقل الأخبار الإفترائي والتشهيري.
وشرح البابا كيف أن يسوع واسطفانوس وجميع الشهداء الذين حُكم عليهم بواسطة أسلوب افترائيٍّ وتشهيري، وهذا نموذج لطريقة تصرّف العديد من الناس والعديد من رؤساء الدول والحكومات، يبدؤون بكذبة وبعد أن يكونوا قد دمروا الشخص أو الوضع بافتراءاتهم يحكمون عليه.
وتابع: "اليوم أيضًا يتمُّ استعمال هذا الأسلوب في العديد من البلدان إذ يتمُّ تدمير الإعلام الحر، لنفكّر على سبيل المثال هناك قانون لوسائل الإعلام، يلغى ذلك القانون ويتمُّ إعطاء جميع الأدوات والتجهيزات لشركة أو مؤسسة معيّنة تعيش على الافتراء والتشهير وبالتالي لا تقول الحق وتضعف الحياة الديمقراطيّة. من ثمَّ يأتي القضاة ليحاكموا هذه المؤسسات التي أُضعِفت أو هؤلاء الأشخاص الذين دُمِّروا وهكذا يسير قدمًا النظام الديكتاتوري. هكذا تبدأ جميع الديكتاتوريّات بزغل الأخبار أو بوضع الإعلام بين أيدي أشخاص أو حكومات بدون هواجس".
وأضاف البابا فرنسيس: "هكذا هو الأمر أيضًا في الحياة اليوميّة إن أردنا أن ندمِّر شخصًا ما، نبدأ بالتحدث عنه بالسوء وبالافتراءات والتشهير ونشر الفضائح، ونشر الفضائح هو أمر مغرٍ لدرجة كبيرة، إذ هناك إغراء كبير من خلال الفضائح فيما الأخبار السارة لا تغري، نعلِّق عليها قائلين "نعم لقد قام بعمل رائع" وينتهي الأمر، لكن عندما يتعلّق الأمر بفضيحة ما يكون تعليقنا: "هل رأيت ذلك؟ هل تعلم ما حصل؟ هل رأيت كيف تصرّف ذلك الأخير؟ وهكذا ودواليك.. فتزداد الأخبار حول ذلك الوضع أو ذلك الشخص أو ذلك البلد ويتدمّر لأنّه لا يستطيع أن يدافع عن نفسه".
وقال إنَّ إغراء الفضيحة في نقل الأخبار يحمل الشخص إلى الزاوية، أي يدمِّره تمامًا كما حصل مع نابوت الذي أراد فقط أن يكون أمينًا لميراث أسلافه ولم يرد أن يبيعه. نموذجيّة أيضًا في هذا السياق قصة القديس اسطفانوس الذي ألقى خطاباً طويلاً ليدافع عن نفسه ولكن الذين كانوا يتّهمونه فضّلوا أن يرجموه بدلاً من الإصغاء للحقيقة. هذه هي مأساة الجشع البشري، إذ يتمُّ في الواقع تدمير العديد من الأشخاص بسبب أخبار شرّيرة.
تابع الأب الأقدس يقول كثيرون هم الأشخاص والبلدان الذين يدمَّرون بسبب ديكتاتوريّات شرّيرة وإفترائيّة. لنفكِّر على سبيل المثال بالديكتاتوريات التي كانت في القرن الماضي، لنفكّر على سبيل المثال بالاضطهاد الذي تعرّض له اليهود، كانت كافية بعض الافتراءات لينتهيَ بهم الأمر في أوشفيتز لأن هناك من كان يعتقد أنّهم لا يستحقّون الحياة؛ إنّه أمر فظيع ولكنَّ ما يحصل اليوم في بعض المجتمعات الصغيرة والبلدان هو أمر فظيع أيضًا. أولاً تتمُّ السيطرة على الإعلام والأخبار ومن ثمَّ الدمار والحكم والموت.