الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ثانوية "البوكليت" في مواجهة "شاومينج وأشقائه".. تربويون: الغش "مرض".. وبوكليت الوزارة "حل مؤقت" يرمي الطلاب في أحضان الجامعات الخاصة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع انتهاء امتحانات الثانوية العامة، اتضح جليا انخفاض معدلات الغش فى الامتحانات، وذلك عقب انتهاء الأسبوع الأول من الامتحانات بأقل معدل للغش مقارنة بالسنوات الثلاث الأخيرة، بعد إحكام السيطرة على منابع التسريبات عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
وفي سبيل مكافحة الغش، حدثت وزارة التربية والتعليم من أدواتها لكبح جماح التسريبات من خلال تشديد العقوبات وإدخال التقنية وكاميرات المراقبة إلى اللجان لتوثيق وكشف عمليات الغش، كما أكدت الوزارة في عدة بيانات عدم صحة الامتحانات المنشورة عبر صفحات التواصل الاجتماعي "شاومينج وإخوانه"، كما تمكنت من التوصل إلى الطلبة المسربين للامتحانات في عدة محافظات أبرزها المنوفية وبني سويف وسوهاج، بعد أن قام الطلاب الثلاثة بتسريب امتحانات اللغة العربية واللغة الفرنسية والاقتصاد.
الخبراء التربويون أكدوا أن القضاء على الغش فى الامتحانات ومدارس مصر يتطلب جهود هائلة، مشددين على ان نظام البوكليت حل مؤقت، وأن الغش يتطلب تغيير القيم والمبادئ لدى الطلاب والمعلمين وكذلك أولياء الأمور.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور طارق نور الدين الخبير التربوي ومعاون وزير التعليم الأسبق، أن البوكليت بالنسبة لامتحانات الثانوية العامة هو حل مؤقت انتهجته وزارة التعليم خلال فترة الوزير الهلالي الشربيني، من أجل القضاء على الغش فى المدارس، وبما أنه حل مؤقت فإن الأزمة لا تزال قائمة.
وأوضح نور الدين أن أزمة الغش فى الامتحانات بشكل عام والثانوية على وجه التحديد هي أزمة متفاقمة من خلال انتشار الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي فالبوكليت يقتصر على معالجة أزمة الغش التقليدي، إلا أنه في الحقيقة فشل في مكافحة الغش الجماعي الذي لا يزال مستمرا حتى اليوم، ولا تزال بعض الامتحانات تسرب وتنشر على الفيس بوك وغيرها من مواقع "السوشيال ميديا"، وهو الهدف الرئيس أمام البوكليت حيث استهدف منذ البداية طرق الغش التقليدية. 
وتابع: "فى اعتقادي أن الغش الجماعي موجود، والبوكليت ينتهي دوره على عدم تصوير ورق الأسئلة وتسريبه، حيث يشكل "مسكن" لحين تغيير نظام التقييم، فيجب إعادة النظر فى تقييم الامتحانات فى حال تسريب الامتحان وفي حالة وقائع الغش الجماعي".
ويؤكد أن "انتهاء أزمة الغش يتوقف على تغيير منظومة الامتحانات والتقييم بشكل كامل، ففي ظل انتشار الغش بأكثر من طريقه يعززه وجود معلمين من ذوي النفوس الضعيفة لأن اللجان برمتها متوقفة على المراقب فهو المتحكم في منظومة الاختبارات بالكامل داخل لجنة الامتحان". 
ويطالب نور الدين بضرورة العمل على رفع كفاءة المعلمين، مشيرا إلى أن بعض المعلمين من أصحاب النفوس الضعيفة يتسببون في فساد الامتحانات بالكامل والتسبب فى اتساع موجات الغش، فاللجان كلها تتوقف على المعلم الذي يراقب، ومن هنا فإصلاح المعلم أولا وبعدها تغيير التقييم، ففي غياب ضمير المعلم المراقب على اللجان سينتشر الغش وأيا كانت الآليات التي وضعتها الوزارة فلن تكون نزيهة.
ويجدد الخبير تأكيده على أن نجاح الامتحانات "تحتاج إلى انضباط وليس ضبط، ويجب أن يكون الطالب والمعلم لديهم قناعات الانضباط والسعي لإنجاح العملية التعليمية وان يأخذ كل ذي حق حقه".
ويرى نور الدين أن القوانين والأنظمة فهي محاولات للضبط والتنظيم وأي كانت الخطط لن تقلح فى حال غياب الانضباط لدى الطالب والمعلم، فالأولى أن نسعى لتحقيق الانضباط وبعدها نبدأ في ضبط الامتحانات من خلال القوانين واللوائح، ففي ظل التطور التكنولوجي والآلية الضعيفة في الرقابة سيظل الغش هو المسيطر وسينجح الطلاب فى الاستمرار في عمليات الغش، ومن هنا نطالب بالانضباط والذي لن يتحقق سوى بتحقيق العدالة الاجتماعية ولو نسبيا سواء على المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمعلم، أو في عملية تكافؤ الفرص بحيث يأخذ الطلاب حقوقهم ويحصلون على مكانة متناسبة مع تعليمهم بعد التخرج. 

من جهته رأى الدكتور مصطفى رجب، عميد كلية التربية بجامعة جنوب الوادي السابق، أن الدولة قادرة على التحكم في عمليات الغش من خلال تولية معلمين ورؤساء اللجان وتدريب المعلمين المشاركين فى عملية الإشراف على الامتحانات من خلال معلمين ذوي كفاءة عالية وليس الاعتماد على الأمن فالامتحان يسرب عن طريق العمال فى اللجان، ومنع دخول اللجان بالهواتف المحمولة. 
ويضيف أن منع الهواتف وضبط أخلاقيات المعلمين والمشرفين والرقابة الجيدة على العمل تمنع أي عمليات للغش، واعتبر حملات الترويج للغش والحملات على التواصل الاجتماعي عبث و"شغل عيال".
ورأى الخبير التربوي أن نظام البوكليت ساعد على نشر الغش بشكل موسع وحمل النظام مسئولية ارتفاع المجاميع فى الثانوية العامة، قائلا: "إن مجاميع الطلاب التي ارتفعت بشكل ملحوظ وزادت نسبة الطلاب الحاصلين على أكثر من 90 % كانت خير دليل على ذلك".
وتابع: "المجاميع التي تجاوزت ال90 والـ 100 % هي نتاج لتطبيق البوكليت فالطلاب ابتكروا طرق جديدة للغش، فالبوكليت فشل فى عمليات الغش الجماعي، ورأى الخبير أن الأسئلة بصيغتها التقليدية تختبر الطلاب من كل الجوانب، أما البوكليت فكله اختيارات من السهل جدا تداولها بين الطلاب".
وأضاف: "البوكليت نجح فى القضاء على أنواع الغش التقليدي وهو أن يقوم الطالب بتصوير الامتحان أو حله فى ورقة وتوزيعها أو نشرها عبر صفحات التواصل الاجتماعي أما الغش الجماعي فما زال مستمرا، فما سر ارتفاع المجاميع فى المدن المشهورة بالغش فى الصعيد مثل البداري وجهينة حيث وصلت إلى 90 %، بالطبع هي عمليات الغش الجماعي فهذه البلدان مشهورة بالترويع واستخدام السلاح فى نشر الغش". 
ويضيف: "ارتفاع المجاميع يخدم رجال الأعمال وأصحاب الجامعات الخاصة، فارتفاع الدرجات أجبر الأسر على إلحاق أبنائهم بالجامعات الخاصة مع تقاربها من كليات القمة، فالآباء تم إجبارهم على التقديم في الجامعات الخاصة، من هنا نقول أن الوزارة ألقت بالطلاب فى أحضان الجامعات الخاصة التي يعمل فيها قطاع كبير من مسؤولي التربية والتعليم.