تحدثنا فى المقالة السابقة عن دليل الملحدين عن عدم وجود الأنبياء لعدم وجود إشارات إلى الأنبياء فى تاريخ الحضارات، وقد أعجبنى ما قرأت عن أحد الأبحاث التى قدمها أحد الباحثين فى هذا المقال، وإليكم الجزء الثانى من اجتهادات بعض الباحثين للوصول إلى الحقيقة.
لقد تحدثنا على أن الحضارة تبدأ من وجود الكتابة حيث تسجيل ما يحدث من أحداث على الحوائط، ومن أقدم الحضارات هى الحضارة المصرية الفرعونية والتى يقدر عمرها 5 آلاف سنة، وهناك الكثير من الرسومات فى كهوف فى أنحاء العالم ولكننا لا ندرى من أى زمن تنتسب إليه أو عمن تتحدث أو الكشف عن ألغازها لأنها مجرد رسومات وليست كتابة، وأيضًا بالكشف عن عمر الإنسان على الأرض اتضح أنه ٤٠ ألف سنة عمر الإنسان على الأرض وليس عمر الأرض.
ونجد أن ما لدينا من تاريخ الحضارات خمسة آلاف سنة من ٤٠ ألف سنة أى أن هناك ٣٥ ألف سنة لا نعرف عنها شيئًا، وهكذا من الممكن أن يكون الأنبياء قد ظهروا فى هذه الحقبة وتحدثنا قبل ذلك عن أهمية الروايات الشفهية وخصوصًا فى الجزيرة العربية حيث إن العرب يحفظون أنسابهم عن ظهر قلب من جيل لجيل حيث إن النبى إبراهيم عاش بينهم وتوارث بناء الكعبة ومدينة الخليل والحرم الإبراهيمى تنتمى إليه، وهنا نستكمل قصة تاريخ الأنبياء حيث إن الدولة فى الحضارة المصرية القديمة كانت هى من أمرت بتسجيل الأحداث على الحوائط.
حد يفهمنا هل خروج موسى واليهود وغرق الفرعون يدل على انتصار موسى على الدولة الحاكمة؟.. حد يفهمنا كيف يسجل تاريخ هذه الحضارة على الحوائط هذا الحدث؟، لتظهر الدولة المصرية ويظهر فرعون مصر وهو الحاكم فى حالة من الانكسار والهزيمة، وهنا نجد احتمال أن تكون الدولة المصرية القديمة لم تسجل عن قصد هذه الحادثة التاريخية، ومن الممكن أن تكون أقدم قبل معرفة الحضارة الفرعونية الكتابة وتسجيل أحداثها أو أن هناك الكثير من الأسرار فى الكتابة الفرعونية لم تكتشف بعد أو أن هناك أخطاء فى كيفية فهمنا للكتابة الفرعونية وفك رموزها وحروفها أو أن هناك الكثير من البرديات التى أهلكت أو تعرضت للتلف ومنها ما كان يوجد فى مكتبة الإسكندرية التى تم حرقها.
ونأتي لسيدنا يوسف الذى لم يتم تدوين رسالته مع أنه كان نبيًا وقد مكنه الله من خزائن مصر يعنى كان من النظام الحاكم، ومثلما قلت هناك أحداث كثيرة لا نعلم عنها شيئًا لأننا لم نكتشف إلى الآن أحداث ما قلت الحياة المصرية الفرعونية ٣٥ ألف عام من أحداث للبشر لم تصل إلينا.. فاهمين ولا محتاجين لحد يفهمنا.
