كانت عقارب الساعة تشير لـ الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، كعادتها تجلس "منال"، 52 عامًا والموظفة بإحدى الجهات الحكومية، داخل شقتها بالدور الأرضي الكائنة بمنطقة مدينة نصر بمحافظة القاهرة، بعد أن اطمأنت على والدتها وأعدت لها وجبة "السحور"، وأسرعت بالنزول لـ "شقتها"، لتلقى مصرعها قتيلة على يد أحد الأشخاص والذي يعمل "قهوجي"، بالمنطقة في وقت سابق بغرض سرقتها واستولى على مبلغ مالي وفر هاربَا.
"البوابة نيوز" انتقلت إلى مسرح الجريمة، لكشف كواليس تلك الواقعة من خلال رواية شهود العيان وأهالي المنطقة حول الجريمة التي هزت شارع أبو حيان التوحيدي بمدينة نصر.
« أختي قتلت غدرًا.. المجرم لم يرحم مرضها وعمرها وسدد لها عدة طعنات بسكين المطبخ أودت بحياتها».. بهذه الجملة بدأ "محمد سليم"، المحامي، وشقيق الضحية حديثه لـ" البوابة نيوز"، قائًلا إنه في حوالي تمام الساعة التاسعة والربع صباحا يوم الأحد الماضي، أثناء تواجده بإحدى المحاكم بالقاهرة، تلقى اتصالا هاتفيًا من شقيقته يفيد بالعثور على جثه شقيقتهما"منال"، 52 سنة والموظفة في إحدى الجهات الحكومية وغير متزوجة وبها عدد من الطعنات داخل شقتها بالطابق الأرضي، مشيرًا أنه لم يصدق في بداية الأمر حتي تيقنت شقيقته من وفاتها متأثرة بإصابتها.
وأضاف، بأنه طلب من شقيقته إبلاغ الشرطة لحين وصوله للمنزل، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية لمكان الحادث وبدأت في الاستماع لأقوال الشهود وسكان المنطقة حول الواقعة التي تسببت في مقتل السيدة التي تعاني من الألم بسبب مرضها في السنوات الأخيرة، وبالرغم من ذلك كانت لم تستسلم لمرضها بل قامت بعمل مشَروع صغير لها وهو عبارة عن " كشك سجائر"، حتى تجد ما يساعدها على مرور الوقت نظرا لإقامتها بمفردها داخل الشقة.
وتابع، يوم الحادث كانت شقيقتي مع والدتها بالطابق الأول أعلى شقتها حتى تمام الساعة الواحدة وقامت بإعداد وجبة "السحور"، نظرًا لأنهم جميعًا يقطنون داخل نفس العقار الذي شهد الواقعة، وأن الضحية أسرعت بالنزول لـ "شقتها"، حيث أنها أحيانا كانت تقوم بالمبيت مع والدتها، واثناء جلوسها داخل مسكنها سمعت صوتا قادما من ناحية الشرفة حيث تسلل المتهم من الباب الخلفي للعقار وقام بفتح الشرفة واقتحم مسكن الضحية، وعندما حاولت التصدي له والاستغاثة بالجيران، أسرع الى المبطخ واستولى على سلاح ابيض "سكين" وسدد لها 5 طعنات محدثا إصابتها بـ3 جروح طعنية بمنطقة البطن والظهر، واستولى على هاتفها المحمول و110 خراطيش سجائر، وفر هاربًا وفي اليوم التالي اكتشفت شقيقتي الواقعة عندما ذهبت للاطمئنان عليها.
تغالب الدموع شقيق المجني عليها ليكمل الحديث قائلا: لغز مقتل شقيقتي كان محيًرا جدًا بالنسبة لنا ولرجال المباحث حيث إن المجني عليها، كانت دائمة للتبرع بأموالها للمحتاجين مما قد يكون جعلها مطمعًا لأن البعض قد يفسره بنوع من الثراء، نظرًا لأنها كانت تنفق أموالها على الفقراء والسائلين بالمنطقة دائمًا مما جعل دائرة الاشتباه تتسع أمام رجال المباحث.
واستطرد قائًلا، بأنه قبل مرور 48 ساعة على وقت وقوع الجريمة، تلقى اتصالا من رجال المباحث أخبروه خلاله بالقبض على المتهم الذي نفذ الواقعة، حيث تبين أن "المجني عليها "، كان يتردد عليها كل يوم عدد من الزبائن وأهالي المنطقة لشراء السجائر وكان من بينهم شخص، يعمل سابقا في أحد المقاهي الكائنة بالمنطقة، ولكنه تركه بسبب بعض المشاكل، مع الوقت بدأ هذا الشخص في مراقبة ضحيته بعدما قرر سرقتها لكونه يمر بضائقة مالية لعدم حصوله على عمل، وبحكم تردده عليها لشراء المعسل والسجائر وعلمه بأنها تقيم بمفردها واحتفاظها بمبالغ مالية متحصلات تجارتها، فاختار يوم الواقعة سرقتها.
تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى المقدم خالد سيف، رئيس مباحث قسم شرطة مدينة نصر أول، بلاغًا مفاده وجود سيدة متوفاة داخل شقة كائنة بعقار، وبالانتقال والفحص عثر على جثة "منال م" 54 سنة، موظفة وصاحبة محل لبيع السجائر بنفس العقار سكنها ومقيمة محل البلاغ مسجاة على ظهرها بجوار سرير غرفة نومها وترتدي ملابسها كاملة وبها إصابات عبارة عن (3 جروح طعنية بالبطن، كدمات بالوجه)، وعثر بجوارها على سلاح أبيض "سكين مدممة"، كما تبيّن وجود بعثرة بمحتويات الشقة.
وبسؤال شقيقتها "نشوى م" 54 سنة، ربة منزل، قررت أنها توجهت للاطمئنان على شقيقتها فاكتشفت وفاتها وسرقة هاتفها المحمول، و110 "خرطوشة سجائر"، ولم تتهم أو تشتبه فى أحد بارتكاب الواقعة، وبعمل التحريات دلّت على أن وراء ارتكاب الواقعة "عماد ا" 31 سنة، عامل سابق بمقهى كائن بالمنطقة سكن المجنى عليها والمطلوب التنفيذ عليه فى 10 أحكام حبس جزئي "تبديد" بإجمالي حبس 8 سنوات و5 شهور.
وعقب تقنين الإجراءات، وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها المتهم تمكَّن الرائد محمد السيسي، معاون مباحث قسم شرطة مدينة نصر، من ضبطه وبحوزته الهاتف المحمول المستولى عليه، ومبلغ مالي 10550 جنيهًا.
وبمواجهته أمام اللواء محمد منصور، مدير مباحث القاهرة، بالمعلومات والتحريات أيدها واعترف بارتكاب الواقعة، وقرر أنه نظرًا لمروره بضائقة مالية ولعمله سابقًا بمقهى كائن بمحل البلاغ وتردده على المجنى عليها لشراء المعسل والسجائر، وعلمه بأنها تقيم بمفردها واحتفاظها بمبالغ مالية متحصلات تجارتها فخطط لسرقتها. وفى سبيل ذلك تسلل إلى شقتها ليلًا حيث تصادف أن باب الشقة مفتوح، وفور دخوله استشعرت به المجنى عليها فاستغاثت بالجيران فعاجلها بعدة طعنات باستخدام سلاح أبيض "سكين" تحصل عليه من داخل مطبخ شقة المجنى عليها محدثا إصابتها التي أودت بحياتها واستولى على المسروقات وفرّ هاربًا.
وأضاف بقيامه بالتصرف فى السجائر بالبيع بمبلغ 25100 جنيه تحصل منه على مبلغ 17500 جنيه من أصل المبلغ المتفق عليه، أنفق جزءًا منه فى شراء 2 هاتف محمول ضبطا بإرشاده، وتبين أن المبلغ المضبوط بحوزته من متحصلات الواقعة.
كما تم بإرشاد المتهم ضبط العميل وضبط بحوزته 107 "خرطوشة سجائر" من متحصلات الواقعة، وبمواجهته بما جاء بأقوال المتهم أيدها وأنكر علمه بأنها من متحصلات حادث سرقة؛ وأمر اللواء خالد عبدالعال، مدير الأمن، بتحرير المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.
