السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

مسرحيات العيد.. الكوميديا سيدة الموقف

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحل علينا ضيف جديد وهو عيد الفطر المبارك الذي يأتي بنسائمه العطرة وفرحته التي تسعد قلوب الجميع، وتسعى أجهزة الدولة المختلفة لتوفير الخدمات اللازمة للمواطنين في هذه المناسبة، لقضاء أوقات سعيدة خلال إجازة العيد، فتنتظر الأسر أمام شاشات التليفزيون لمشاهدة المسرحيات التي تساعد على رسم البهجة على وجوه المواطنين، فتجتمع الأسرة المصرية أمام هذه الشاشات ويلتف حولهم العديد من أنواع التسلية مثل الترمس والسوداني وبعض المشروبات الباردة والساخنة لقضاء وقت ممتع في جو مليء بالبهجة والسعادة.
وأبو الفنون دائمًا هو مصدر إسعاد الكثير من الجمهور، حيث يعد المسرح شكلًا من أشكال التعبير عن المشاعر والأحاسيس والأفكار المختلفة باستخدام الكلام والحركة، التي تؤثر في الذاكرة الجمعية، فهو المصدر الأول في الترفيه لدى الأسرة ويساعد على إزالة عناء العمل وضغوطاته التي يعيشها المواطنون خلال متاعبهم اليومية.
كما تعودنا في هذه الأعياد أصبحت مسرحيات "الواد سيد الشغال"، "سك على بناتك"، "العيال كبرت"، "مدرسة المشاغبين"، "ريا وسكينة"، "المتزوجون"، "عش المجانين" التيمة الأساسية التي تعودنا عليها في الأعياد على مدار سنوات عدة، ويتصدر نجوم زمن الفن الجميل في المسرحيات ذات الطابع الكوميدي الخاص الذي لا يمل منه الجمهور مهما طال به الزمان، والتي يحب الجمهور  مشاهدتها في كل عيد، وأبرزهم فؤاد المهندس، سمير غانم، عادل إمام، سعيد صالح، أحمد بدير، أحمد زكي، وغيرهم.

"الواد سيد الشغال"
تلك المسرحية التي تتمتع بالطابع الكوميدي، التي تم إنتاجها عام 1985 وتتجاوز مدة عرضها ثلاث ساعات ونصف الساعة، وما زالت تعرض حتى الآن ولا يمل منها المشاهدون، حيث برع أبطال هذه المسرحية في أدائهم الصادق بتلك المشاهد التي يتفاعل معها الجمهور بالسعادة أو بالحزن، ولا تخلو أى مسرحية تُعرض على خشبة المسرح أو من خلال شاشات التليفزيون من بعض الإفيهات الساخرة المميزة التي يكررها الممثلون تفاعلا منهم مع المشاهدين، ويمكن أن تعرض تلك المسرحية وتنتهي، ولكن تظل بعض الإفيهات التي يتميز بها الفنانون عالقة ومحفورة في ذاكرة الجمهور وتستمر في الوجدان ويستخدمها الكثيرون في حياتهم اليومية.
جمع بعض المشاهد في هذه المسرحية بين الفنان عادل إمام الذي يجسد دور "سيد الكواوي" مع الفنانة رجاء الجداوي والتي جسدت دور "درية" زوجة الفنان عمر الحريري الذي يجسد دور "عاصم" رجل الأعمال في أحد العائلات الأثرياء، وابنته "هدى" التي قامت بتجسيده مشيرة إسماعيل، في المقولة الشهيرة التي كان يرددها الفنان عادل إمام، من بينها "يا شماتت أبلة ظاظا فيه"، وغيرها من بعض الإفيهات التي تميز العمل المسرحي.
وفي مشهد آخر يتعمد فيه الممثل الخروج عن النص؛ لخلق حالة من الضحك الهستيري بين الجمهور الذي لا ينساها في هذا العرض ويصبح من أهم ما يميز المسرحية جمع تلك المشاهد الفنان عادل إمام مع صديقه مصطفى متولي الذي جمعتهم الكثير من الأعمال، وأخذ يلقي عليه بعض الكلمات خروجا عن النص مما جعل الفنان مصطفى متولي يضحك كثيرًا ولا يستطيع القدرة على مواصة أدائه في هذا المشهد وأخذ إمام يناديه "متولي.. متولي" أثارت جمهور المسرح وأخذ يصفق ويضحك كثيرًا، وتتوالى الكثير من المشاهد التى جعلت هذا العرض حاضرًا في أذهان الجميع.

العيال كبرت
مسرحية كوميدية تم إنتاجها عام 1977، لتضم عائلة "رمضان السكري" التي تتكون من ثلاثة أولاد وهم "سلطان"، "كمال"، "عاطف"، وبنت وحيدة "سحر"، والزوجة "زينب" التي تحمل صفات الطيبة، بالإضافة إلى الزوج "رمضان السكري" الذي طفح به الكيل من أفعال أولاده ففقد الأمل في صلاحهم، فقرر الهرب والزواج من أخرى، ويتكاتف الأولاد مع بعضهم على إصلاح ذاتهم بغرض عدم سفر أبيهم وإنقاذ عائلتهم من الضياع، هذا العمل المسرحي الذي استطاع مخرجه الكبير سمير العصفوري ومعه هذه الكوكبة الفنية، تقديم عمل متميز ما زال حاضرًا في أذهان الجميع، وتتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل.
من المشاهد التي يتخذ منها الكثير اقتباسه في أعمالهم الفنية، نوعا على مدلول الكوميديا التي تميز بها هؤلاء الفنانون، مشهد جمع هذه الأسرة يرتدون فيها زي الجلباب الأبيض القصير والطاقية البيضاء، وكذلك الأب، ويأخذ الأولاد ينشدون جميعا الأغنية الشهيرة "طلعت يا محلا نورها شمس الشموسه يلا بينا نحلب لبن الجموسه"، والتي انفرد بها "عاطف" يونس شلبي، وأخذ من خلالها الخروج عن النص وأشعل بها جمهور المسرح الذي صفق له كثيرًا عن أدائه المتألق.
وفي أحد مشاهد العرض جسد سعيد صالح المُلقب بفتى المسرح، شخصية "سيدة"، حيث يرتدى زي المرأة باكسسوارها الكامل، وامتاز به الفنان الكوميدي بأدائه المبهر الذي جذب إليه الكثير من محبيه، فليس كل من أتقن التمثيل استطاع تقديم الكوميديا بشكلها المتعارف، واستطاع بأداء دوره أن يسعد الجمهور ويرسم البسمة على وجوههم، حتى أصبح عالقا في أذهان الجميع وما زالت الأجيال تردد بعض كلماته المعتاد عليها في أعماله الفنية.

سك على بناتك
مسرحية ذات طابع خاص أنتجت عام 1980 على يد مؤلف موهوب تميزت أعماله المسرحية بالفكاهة، إنه المؤلف لينين الرملي الذي أصبح علامة مميزة في المسرح العربي بفضل أعماله المسرحية التي عندما تشاهدها في أي وقت لا تمل منها، ويُقبل عليها الجمهور لأنها تساعده على أن يخرج من عباءة ضغوط الحياة العملية، وسط جو أسري يسوده السعادة بما يصنعه نجوم الفن في سبيل إمتاع الجمهور، على يد فنان الكوميديا الشهير الذي لا يكتفى بالتمثيل فقط، بل تميز بصوته أيضًا داخل أعماله ليجمع في أدواره بين التمثيل والغناء في آن واحد وهو الفنان القدير فؤاد المهندس الذي جسد دور الدكتور "رأفت" الذي تركته زوجته المتوفاة وحيدًا مع ثلاث بنات وهم "فوزية"، "نادية"، "سوسو"، الذي يريد زواجهن سريعًا حتى يتزوج من غريمته التي يحبها في السر وتجسده الفنانة شويكار، التي جمعتهم أدوار عدة في معظم الأعمال الفنية، لكن الأمور تخرج عن السيطرة حينما تعرف "سوسو" بهذا الأمر لكنها تتكتم عليه، وتزداد الأمور تعقيدا بسبب مشاكل "فوزية" المستمرة مع زوجها "حنفي"، ومفارقة "نادية" لرجل متزوج يدعى "كريم".
"بلاها نادية وخد سوسو" وأيضًا "بلاها سوسو وخد نادية" تلك المقولة الشهيرة الذي ينفرد بها فؤاد المهندس داخل المسرحية مع "سامح" المعيد في الجامعة التي يعمل بها الدكتور "رأفت" ويشرف على رسالة الدكتوراه، ويريد زواجه من إحدى بناته، ذلك الفنان الموهوب الذي برع من خلال دوره في أن يثبت قدميه بين كبار نجوم الفن، العالقين في أذهان المواطنين، عندما يشاهده الجمهور في أي أعمال فنية يتذكرونه من خلال مشاهده الذي تألق بها، يتعرض ذلك المعيد لبعض المواقف داخل منزل الدكتور على يد إحدى بناته بغرض "تطفيشه" نظرًا لضعف شخصيته.
مشهد جعل الجمهور باكيًا من كثرة الضحك الهستيري عندما كان الدكتور "رأفت" يريد ضرب ابنته "نادية" وتصدّت لها أختها "فوزية" أمام زوجها "حنفي" عندما شاهداها في جنينة الأسماك مع شخص غريب، تلك المشاهد التي تميز هذا العمل عن باقي الأعمال الأخرى، وجعلته راسخًا في أذهان الجميع.

"ريا وسكينة"
واقعة حقيقية حدثت في الإسكندرية أوائل القرن العشرين، عن اختفاء وقتل النساء على يد "ريا" وشقيقتها "سكينة" وزوجيهما "عبدالعال" و"حسب الله"، وتجسدت هذه الحقيقة في عمل مسرحي هو الأول والأخير الذي قدم هذه التجربة للمرة الأولى في تاريخ المشوار الفني لبعض النجوم، من بينهم الفنانة شادية في تجربتها الأولى في الوقوف على خشبة المسرح، والتي لقيت استحسان الجمهور، وقدم هذا العمل في عام 1980، بمجموعة كبيرة من الفنانين الكبار.
في مشهدٍ أصبح من خلاله الأختان أخطر سيدتين في العالم حيث كانا حديث المواطنين عن جرائمهما، وفي المشهد الذي جمع "ريا" وجسّدته الفنانة شادية، وأختها "سكينة" وجسدته الفنانة سهير البابلي، قامتا بقتل زوجة أبيهما "أمونة"، بعد محاولتها الضغط عليهما للعودة معها إلى بلدهم، واستولتا على ذهبها من أجل دفن الجثة، ومن هنا تزوجت "ريا" من "حسب الله" الذي جسده الفنان القدير عبدالمنعم مدبولي الذي تميز بأعماله الفنية، وشكل مدرسة كوميدية مستقلة في الضحك الراقي، وذلك بهدف دفن الجثة، كما تزوجت "سكينة" من "عبدالعال" والذي جسده الفنان أحمد بدير وتألق من خلال هذا العمل، وكان يعمل في قسم الشرطة بهدف إبعاد الشبهات عنهما، يتعودون على هذه الطريقة في جلب السيدات إلى منزلهما، وقتلهن وسرقة الذهب منهن.
إفطار عبدالعال جعل سكينة تخرج عن النص، في مشهد فكاهي جعل الفنانة سهير البابلي تخرج عن النص، في صباح أول يوم زواج استطاعت سكينة تحضير الإفطار لزوجها وأخذ عبدالعال يأكل سريعًا وكانت تحاوره الفنانة بغرض أن "يؤكلها" كما يحدث في الأفلام، لكنه استمر في تناول الطعام وجعلها تردد "لا وكتاب الله ما هو تمثيل وبجد وحق وحقيقي، عمال تاكل والمخرج قايل بيضتين بس"، مما جعل الفنان أحمد بدير يضحك ويحاول عودتها للنص مرة أخرى، وهذا المشهد أثر كثيرًا في وجدان الجمهور وما زال حاضرًا في أذهانهم.

عش المجانين
"شفيق يا راجل" كلمة كان يكررها الفنان محمد نجم في مسرحيته "عش المجانين" التي لم تكن ضمن نص المسرحية ولكنه كان يرتجلها، من خلال نسيانه للنص أثناء أداء دوره بالعرض، تلك المسرحية التي كانت بمثابة دفعة قوية له، والتي كانت من أهم ما يميزه بصوته الخاص، لقيت هذه الكلمة صدى كبيرا بين الجمهور وأخذ يرددها الكثير من الصغار والكبار في حياتهم اليومية.
تضع "أماني"، والتي تجسد شخصيتها الفنانة ليلى علوي، خطة بغرض الزواج من حبيبها "شريف" الذي يجسده الفنان محمد نجم بسبب رفض والدها "جاد الحق" ويجسده الفنان المتألق حسن عابدين، إلا بعد زواج شقيقتها "تهاني" وتجسدها الفنانة ميمي جمال، لأنها الأخت الكبيرة، فاتفقت أماني مع شريف على أن يتنكر في شخصية رجل آخر ليتقدم لخطبة شقيقتها حتى يستطيعا إتمام زواجهما، وتتوالى الأحداث في قالب كوميدي شعبي يجعل الجمهور باكيًا من كثرة الضحك، تلك المسرحيات التي تظل حاضرة في أذهان الجميع مهما طال زمانها.