الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في حضرة الرئيس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حضور مؤتمرات الرئيس تجمع الاثنين (التشريف والتكليف)، هى تشريف لمن يحرص الرئيس على تواجدهم بجواره فى كل المؤتمرات ومنهم أسر الشهداء والشباب، تشريف يحمل رسالة، مضمونها أن من ضحوا بحياتهم من أجل الوطن سيظلون أحياء بتواجد ذويهم فى دائرة الضوء، وها هو المستقبل يجسده وجود الشباب، أما بالنسبة لى ولأمثالى من الصحفيين.. فالتكليف يسبق التشريف، مهمة الصحفى فى مؤتمرات الرئيس هى نقل وجهة نظر رأس الدولة وقراراته إلى الشعب بصدق وأمانة، لذلك تحرص مؤسسة الرئاسة على تواجد الصحفيين، وعلى الجميع أن ينصت إذا تحدث الرئيس، وعلى الصحفى أن يدّون كل ما يرد على لسانه، ثم ينشر ما دوّنه، أو يتوقف أمامه محللًا لمحتواه.
هكذا تعلمنا من السابقين، وما زلنا نتعلم من الحاليين، نرى الأستاذ مكرم محمد أحمد يجلس ويدّون فى وريقاته كل ما يقال، لا يتعالى على الكتابة ولا ينشغل بغيرها، شأنه شأن كل الكبار، حتى الرئيس نفسه.. قلمه يسبق جلسته، فإذا جلس تكون انتباهته الأولى للورقة والقلم، وإذا تحدث أحد.. بادر بتدوين كل ما يقال، حتى إذا رد.. تأتى ردوده كافية وشافية، رأينا ذلك أيضًا فى الوزراء، يدوّنون ما يقوله الرئيس أو ما يقدمه الحضور من أفكار وأطروحات، ففى حضرة رأس الدولة علينا أن ننتبه، وإذا تحدث علينا أن ندوّن، تلك هى وظيفتنا، والحضور ومتابعة الكواليس مغنمنا، أما الاعتماد على الذاكرة ففيه من التعالى ما يتنافى ووظيفة الصحفي، وطالما خانت الذاكرة البعض، فجاءت المعلومة على لسانه منقوصة، فتغير المعنى وتاهت الرسالة، وتلك هى الطامة الكبرى، فكم من كوارث ارتكبها الإعلام نتيجة عدم التروى فى فهم الرسالة، وكم من علاقات لمصر مع دول كان الإعلام سببًا فى إفسادها نتيجة الاندفاع، وكم من اجتهادات لإعلاميين كلفت الرئيس حرجًا مع الآخرين، وكم من تجويد كلف الدولة عناء التفنيد.
فى حضرة الرئيس علينا كصحفيين ألا ننشغل بغير ما يقول، لأنك حضرت من أجل ذلك فقط، وفى حضورك ميزة اختصك بها من وجّه إليك الدعوة، ومكسبك كصحفى هو الانفراد بالخبر من مصدر هو الأهم، والمكسب الأكبر من انتباهتك لكلام الرئيس هو قراءة وجهه، وتحليل إيماءاته، فالرئيس لا يقدم خطابًا جافًا، هو يعتمد أكثر على الارتجال، ويستريح له أكثر من القراءة، والارتجال عند البعض يعنى المكاشفة والصراحة والمواجهة، وحركة اليد أو النظرة أو قسمات الوجه أو التوقف عن الكلام أحيانًا أو التلميح.. هى أدوات يستخدمها الرئيس، وتحمل ما لم تحمله الكلمات من معانٍ، وربما يلجأ الرئيس لذلك لأنه عف اللسان، وينأى بنفسه عن الاسترسال الذى قد يحمل تجريحًا لأحد، وعلينا كصحفيين أن ننتبه لكل ذلك، حتى نصل بالرسالة التى يعنيها الرئيس للمواطن الذى نعمل جميعًا من أجله.
حضورنا كصحفيين لمؤتمرات الرئيس ليس وجاهة اجتماعية، ولا لالتقاط صور جماعية نتداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا لتصوير فيديوهات نبثها لنقول نحن هنا، ولا لنشر صورة الدعوة على صفحاتنا فى "فيس بوك"، حضورنا ثقة فينا من الداعى أننا سنكون أمناء فى نقل الرسالة كما جاءت على لسان الرئيس، حضورنا تكليف بمهمة صحفية قبل أن يكون تشريفًا بالتواجد فى حضرة الرئيس.