الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شواطئ الأزمة الأمريكية الإيرانية «1»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت العلاقات الأمريكية الإيرانية فصلا جديدا من الصراع وتجديدا للأزمة الأمريكية الإيرانية بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب خطة للانسحاب من الاتفاق النووى الإيراني. تقول الباحثة الأمريكية فيليس بنيس، زميلة معهد الدراسات فى واشنطن ومؤلفة كتاب «محاولة لفهم الأزمة الأمريكية الإيرانية» والذى نقلته إلى العربية عواطف شلبى والصادر عن المركز القومى للترجمة 2018. 
شهدت واشنطن نهاية عنيفة ومخزية لعام 2007 مع الحروب التى تشنها الولايات المتحدة فى العراق وأفغانستان، والمساندة التى تقدمها للاحتلال الإسرائيلى الذى يخنق الفلسطينيين، والانفجارات العنيفة التى تواجهها الحكومات الحليفة لها فى باكستان وكينيا من جراء الديمقراطية الزائفة والانتخابات المزورة، وسياسات الشركات الأمريكية التى ضاعفت حدة الفقر فى أفريقيا وأشعلت حروب الموارد، وبدأت قوى فاعلة على الساحة الأمريكية تنفيذ ما تراه على أنه نتيجة لتدخلات إدارة بوش المتهورة فى الشئون الكونية. 
حدث انقسام بين الصفوة والبيت الأبيض، وفيه بوش الذى ازدادت عزلته منه الثقة عندما أظهرت قصة تم تسريبها عن المخابرات المركزية أنها قد دمرت شريط فيديو مسجلا عليه استخدام التعذيب عند استجواب المعتقلين فيما يطلق عليه الحرب الكونية ضد الإرهاب، وكانت هناك قصة أخرى قد تسربت من قبل تسجل أن بلايين الدولارات التى أنفقتها إدارة بوش على المساعدات العسكرية لباكستان بهدف محاربة الإرهاب فشلت كلية فى تحقيق الاستقرار لهذا البلد الذى تدمره الحرب، وتسربت رواية أخرى تعرض الآراء الكثيرة التى تدين الاحتلال والحرب الفاشلة التى تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها فى أفغانستان التى كان من المفترض أن تعتبر حرب واشنطن المقدسة، الحرب التى لا يستطيع أحد أن يعترض عليها بسبب 11 سبتمبر. 
أما أهم دليل على الخلاف بين الصفوة القوية، فقد ظهر يوم 3 ديسمبر سنة 2007، عندما نشر تقييم جديد للمخابرات القومية الأمريكية عن إيران، يعكس إجماعا فى الرأى بين الوكالات الاستخبارية الأمريكية التى يبلغ عددها ست عشرة وكالة يؤكد أن إيران ليس لديها سلاح نووى وليس لديها برنامج لبناء سلاح نووى أو أنها أقل تصميما على تطوير أسلحة نووية عما أعلنته وكالات الاستخبارات من قبل. وعندما نشر هذا التقييم عما أعلنته وكالات الاستخبارات من قبل. 
وعندما نشر هذا التقييم كان هناك شعور بالارتياح فى الولايات المتحدة وحول العالم، كيف يستطيع أحد الآن أن يدعى أن هناك أى دافع قانونى أو أخلاقى لتهديد إيران ! لكن هذا التقييم لم يوقف حديث واشنطن عن الحرب، وبعد صدور التقييم بيومين فقط جاء العنوان الرئيسى لجريدة واشنطن بوست على هذا النحو: «الولايات المتحدة تجدد الجهود للمحافظة على التحالف ضد إيران» وظل البيت الأبيض ونائب الرئيس بصفة خاصة يسيرون فى نفس الاتجاه: اتجاه التصعيد، وفى الحقيقة فإن الرئيس كان قد أحيط علما بتقييم الوكالات الاستخباراتية منذ عام 2007. 
وعندما وصل بوش إلى الشرق الأوسط فى يناير 2008، فى أول رحلة له لإسرائيل وهو رئيس جمهورية، كانت إيران على قمة أجندته، كان أحد أهدافه المبدئية هو أن يؤكد لإسرائيل أن تقرير الوكالات الاستخباراتية لم يغير سياسة الولايات المتحدة حيال إيران، وأنه رغم إجماع تلك الوكالات على أن إيران لم تكن تصنع سلاحا نوويا فإن «كل الخيارات» ما زالت على المائدة، وطبقا لجريدة نيوز ويك، فإنه فى حديث خاص مع رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت، فإن الرئيس الأمريكى قد أنكر كليه ما جاء فى التقرير، وطبقا لموظف كبير فى إدارة بوش كان مرافقا له فى رحلته للشرق الأوسط التى شملت ست دول، أنه ذكر للإسرائيليين أنه لا يستطيع أن يتحكم فيما تقوله الوكالات الاستخباراتية، لكن ما توصلت إليه من نتائج لا يعكس آراءه الخاصة، واعترفت النيوز ويك بـ«أن تأكيدات بوش قد تساعد على تهدئة الأصوات المتعالية داخل أجهزة الدفاع الإسرائيلية التى تطالب بعمل عسكرى من جانب واحد ضد إيران، وفى إجابته عن سؤال طرحته عن النيوز ويك بعد مغادرة بوش يوم الجمعة: هل هو متأكد الآن ؟ قال أولمرت إنه سعيد جدا، قال بوش لأولمرت إنه غير مرتاح ويخامره شعور بالأسف، أما ستيفن هادلى مستشار بوش للأمن القومى فقد قال لمراسلين فى القدس إن بوش قال لأولمرت وهما منفردان ما سبق أن ما قاله على الملأ، وهو أنه يعتقد أن إيران ستبقى تشكل تهديدًا بصرف النظر عما جاء فى تقرير وكالات الاستخبارات، بيد أن الرئيس بوش حاول أن يقول لحلفائه شيئًا أكثر من هذا، وهو أنه يظن أن وثيقة وكالات الاستخبارات هى خطاب ميت». 
وللحديث بقية..