الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"جدي" المتوفي قال لي لاتزورني في العيد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أتذكر القليل عنه حسب إدراكي حين ذاك.. كان فور أن يسمع الأذان يهرول مسرعا فيلبس "فردتي حذاء" مختلفتين، كان طيبا إلى الحد الذي جعله يفوز بالموت ليلة العيد ليكون صباحه في الجنة، كان أبي ومن في البيت انشغلوا بتجهيز سرادق العزاء؛ وأنشغلت أنا رغم صغر سني لتحريك السرير الذي ينام عليه ناحية القبلة، ثم جمعت كل نسخ المصاحف في البيت ووضعتها حوله.. بعدما قرأت كثيرا من القرآن كشفت وجهه وفي ذهني كطفل أن أتأكد من برهان الله "وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة" ورأيته مبتسما كأنه وجد من الله ما يرضيه.. اختلطت لدي في ليلة العيد مشاعر الفرح والحزن وأدركت أن لكلا منهما جلاله لذا يجب أن نستقبلهما برضا، صلينا العيد ودفنا الجد، في العيد الذي يليه وجدت رجالات العائلة يجتمعون في الدوار بغية زيارة الموتى، تلك عادة ريفية قديمة ومازالت موجودة؛ يومها رجعت وصوت النياح في أذني، رجعت مهموما حزينا ونمت، وإذ بجدي وكأنه يوقظني ويعطيني العيدية مبتسما ويقول لي "تعالى زورني وقت ما تحب لكن مش في العيد"، لحقت جدتي وأبي وعمتي وكثر بجدي ومازلت محافظا على ماقال، فقط أقول في العيد يارب بلغهم مني السلام.. أو هناك أفضل من أن أبعث لهم السلام مع الرحمن.. أكتب هذا لكل الآباء والأمهات وأقول لهم لاتؤذوا صغاركم بزيارة المقابر يوم العيد.. للفرح لحظته وللحزن لحظته فلا تفسدوا هذا بذاك.