الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ذكريات العيد.. مختار عيسى: كان فرصة لتجديد الملابس وشراء الكتب

الكاتب والشاعر مختار
الكاتب والشاعر مختار عيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يأخذنا الكاتب والشاعر مختار عيسى، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد الكتاب في رحلة ذكرياته عن العيد في الطفولة ببيت شعر من تأليفه.
قال عيسى في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز": "وما علمتنا الأراجيح في العيد غير البكاء، وأن ارتباط العيد بمشهد الأراجيح كان يثير البكاء، لأنني منذ كنت طفلًا حساسًا جدًا، فكان مشهد ارتفاع الأرجوحة كان يثير بداخلي مشاعر الخوف، على الرغم من الشعور بالسعادة التي كان يشعر بها الأطفال عندما يركبون الأرجوحة في عملية الصعود والهبوط، ويبدو أن هذا الشعور بالخوف والذي يستمر حتى الآن فأنا أشعر بالخوف من مشهد الملاهي أن ارتبط بمشهد سقوط أحدهم من فوق الأرجوحة ". 
وأضاف عيسى: " فكان العيد يرتبط بالعيدية والنقود الجديدة والملابس الجديدة وخاصة لدى الفقراء، فكان العيد عند الفقراء أمثالنا هو فرصة للحصول على تجديد الملابس وفرصة للحصول على مبالغ لم تكن تتاح في الأيام العادية، فالعيد عند الفقراء كان يختلف عند الأغنياء، فالفرحة الحقيقية في العيد كانت تتمثل في العيدية والملابس الجديدة ولمة العائلية، والتي كانت تمثل للطفل بمثابة اجتماع مستثمرين أو أصحاب الثروات وفرصة جيدة للحصول على مبالغ مالية أكثر". 
أما عن هل أننا فقدنا هذا التواصل في المرحلة الأخيرة قال: " أننا وللأسف أصبحنا نفتقد التواصل الحقيقي وافتقاد للمة والاجتماعات العائلية، لاسيما بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتي أسميها "وسائل للقطيعة الاجتماعية" وأننا أصبحنا نكتفي بالرسائل عبر الفيس بوك أو الواتس أب، وكلها رسائل مكرره أو مأخوذة ولا تشعر بأن هذه المعايدة تخرج من القل، ما يجعلنا جعلنا وأننا في حالة من الشرنقة وفي جزر منعزلة". 
وتابع: "أنا من مدينة المحلة الكبرى وهي كانت ولا تزال أكبر المدن الصناعية في الشرق الأوسط، وكانت شركة مصر للغزل والنسيج لها العديد من المرافق والحدائق العامة المحيطة بالمصانع ومنها برج الساعة وهو يعتبر الثاني بعد برج بيج بن، وكنا نذهب إلى هذه الساحات لقضاء أوقات العيد، وكان هناك اهتمامًا كبيرًا بالحدائق العامة، وأن أكبر مبلغ حصلت عليه كعيديه كان 25 قرشًا وهي ثروة كبرى في هذا الوقت، كما كان أصدقائي يقومون بركوب العَجل والمراجيح ولكنني حتى الآن لا أستطيع ركوبه، فكنت استغل نقود العيدية في شراء الكتب، لأن وقتها لم أكن استطيع شراء الكتب وأقوم بتأجيرها، وهذه العادة استمرت معي حتى الآن"
وعن أهم ملامح العيد قال: "أن مدينة المحلة الكبرى كان بها عدد كبير من السينمات والمسارح والتي وللأسف الشديد أغلقت جميعها وبعضها تم تحويلها إلى قاعات للأفراح، وأنا حزين جدًا لإغلاقها، فكانت تمثل هذه الأماكن صروح ثقافية كبرى، ولا نعرف من وراء اختفاء هذه الأماكن وأتمنى أن يتم فتحها مرة أخرى، وكأن هناك حملة مقصوده لتحويل هذه الأماكن الثقافية إلى مناطق استهلاكية، لاسيما وأننا في مرحلة مواجهة مع الأفكار المتطرفة ولابد من تواجد مكثف لهذه الأماكن الثقافية التي تعود بالنفع الثقافي والمعرفي لدى الشباب". 
واختتم: "كان العيد في الطفولة مليء بالأحداث التي لا يمكن نسيانها كالتصوير واللعب في الحدائق والساحات ومشاهدة الأراجوز، وأن أصعب موقف حدث لي هو ضياع العيدية، وحزنت وقتها حزنًا شديدًا، ولكن الجميع وقتها تعاطف معي وقاموا بتجميع العيدية مرة أخرى، وكنت وقتها سعيد وتمنيت أن أجد العيدية التي ضاعت ليصبح معي مبلغًا كبيرًا ".