السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ذكريات العيد.. محمد السيد عيد: يعني في الإسكندرية "السمك البكالا".. ومعركة "صيجان" الكحك والبسكويت

الكاتب الكبير محمد
الكاتب الكبير محمد السيد عيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يجوب بنا الكاتب الكبير محمد السيد عيد، فى رحلة لمدينة السحر عروس البحر المتوسط، الإسكندرية، لينقل لنا أجواء العيد بين شواطها وعادتها الجميلة، بقوله: «إن مصر زمان كان لها رونق خاص لا سيما فى أيام العيد، التى كانت تبدأ أجواؤه فى النصف الأخير من رمضان، فكان الكحك له طقوس خاصة، حيث كان يتم تصنيعه بالمنازل، وكنا نشارك فى نقشه ووضعه على الصيجان، والذهاب بها إلى الفرن، وكان الحصول على الصيجان معركة بحد ذاتها، نظرًا للإقبال الشديد على حجزها، وكنا نجلس بالساعات للحصول عليها، لوضع الكحك، وهو ما نفتقده الآن، ولم تعد هناك أفران لخبز الحكك والجميع يذهب للشراء».
وتابع: «كان أيضًا يتم صنع الملابس والأحذية، فلم تكن وقتها هناك محلات لبيع الأحذية أو الملابس، وكنا نقوم بالذهاب لأخذ مقاساتنا عند الترزى والجزمجى، وكانت أكبر أزمة حينما لم يستطع الترزى استكمال جميع الملابس قبل العيد، وكانت من إحدى العادات فى الإسكندرية هى عمل السمك البكالا، فى أول أيام العيد، والذى كان يتم استيراده، وهو سمك مملح ومجفف، وكانت العيدية وقتها خمسة قروش وهذا مبلغ كبير، وكان الأطفال يتجمعون ويذهبون إلى الأقارب لجمع العيدية، وكان إحصاء ما جمعناه يمثل فرحة كبيرة، وبعدها نذهب إلى حديقة النزهة وحديقة الحيوانات بالإسكندرية، وأحيانًا إلى قلعة قايتباى، وعندما يكون المبلغ كبيرًا كنا نركب الخيول والدراجات، ونقوم بشراء الأطعمة والمشروبات». 
وعن وقت العيد قال: « زمن جميل انتهى للأسف فكل شيء أصبح له طعم مختلف وعادات مختلفة، وكان ضياع العيدية يمثل أكبر مأساة للأطفال، أما فى مرحلة الشباب فقد تغير الوضع قليلًا، وكان وقتها ظهرت فتوى تقتضى بعدم وجوب عمل كحك العيد، فقد عاصرنا فترة صعبة مع نكسة يونيو ٦٧، وكنت فى الجامعة، ثم تم تجنيدى فى القوات المسلحة، والمعايير فى مصر كلها اختلفت إلى حد أنه فى رمضان قام بعض الناس بصنع الكحك وهاجمه الباقون بدعوى -أنه لا يصح أن نصنع الكحك وأبناؤنا يقاتلون فى الجبهة- ومع الوقت انتهت مسألة الاحتفال بالعيد بسمك البكالا، ولم يعد موجودًا، واستمر الوضع لفترة طويلة، لأن الجنيه المصرى كان له قيمة، والقرش كان له قيمة، والأسعار بدأت تتغير بسرعة شديدة، ومنذ أن كنت طفلًا إلى الآن، تضاعفت ألف مرة فأصبحت العشرة قروش تمثل الـ١٠٠ جنيه».