الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ذكريات العيد.. نادية رشاد: زيارة أولياء الله ورحلة "القناطر" أهم الطقوس

لكاتبة نادية رشاد
لكاتبة نادية رشاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن «حى الضاهر» وقربه من منطقة وسط البلد والحسين والسيدة زينب، كان له أثر كبير فى ثقل ونشأة العديد من فنانى مصر وكتابنا الكبار، الذين انحدروا من هذا الحى العتيق، والذى حمل معه سمات الحب والتسامح، وتأخذنا الفنانة والكاتبة نادية رشاد، فى رحلتها الزمنية لتنقل لنا أجواء العيد فى هذا الحى، الذى اتسم بنشر الحب والتسامح وأصول العيش المشترك. 
تقول «رشاد»: «نشأت فى منزل بحى الضاهر، وكان قريبًا من ميدان الظاهر بيبرس، وكان فيه حديقة هناك، وكنا نستمع فى صباح العيد إلى الموسيقى التى تعزفها قوات الشرطة يوميًا، وكانت الحدائق هناك بديلًا عن النوادى، التى أصبحت موجودة بكثافة فى هذه الأيام، حيث كانت تتواجد المراجيح، وكانت تصطحبنا المربية إلى الحديقة، حيث أن يخشى والدنا علينا من عبور الطريق، وذلك بسبب التروماي».
وتابعت رشاد: «كانت الزيارات العائلية أهم شيء فى العيد، فكانوا يأتون جميع أقاربنا من البلدة ويقيمون معًا طوال فترة العيد، وكانوا يحرصون على زيارة أولياء الله الصالحين، كالحسين والرفاعى والسيدة زينب والسيدة نفيسة وجامع السلطان حسن، كما كنا نقوم بزيارة مقابر الموتى، وتوزيع «قرص الرحمة» المصنوعة بالينسون والشمر»، والتى كانت تصنع خصيصًا لزيارة المقابر مع كحك العيد، والذى كان يصنع فى المنزل، هذا بالإضافة إلى إقامة الرحلات فكنا نذهب إلى حديقة الحيوان والقناطر الخيرية». 
وعن ملابس العيد قالت: «كنا نقوم بتفصيل ملابس العيد كلها، فكنا نذهب للخياطة ونختار التصميمات، وكان يتم تصنيع ملابس بكثر ليكون كل يوم لبسًا مختلفًا، وحينما وصلت لسن الثانية عشرة بدأت أتغير ولم أعد أحب إلى الذهاب إلى الحدائق، وكنت أفكر فى شغل مختلف لشعورى بأننى كبرت على أن تمسك بى المربية، وكنت أفضل البقاء لقراءة الكتب فكنت أشعر بسعادة بالغة واستمتاع أكثر وأنا بصحبة الكتاب، وأعلنت وقتها العصيان، ولكننى كنت أفضل الذهاب للسينما، وكان حى الضاهر، مليئًا بدور السينما الصيفية والشتوية، حيث كان يعرض ثلاثة أفلام فى برنامج واحد، كالذهاب لسينما ريالترو أو فيكتوريا، اللتان كانتا بالقرب من منزلى».
متابعة: «أذكر أننى كنت دائمًا أستمع إلى أغانى عبدالوهاب من خلال هذه السينما، وحتى الآن كلما استمعت لأحد أغانى عبدالوهاب أتذكر بيتنا القديم فى الضاهر، وأتذكر روح التسامح والتعايش التى نشأت وتربيت عليها، فكان حى الضاهر من أرقى الأحياء، فكان تأتى عربيات النظافة بعد الظهر وراءها الكناسون بالمقشات فى الشارع فكان حيًا نظيفًا، وقريبًا من وسط المدينة، وكانت المنطقة أغلبها من رهبان وراهبات المدارس، بالإضافة إلى وجود أجانب من جنسيات مختلفة، فكان المسيحيون غالبية فى الحى والمدارس، وعلمنى هذا الحى عدم التعصب وكيفية التعايش الجميل بدون مشكلات، وكان الشعار الدين لله والوطن، وكانت المعاملة هى أساس كل شيء». 
أما عن العيدية فتقول: «كانت فى البداية ٥ قروش ثم ٢٠ قرشًا ثم ٢٥ قرشًا، وهذه كانت مبالغ كبيرة لم نكن نعرف نصرفها، فأيام العيد بالنسبة لى هى فى مرحلة الطفولة والتى تُعد بمثابة الجنة والتى نخرج منها وننزل على الأرض عندما نكبر فكأننا كبرنا وخرجنا من جنة البراءة وخرجنا لمعترك الحياة على الأرض».