الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ذكريات العيد| محمد أبوالعلا السلاموني: أول عيدية كانت 10 قروش

محمد أبوالعلا السلامونى
محمد أبوالعلا السلامونى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أجواء «دمياط» ساهمت فى تشكيل وعيى الثقافى وفرق «مولد أبوالمعاطى» سبب عشقى للمسرح
«قوات الشرطة» كانت تعزف «الموسيقى» يوميًا فى الشوارع.. والحدائق بديلًا عن النوادى

قال الكاتب الكبير محمد أبوالعلا السلامونى، عن أجواء العيد فى الماضى والحاضر: «لا أشعر بالعيد وأنا فى القاهرة فلم أكن أتذوق طعمه، إلا فى بلدتى دمياط، وأن هناك اختلافًا كبيرًا بين الحاضر والماضى، وأذكر فى فترة الخمسينيات فى فترة المراهقة والطفولة المبكرة، حيث كنت أسكن فى منطقة المنشية فى مدينة دمياط، وكان يوجد مولد أبوالمعاطى، الذى كان يُعقد كل عام، وتظهر فيه مظاهر الفنون الشعبية، التى تعلمت منها وعلمتنى الكثير وجعلتنى أحب المسرح».
وتابع: «كانت هناك حارة تسمى «حارة العيد»، وكان بها كل أنواع ألعاب الطفولة من المراجيح والساقية القلابة والحاوى والساحر، والألعاب الخاصة بالأعياد، والفلكلور الشعبى، وكان منزلى قريبًا من حارة العيد، وكان لهذه البيئة الطبيعية الفضل فى حب المسرح بداخلى، حيث أسهمت الفرق الشعبية التى كانت تقدم التمثيل التلقائى والارتجالى والتى كانت تقدم على «مصطبة» يعتليها الممثل، حيث كان يقوم بتغيير ملابسه العادية ليرتدى ملابس التمثيل أمام الجمهور، وكان التمثيل -على المكشوف- ولم أنسَ فقرة الأراجوز، وهو بيتخانق مع زوجته بشكل كوميدى، والحاوى وهو يلعب مع القرد والحيوانات، كل هذه الأشياء لا يمكن أن أنساها فى مرحلة الطفولة».
مضيفًا: «أما فى مرحلة الجامعة فكنت أذهب إلى قصر ثقافة دمياط أثناء العيد، ونذهب لنتجول ونشاهد الألعاب الموجودة ونستعيد الذكريات، كما استخدمت كل هذه الأشياء فى كتابة المسرح وفى أكثر من مسرحية حيث استخدمت فيها ألعاب العيد والمولد كمسرحية «المليم بأربعة» من بطولة نور الشريف ونورا، و«مولد يا بلد» والتى لها ذكريات ما زالت أذكرها حتى الآن، لكن كل هذا تغير حينما رضخ محافظ دمياط لمطالب الجماعات الإرهابية بإلغاء المولد فى فترة الثمانينيات والتسعينيات، التى انتشرت فيها الجماعات الإرهابية، وبدأت تضرب فى مؤسسات الدولة وتقتل بعض رموزها، مثل قتل فرج فودة، كما تم إلغاء مسرحية «المولد» التى كان سيخرجها المخرج الكبير سعد أردش، وأخذتها فرقة كفر الشيخ وعرضتها على مسرح محافظة كفر الشيخ».
مستطردًا: «كانت هناك ممارسات كثيرة أيضًا، منها زيارة القبور، خاصة أن والدى توفى وأنا فى سن العاشرة، وما زلت أذهب فى وقت مولد سيدى أبوالمعاطى أذهب إلى هناك وكنت أشترى عروسة المولد، وأعطيها للأحفاد، بالإضافة إلى الألعاب الشعبية العرائس والتماثيل الصغيرة وأدوات الموسيقى والربابة، والطبلة والمسحراتى، كما كان لسرادق المداحين سحره الخاص، حيث صوت المداح وحلقات الذكر والتى كانت تعتبر رقصًا شعبيًا وقتها خاصة الأزجال والتى كانت أحد أهم أشكال الفن الشعبي».
أما عن أول عيدية قال: «أول عيدية أخدها كانت ١٠ قروش، وهى كانت تُعد بمثابة ثروة كبيرة فى هذا الوقت، وكانت زيارة البلد والأقرباء سحرًا آخر، حيث كنا حريصين على التواصل بشكل حقيقى، كما أننى كنت أقضى أيام العيد فى فترة الشباب مع مجموعة من الأصدقاء، والذين أصبحوا كتابًا كبارًا، مثل الكاتب الكبير يسرى الجندى، وكان زميل دراسة والكاتب السينمائى بشير الديك».
وعن أغرب حادث حصل له وارتبط بالعيد قال: «كنا فى عيد الأضحى وسافرت إلى بورسعيد حيث كنت أعرض رواية «النديم» والتى كانت تتحدث عن الثورة العرابية، وذلك بمناسبة عيد النصر فى عام ٧٤، وعقدنا وقتها مؤتمرًا كنا ندعو فيه إلى تدشين اتحاد لكتاب مصر، وتصور مدير القصر وقتها، إننا نقوم بثورة وقام بإبلاغ الأمن، الذى قبض على الفرقة كلها، وتم حبسنا لمدة ٨٠ يومًا، وأخذنا براءة فى أول جلسة للمحكمة، ولكن بعد أن كنا قد قضينا العيد فى الحبس».