الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

دار "أفق" تجمع 11 عملًا للجزائري عبدالرزاق بوكبّة في كتاب واحد

الجزائري عبد الرزاق
الجزائري عبد الرزاق بوكبّة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلنت دار "أفق" للنشر أن الأعمال غير الكاملة للكاتب الجزائري عبد الرزاق بوكبّة ستكون متوفّرة في عمل واحد عن الدار، التي أعلنت في بيان لها: "برغم انطلاقتنا التي كانت قبل وقت قصير في عالم النشر، يسرّنا أن نتعاقد مع الكاتب عبد الرزاق بوكبّة بنشر مجموعة أعماله غير الكاملة بما يعتبر إضافة للدّار وللقارئ الجزائري والعربي، واحتفاء بالأدب الجزائري على تنوّع مجالاته، والذي يعدّ بوكبّة أحد الذين يشكّلون خارطته".
يضمّ الكتاب أحد عشر عنوانا في الشعر والزجل والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا والرواية والسيرة واليوميات أصدرها بوكبّة ما بين عامي 2004 و2017 عن دور نشر جزائرية وعربية، هي "من دسّ خفّ سيبويه في الرّمل؟"، و"أجنحة لمزاج الذّئب الأبيض" و"فصول المعطف" و"جلدة الظلّ: من قال للّشعة أف؟" و"ندبة الهلالي: من قال للشّمعة أح؟" و"يبلّل ريق الماء" و"الثّلجنار"، و"وحم أعلى المجاز"، و"كفن للموت" و"يدان لثلاث بنات، ويليه: بوصلة التّيه" و"ماء سريع الالتهاب".
وسألت "البوّابة نيوز" الكاتب الجزائري عمّا تعنيه له هذه الخطوة، فقال إنها ستخدمه على صعيد توفير كتبه في السوق بعد أن نفد معظمها، وعلى صعيد أنها ستساعده نفسيا على أن يباشر قطيعة جمالية مع المرحلة السابقة. يقول: "كانت الكتابة تمثل لي فعلا للتنفّس والتطهر في ظلّ تجارب ومغامرات قاسية وثرية في مساري، بما جعل كتبي تشكّل عزاء شخصيا لي حتى أن بعضها أنقذني من الانهيار في بعض المفاصل، وأنا أرغب، بعد خروجي من تلك الحالة والتجربة، في الدخول إلى مرحلة جديدة تصبح الكتابة فيها عندي تمثل فعلا للتأمّل والحفر".
أرغب، يقول بوكبّة، في لغة جديدة ومعمار جديد وهواجس جديدة، تبرمجني على التجدّد والتجاوز والإضافة، وهو الخيار الذي ينقذ الكاتب من التكرار والترهل. ويضيف: "في السابق، كنت أقتل تجربة ما بنشرها حتى أباشر الدخول في تجربة أخرى، ذلك أن النشر يضع حدا للتجربة التي تبقى فكريا ونفسيا سارية المفعول في وجدان الكاتب، بما يعيقه عن الانتقال إلى غيرها، وسأستغلّ إعادة نشر ما كتبته دفعة واحدة في قتل مرحلة كاملة، فإن عجزت عن الإتيان بما يختلف عنها جميعها، لن أجد حرجا في التوقّف عن الكتابة تماما".
وعمّا إذا كان سيتشبّث بخيار التعدّد في الأجناس الأدبية خلال المرحلة الجديدة من تجربته الأدبية قال بوكبّة إن التعدّد كان ثمرة لطبيعة الفترة التي شرع خلالها في الكتابة والنّشر، "حيث كنت شبيها بالأرنب البرّي الذي يتفادى رصاصة الصيّاد بكسر مسار الهروب. ولا شكّ في أن خروجي من ذلك المقام إلى مقام آخر أكثر استقرارا ونضجا سيجعلني أقلّل من اللجوء إلى خيار التعدّد". 
هنا، يكشف عبد الرزاق بوكبّة لـ"البوّابة نيوز" حصريا أنه يميل بقوّة إلى خيار الاستقرار على الرّواية، "لدي الكثير ممّا أقوله للعالم. وأرى أن الرواية أقدر على أن تستوعب ذلك. إنها شبيهة بالإسفنجة التي تمتصّ ترسّباتي جميعها". 
سألناه عن السبب الذي جعل مجموعته القصصية "كفن للموت" الصادرة عام 2016 عن دار "العين" في القاهرة تترجم إلى العديد من اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والأمازيغية والفارسية والكرواتية قريبا، قال إن لمسة التّجريب التي طبعت معمارها، وابتعادها عن التناول النمطي لموضوعة الموت لفت الانتباه إليها، كما أن الترجمة الإنجليزية ساهمت في ذلك، بالنّظر إلى سلطة هذه اللغة في سوق القراءة والتّرجمة.
يذكر أن عبد الرزاق بوكبّة المولود عام 1977 في قرية "أولاد جحيش" التي طالما شكّلت فضاء مكانيا لتجاربه الأدبية يشرف على فضاء "صدى الأقلام" المتخصّص في المسرح، ويدير نشر دار "الجزائر تقرأ" واسعة الانتشار في الأوساط الشبابية الجزائرية.