الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حكايات مجهولة| المؤرخون الأوائل.. للعقبرية أسرارها

عبدالرحمن الجبرتى
عبدالرحمن الجبرتى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتشد التاريخ العربى بالكثير من المؤرخين العظماء، الذين اتصفت كتبهم بالعديد من الصفات منها الإحاطة وغزارة المادة، ما شكل منبعًا عظيمًا لعلم التاريخ وكل ما يتعلق به، وتشمل موسوعاتهم الضخمة تفاصيل دقيقة وملاحظات مهمة لعصورهم، ومقتطفات أدبية وسياسية ودينية فقهية تبرز مدى سعة ذهن وثقافة هؤلاء الأوائل، وإن كانت بعض المؤلفات الأولى تحوى الضعيف والصحيح إلا أنهم تركوا مادة ضخمة ما يدل على براعتهم فى النقل والتدوين، فابن جرير الطبرى ينقل دون تمييز، بينما يأتى ابن الأثير ليدقق فى المرويات بمنطقية وعقلانية، وفى السطور التالية نستعرض أهم الأسماء التى لمعت فى تاريخ التأريخ للوقائع العربية والإسلامية.
ويأتى على رأسهم الإمام الكبير ابن إسحاق رائد الكتابة التاريخية، وأول من سجل السيرة النبوية فى كتاب، ولد بالمدينة، وطاف بالبلاد الإسلامية وتوفى عام ١٥١هـ، وخلفه من بعده المؤرخ عبدالملك بن هشام وأبوعبدالله الواقدى.
أما الواقدى المتوفى ٢٠٧، والذى تميز منهجه فى كتابة «المغازى» بالتنظيم ومنطقية الأحداث، فهو يقتفى الأحداث، ويعرضها فى إطار موضوعى، يذكر التفاصيل، يهتم بذكر التواريخ، يورد أسماء أمراء المدينة الذين يخلفون النبى أثناء غيابه، يهتم بالتسلسل وربط الأحداث، تعود أن يزور الأماكن التى دارت بها الواقائع ليتمكن من وصفها بدقة، ولقد ابتعد الواقدى عن طريقة المحدثين المألوفة، فلم يلتزم بالأسانيد وألفاظ الرواة، وصاغ تاريخه بأسلوب قصصى واضح العبارة وسهل التناول ومحبب من الناس، وربما هذه الطريقة غير المألوفة لدى القدماء كانت سببًا فى جعل البعض يظن أنه يختلق الحكايات، ويميل للقصص دون تمحيص الروايات فابتعدوا عنه وشككوا فى كتابه.
ومنهم أيضًا على بن الحسين المسعودى المتوفى ٣٤٦هـ، وهو من المؤرخين العظماء الأوائل، زار البلاد وطاف بها، ولد ببغداد وانتهى به المطاف بالفسطاط بمصر، واشتهر بكتابه «مروج الذهب»، ثم شمس الدين بن خلكان من مواليد العراق وعاش فى دمشق الشام، وهو قاضى القضاة، اشتهر بكتابه «وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان» وقد توفى عام ٦٨١هـ.
بينما أبوالفداء إسماعيل بن على الذى تولى إمارة حماة بالديار الشامية فى عهد الدولة المملوكية، قد توفى عام ٧٣٢هـ، حفظ القرآن وطالع العلوم والفنون ونبغ فى علوم التاريخ والجغرافيا، وقد وضع فى كل منهما كتابًا واحدًا اشتهر به، حتى صار من جهابذة الفن، ففى التاريخ وضع «المختصر فى أخبار البشر»، وفى الجغرافيا وضع «تقويم البلدان». 
وحديثا المؤرخ المصرى عبدالرحمن الجبرتى، عاصر الحملة الفرنسية على مصر، ووصف تلك الفترة بالتفصيل فى كتابه «عجائب الآثار فى التراجم والأخبار» والمعروف بـ«تاريخ الجبرتى» ويعد مصدرًا أساسيًا لتلك الفترة المهمة من الحملة الفرنسية. وغير ذلك كثير فهناك ابن إياس الحنفى، وابن الأثير، والمقريزى، وابن تغرى برى، وابن حجر العسقلانى، وابن كثير، وشهاب الدين النويرى، والزركلى، والسيوطى، وابن خلدون، والقلقشندى.