لعيد الفطر الكثير من العادات والتقاليد في مصر وأهمهم على الإطلاق صنع كعك العيد، حيث تنشغل النساء وربات البيوت في إعداد كعك العيد لتقديمه للضيوف، فصناعة كعك العيد عادة مصرية قديمة عرفها القدماء المصريون.
وقال الدكتور محمود المحمدي، عالم المصريات، إن الكعك عرف في قاموس اللغة العربية بكحك الذّرة أي خبز من دقيق الذّرة مشكّل أو مقليّ في صينيَّة خبز الكعك وكلمة الكعك "قبطية" أصيله ومفردها كعكة، ومشتقة من اللغة المصرية القديمة التي تعني الخبز المنقوش، وهو نوع من أنواع الخبز المصنوع من اللبن وأخذ أشكالًا مختلفة في اللغة المصرية القديمة.
وأضاف المحمدي أن المصريون القدماء عرفوا صناعة الكعك منذ القدم، حيث يذكر هيرودت أنه عندما زار مصر وجد نساءها تقوم بعجن الخبز عن طريق الدهس بالإقدام ونرى أن هذه الطريقة تعمل على جعل العجينة شديدة النعومة لكي يكون خبزا عالي الجودة وهذا ما تفعله النساء حاليا، حيث تقوم بفرك الدقيق باليد بعد خلطة بالسمن واللبن لكي تحصل على كعك ناعم عالي الجودة.
وأشار إلى أن مناظر الكعك المصري ظهرت في مقابر طيبة ومنف ومن أهم المقابر التي ظهر فيها النساء وهم يحملون الكحك فوق رؤوسهم، مقبرة الوزير رخيمي رع في الأسرة الثامنة عشر بأشكال مختلفة، موضحًا أن أهم الأشكال التي كانت تنقش على الكعك شكل قرص الشمس الذي يمثل التقرب إلى إله الشمس أمون.
ومن ناحيتها أكدت الدكتورة سماح الصعيدي، أستاذ التاريخ الإسلامي، أن الكعك عرف أيضًا في العصر الإسلامي، خاصة في عهد الدولة الفاطمية، فقد تقرب الفاطميون للشعب المصري بالحلوى خاصة الكعك.
وأضافت أنه في العصر المملوكي كان الكعك يصنع قبل العيد بـ٣ أشهر ويوضع في الميادين العامة للشعب مجانًا، وكان يصنع من أجود أنواع المكسرات ويوضع ببعضها عملات من الذهب والفضة ويوزعها الحاكم على الوزراء والأمراء وقادة الجيش، وبلغ تكلفة صناعة الكعك في عهد السلطان برقوق ٦٠ ألف دينار.
