الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"سعد أردش".. عملاق المسرح الحديث

سعد أردش
سعد أردش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو أحد عمالقة المسرح الحديث، فى التمثيل والإخراج والتأليف: إنه الفنان القدير الراحل سعد أردش، الذى ساهم فى تحقيق نهضة مسرحية، سجلت باسمه كأستاذ ورئيس قسم التمثيل والإخراج، بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وكعملاق مسرحى تخرجت على يديه أجيال من الفنانين المصريين على مدى أعوام طويلة.
بدأ «أردش» حياته موظفا بالسكك الحديدية واستخدم مخازنها فى تقديم عروض مسرحية للهواة، قبل أن ينتقل إلى القاهرة، ليلتحق بمعهد التمثيل ويحصل على دبلوم المعهد عام 1950.
وأوضح سعد أردش خلال حوار له أذيع مؤخرا ببرنامج «ذاكرة ماسبيرو» قصة حياته ودخوله مجال الفن، بقوله: «ذهبت مع مجموعة من زملائى خريجى المعهد، إلى الأستاذ زكى طليمات، الذى كان وقتها عميدا للمعهد ومديرا للفرقة القومية للتمثيل، وطلبنا منه الالتحاق بالفرقة، لكنه اعتذر بسبب ضألة ميزانية الفرقة وقتها، والتى كانت لا تزيد على 7000 جنيه، ولن تكفى لدفع رواتب للمعينين الجدد، مما حدا بى إلى تكوين فرقة حرة تعاونت فيها مع كاتب ناشئ وقتها يدعى نعمان عاشور- أصبح من مشاهير الكتاب المصريين بعدها- وقدمنا من خلال هذه الفرقة عرضنا الأشهر «الناس اللى تحت» ولم تدم هذه الفرقة طويلا، إذ أوفدت أواخر الخمسينيات لبعثة دراسية بإيطاليا، وتفرقت السبل بأبناء هذه الفرقة أمثال سناء جميل وإبراهيم سكر وعبد المنعم مدبولى».
وتحدث «أردش» عن نشأته فقال: «إنه من مواليد مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، فى 16 يونيو عام 1924، حصل على الشهادة الثانوية ثم بدأ حياته العملية موظفًا بالسكك الحديدية، وذلك قبل أن ينتقل إلى القاهرة ليجمع فى دراسته الجامعية بين الفن والقانون؛ حيث التحق بمعهد الفنون المسرحية، إلى جانب التحاقه بحقوق عين شمس، وحصل على بكالوريوس المعهد عام 1952، وليسانس الحقوق عام 1955».
وفى عام 1957 تم إيفاده فى بعثة دراسية إلى إيطاليا، ليحصل على درجة الدكتوراه، من الأكاديمية الدولية للمسرح فى روما عام 1961، ثم عاد إلى مصر ليتنقل بين عدة مناصب وظيفية ما بين أستاذ ورئيس قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، ثم مديرًا لمسرحى الجيب والحكيم، ورئيسًا لقطاع الفنون الشعبية الاستعراضية، ورئيسًا للبيت الفنى للمسرح.
وأشار الفنان القدير إلى أن إبداعاته لم تقتصر على المسرح فحسب، بل شارك أيضًا فى بعض الأعمال السينمائية مثل: «الرجال لا يتزوجون الجميلات» مع شويكار عام 1965، «قنديل أم هاشم» مع شكرى سرحان عام 1968، إلا أنه لم يجد نفسه فى شاشات السينما؛ لأنها بحسب رأيه غير قادرة على استيعاب ممثلى المسرح بحركاتهم الارتجالية وخروجهم عن النص والالتزام بالتوقيت الزمنى للجملة والحركة الواسعة التى لا تتحملها الكاميرا، بقوله: «فالمسرحى غريب على الكاميرا السينمائية».
وفى أول أعمال أنتجها التليفزيون المصرى فى الستينيات، أطل سعد أردش فى عدة أعمال مميزة مثل: «الانتقام» مع عقيلة راتب عام 1969، «العقاب» مع يوسف شعبان عام 1975، «محمد رسول الله ج 5» مع حسن يوسف عام 1984، «الوعد الحق» مع أحمد مرعى عام 1993، «المال والبنون ج2» مع زيزى البدراوى عام 1995.
ونال الفنان الراحل العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسام العلوم والفنون عام 1967 وجائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة، وشملت رحلته الفنية التى استمرت لقرابة 40 عاما أعمالا متميزة سواء فى التمثيل أو الإخراج ومن أشهر أعماله «سكة السلامة»، «المال والبنون»،«عطوة أبومطوة»، «الأسطى حسن»، «شباب امراة» وغيرها من الأعمال التى تعد علامات فى مسيرة المسرح والسينما المصرية.
وعانى الفنان القدير من سرطان العظام، وتُوفى على إثره فى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك فى 13 يونيو عام 2008 قبل ثلاثة أيام من احتفاله بعيد ميلاده الرابع والثمانين.