ربما لا يصدق الكثيرون أنفسهم، وهم يستعدون لمشاهدة المنتخب الوطني وهو يلعب عند الثانية بعد ظهر اليوم الجمعة أمام منتخب أوروجواي، في الجولة الأولى للمجموعة الأولى من كأس العالم، على ملعب إكاتيريتبيرج أرينا، وهي البطولة التي ظل مجرد التواجد فيها، حلما بعيد المنال طوال 28 عامًا غابت فيها شمس الفراعنة عن الحدث الأهم على مستوى العالم.
المشاركة في كأس العالم، تجعل "عيد" المصريين اليوم "عيدين" الأول احتفالًا بالفطر بعد شهر رمضان المبارك، والثاني التواجد في كأس العالم فالأكيد أنه من بين الجماهير اليوم ملايين الشباب الذين لم يسبق له مشاهدة منتخب بلده يلعب وسط كبار اللعبة الشعبية الأولى في العالم بعد الاخفاقات المتتالية التي طاردتنا طوال مشوار تصفيات المونديال منذ الوصول لآخر مرة عام 1990، ولكن الأكيد أيضًا أن المنتخب يخوض مباراة الليلة مدعومًا بدعوات أكثر من 100 مليون مصري ليس فقط للتمثيل المشرف ولكن لتحقيق نتائج إيجابية في هذا المحفل العالمي وهو ما لا يجب أن يضع ضغوطًا على اللاعبين ولا على الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر، والأخير بالتحديد يمتلك من الخبرات ما يؤهله لخوض هذه البطولة دون الالتفات للهجوم الشديد والنقد اللاذع إعلاميا وجماهيريًا طوال الأسابيع الماضية نظرًا للمستوى المتراجع للفريق في اللقاءات الودية استعدادًا للبطولة خاصة وأنه لم يعد أمامه مزيد من الوقت للتجربة وحان وقت الاختبار الحقيقي.
ومن بين الـ23 لاعبًا الموجودين مع المنتخب الوطني، في روسيا يبقى الفرعون محمد صلاح، محط أنظار الجميع فهو اللاعب الذي يعقد عليه جميع المصريين آمالهم لحمل الشعلة المصرية اليوم والذهاب بعيدًا في روسيا، على أمل أن يكون قد تماثل للشفاء من الإصابة التي تعرض لها في الكتف خلال مشاركته مع فريقه ليفربول الإنجليزي أمام ريال مدريد الإسباني بنهائي دوري أبطال أوروبا، اللاعب خضع لبرنامج تأهيلي مكثف في الفترة الماضية على أمل اللحاق بلقاء اليوم خاصة وأن مباراة أوروجواي ليس مهمًا فقط لأنه الأول لمصر بالمجموعة الأولى التي تضم أيضًا روسيا البلد المضيف والسعودية ولكن لأن المنافس هو الأقوى والمرشح الأول للتأهل لدور الـ16 نظرًا للخبرات العريضة التي يضمها من لاعبين بقيادة الثنائي الهجومي الرهيب لويس سواريز نجم برشلونة الإسباني وإدينسون كافاني لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي.
وإذا كان منتخب أوروجواي يضم نجوم يلعبون في دوريات أوروبية كبرى فمصر أيضًا تمتلك نجوم يلعبون في أندية الصف الأول بأوروبا وعلى رأسهم محمد صلاح النجم الأول لليفربول وأفضل لاعب في الدوي الإنجليزي وأفضل لاعب في أفريقيا، بجانب محمد النني لاعب خط وسط أرسنال الإنجليزي.
كما يضم الفراعنة عددًا من المواهب الواعدة التي يتوقع متابعون لها التوهج في روسيا وفي مقدمتهم محمود حسن تريزيجيه المحترف في صفوف قاسم باشا التركي وهو لاعب يتابعه أكثر من نادي أوروبي.
وبعيدًا عن الأسماء فقد استعد المنتخب الوطني لهذه المباراة ببرنامج فني مكثف بعد الدخول في معسكر مغلق بمدينة جروزني العاصمة الشيشانية وضع خلاله كوبر الخطوط العريضة على الخطة وطريقة اللعب التي سيخوض بها لقاء الليلة قبل أن يسافر أمس الأول الأربعاء إلى مدينة بيكاترنبرج التي سيخوض بها لقاء الليلة.
كوبر اهتم بالجانب النفسي لتجهيز اللاعبين للقاء اليوم حيث أكد أن عليهم مهمة صعبة ولكنه يثق في قدراتهم وأنهم يستطيعون تحقيق المفاجأة بشرط اللعب دون خوف لا سيما وأن كثيرين منهم يلعب في أوروبا ويمتلك من خبرة المواقف ما يؤهلهم للتعامل مع ضغوط بطولة بحجم كأس العالم.
وعلى صعيد التشكيل المتوقع للمنتخب الوطني الليلة فعلى الأرجح سيلعب عصام الحضري في مركز حراسة المرمى للاستفادة من الخبرات التي يتمتع بها وهو ما رجح كفته على زميليه محمد الشناوي وشريف إكرامي لاعبي الأهلي.
وفي خط الدفاع من المتوقع أن يلعب أحمد فتحي كظهير أيمن ومحمد عبد الشافي في الجهة اليسرى وفي القلب لا خلاف على أحمد حجازي وعلي جبر والأخير قد يبقى بديلًا لحالته الصحية بعد إصابته الأخيرة في مران الفراعنة وفي هذه الحالة سيكون سعد سمير الأقرب للبدء.
وفي خط الوسط يثق كوبر كثيرًا في الثنائي طارق حامد ومحمد النني ولن يلعب بغيرهما إلا في الظروف الطارئة وأمامهما عبد الله السعيد الذي يعول عليه كوبر كثيرًا ليستعيد مستواه المعروف عنه مع الأهلي قبل أن يرحل إلى الدوري الفنلندي ومنه لأهلي جدة السعودي وهو ما أثر على مستواه في المباريات الودية.
وعلى صعيد الهجوم لا خلاف على مروان محسن ورمضان صبحي قبل أن يحسم الجهاز الطبي مصير محمد صلاح بالتنسيق مع كوبر قبل اللقاء بساعات وفي حالة تأكد عدم جاهزيته سيلعب عمرو وردة أو محمود كهربا.
من جانبه أكد إيهاب لهيطة مدير المنتخب الوطني أن الفراعنة على موعد مع مهمة صعبة في نهائيات كأس العالم وأن لقاء اليوم صعب ولكنه يرفض إلقاء مزيد من الضغوط على اللاعبين.
