الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحكومة تنجح في ماراثون الأسعار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هى المرة الأولى التى نتأهل فيها استعدادًا لتخفيض الدعم وبالتالى رفع الأسعار، ويظهر أن الحكومة برغم قوتها أرادت أن تتعامل معنا بمبدأ اللعب على المكشوف لتريح دماغها من وجع الدماغ. فى المقابل المواطن استشعر أن هناك ضرورة من جانب الدولة لاستكمال الإصلاحات الاقتصادية لضمان تحقيق نتائج تنعكس على البلد والمواطن بالخير. والحملة الإعلانية والإعلامية بخصوص الشرح للشعب بشأن أسعار المنتجات فى مصر والخارج، والتوضيح لمبررات خفض الدعم أمور جيدة تساهم بدرجة ما فى تفهم الوضع وتراجع الغضب.
وكان من الملفت نجاح هشام صالح سليم فى تسويق خطط الدولة فى التنمية. نجاح لأسباب استعانة بشخصيه لم تتورط فى الدفاع أو تسويق أكاذيب سياسية من قبل.. ولم يعرف عنه بأنه ابن للسلطة أو منافقًا لها. بالإضافة إلى ما لاحظته أن هشام صالح سليم وهو يروج بالخير لمستقبل البلد والمواطن مؤمن بما يقوله.فى شرح جهود الدولة ورؤيتها بشان رفع مستوى الإدراك والفهم وبناء الشخصية للمواطن، وأيضًا بعث لنا برسائل ذات مصداقية عالية بشأن حرص الدولة على التحرك بشفافية فى خطوات البناء والتنمية وهو الأمر الذى زاد من مصداقيتها. وترك انطباعًا إيجابيًا لدى الناس.. الحكومة نجحت هذه المرة فى كسب تعاطف ما تجاه نيتها فى تطبيق رفع الدعم عن الطاقة وفرض ضرائب جديدة. بعد أن استعانت بشركاء مؤهلين لتسويق رؤيتها فى هذا الأمر. وأرى أن الحكومة حققت انتصارًا معنويًا فى هذا الأمر وقد استشعرت تقبل الناس تلك الزيادات بدرجة ما مع تراجع الغضب.. هشام صالح سليم الرهان عليه كان أفضل عشرات المرات من الاستعانة بصحفى أو سياسى أو برلمانى أو وزراء أنفسهم محسوبين على الحكومة. والنتيجة تقول ضرورة جذب شركاء ووجوه جديدة مؤمنة بما تروج له كتوجه إنسانى وليس وظيفى.الناس بتثق أو تتقبل الأمور فيما لو أدركوا أن هناك أشخاصًا ليس لهم مصالح وغير متورطين فى الدفاع عن الحق والباطل معا يشاركونهم الرأى والقناعة للأفكار أو الخطط المعروضة للنقاش أو المطلوب الإيمان بها.الترويج للأفكار أمر مهم ويحتاج لإداره يعمل من خلالها أشخاص لهم المصداقية. وتتوافر فيهم مقومات الجذب. وهنا علينا أن نتذكر بضرورة استعانة الحكومة بمجموعات للترويج لأفكارها وخططها. بالطبع الأمر قديم لكنه كان يحدث أثرًا ونتائج عكسية لاستعانة الحكومة فى هذا الأمر بوجوه تعتقد أنها مؤيدة ونسيت أنها محروقة وللشارع منها موقفًا. الحكومات كانت تستعين بالمقربين وأصحاب الحظوظ ممن يتفننون فى مساندتها لحد النفاق.. والشارع اقتنع بتسويق الحقائق فى فترة زمنية قليلة كما يحدث الآن حيث اتجهت الحكومة من خلال فكر وشركاء جدد للترويج فى تحقيق نتائج إيجابية بشأن تفهم الناس لقراراتها بشأن رفع الدعم ورفع الأسعار.أنا هنا أشيد بصاحب الفكره ومنفذيها والذين رشحوا المشاركين فيها..تبييض وجه الحكومة أمر فى غاية الصعوبة فى ظل المطالبة المستمرة لها بحل كل المشاكل فى ساعات والناس متعرفشى مصطلحات مثل مفيش إمكانيات أو هناك أولويات، وهى تحتاج لأذرع يهتمون بالشرح للناس للتفهم ومساندة خطوات الإصلاح.. ونجاحها الآن من خلال حملتها الحالية فى اشرح مبررات رفع الدعم عن الشريحة الثانية للطاقة يدل على أنها بدأت تفهم أصول عملية الترويج أو تمنحها لأصحاب الخبرة.