تمتاز دول العالم بعادات وتقاليد تختلف بعضها البعض، تبرز فى شهر رمضان، سواء بمظاهر الاحتفال أو الاستعدادات لهذا الشهر الكريم، ويربط الشعوب أصالة وعراقة بين أبنائها والوافدين إليها، فى تلك الأيام، يُفرش البساط لإحياء ليالى رمضان، واستعادة ذكرياتها فى الدول كافة، وترسيخ تقاليدها، لبث السعادة والبهجة على ملامح الشعوب.
يحظى شهر رمضان الكريم بمكانة خاصة لدى المسلمين عبر العالم، ويشكل فرصة لتوطيد العلاقة مع الخالق عز وجل والتقرب إليه عن طريق العبادات وترك ملذات الدنيا، عادات وتقاليد تميز كل دولة عن غيرها من باقى دول العالم، وطقوس رمضانية تنتظرها الشعوب كل عام؛ للتمتع بها، فلم تكن مظاهر الاحتفال واحدة بين الدول، وتختلف أيضًا وجبات الإفطار على المائدة، ولرمضان فى دولة تونس الخضراء عادات وتقاليد تميزها عن غيرها.
يقول بنزرتى محمد، أحد أبناء دولة تونس، "إن هناك طقوسا رمضانية يتمتع بها مسلمو قرطاج مع قدوم الشهر الكريم، حيث تتزين الشوارع بالمصابيح وتضاء المساجد استعدادا لأداء صلاة التراويح، بجانب حلقات الإنشاد داخل المساجد، ومسابقات تجويد القرآن".
ويوضح «محمد» أن هناك إقبالا كبيرا طوال شهر رمضان على العديد من الأحياء العريقة، أبرزها «باب المنارة» و«باب الجديد» فى العاصمة تونس، تلك التى تشتهر ببيع أنواع تقليدية من الحلويات الرمضانية، والتى تسمى بـ «الزلابيا» أو «المخارق» المكونة من القمح والعسل والسمسم على شكل قطع مستديرة أو مستطيلة، كما يأتى «المقروض القيروان» و«المهلبية» و«الصمصة» و«القطائف» من الحلويات الشهيرة التى نقل التونسيون سر وصفاتها عن الشاميين والأتراك.
ويشير «محمد» إلى أن أبرز العادات التى لا تزال مستمرة، «المسحراتى» أو الملقب فى تونس بـ«بوطبيلة» الذى يجوب الأحياء، وينادى الناس للسحور عن طريق دقات الفرح على الطبل.
ويضيف "العائلات تحرص على تنظيم السهرات الإسلامية التى يحضر فيها منشدون يسمون بـ «السلامية» يدربون على الدف ويغنون أناشيد دينية، كما يرددون عبارة «صحة شريبتكم» مع بداية الإفطار، والتى تعنى بالصحة والعافية".
وعن وجبات الإفطار، يختتم: تتنوع المائدة الرمضانية بتنوع الأطباق الشعبية على رأسها «البريك» و«الرفيسة التونسية» المكونة من الأرز الكوخ بالتمر والزبيب، إلى جانب «المدموجة» و«العصيدة» و«البركوكش» وغيرها من الأطباق التى تميز المطبخ التونسى عن غيره.
