الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مراد وهبة.. المُتوج بـ"النيل" للعلوم الاجتماعية

مراد وهبة
مراد وهبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ليس من السهل الكتابة عن رمز للفكر التنويري في العالم العربي كمراد وهبة، والذي يعد أحد رواد العقلانية والعلمانية في العصر الحديث، هو أستاذ الفلسفة في جامعة عين شمس وعضو في مجموعة من الأكاديميات والمنظمات الدولية المرموقة كما أنه المؤسس ورئيس الجمعية الدولية لابن رشد والتنوير العام 1994 م، واسمه مذكور في موسوعة الشخصيات العالمية حيث يعتبر من بين الـ500 شخصية الأكثر شهرة في العالم، والذي حصد اليوم الأربعاء 13 يونيو جائزة النيل للمبدعين فرع العلوم الاجتماعية.

مراد وهبه جبران ولد في 13 أكتوبر 1926 م، في مدينة أسيوط في مصر، درس الفلسفة في جامعات القاهرة وعين شمس، ونال الدكتوراه من جامعة الإسكندرية، وعضو في عدة منظمات دولية منها الأكاديمية الإنسانية والاتحاد الدولي للجمعيات الفلسفية إضافة إلى المجلس الأعلى للثقافة المصري.

قام بالدعوة لإحياء فلسفة ابن رشد بوصفها، أداة لجسر الهوة بين الغرب والمجتمع الإسلامي بعد أحداث الـ11 من سبتمبر ونجاح ابن رشد في البيئة الأوروبية من خلال فلسفة 'الرشدية اللاتينية' التي أسهمت كثيرا في تأسيس العقلانية الأوروبية، وما تولد عنها من إصلاح ديني في القرن الـ16، وتنوير في القرن الـ18، حيث وظفت بشكل واسع آراء ابن رشد الداعية إلى إعمال العقل في فهم النص وفي الحوار الإيجابي بين الناس، وان هذه الروح هي ما يجب أن يسود حوار الغرب والشرق لأنها أساس السلام في أي منطقة من مناطق الأرض".

يعد كتابه "مسار فكر"، الصادر في 2013، شبه سيرة فكرية لخص فيه مشواره الفكري وتجاربه في الاطلاع على ثقافات الغرب والشرق ومحاولاته للإجابة عن تلك الأسئلة الفلسفية التي لم نجد لها إجابات حتى الآن، سوى أنه "لا أحد يملك الحقيقة المطلقة"، وهي النقطة التي أصبحت بؤرة أحاديثه وكتاباته، بل وحلا للمشاكل الكبرى في الصراعات السياسية، أو العقائدية، وأن هذه الفكرة هي نقطة الخلاف الجوهرية بين التيارات الأصولية وبين العلمانية. ويرى مراد وهبة أن الأخيرة لا تهدد الدين بقدر ما تهدد أصحاب التيارات الدينية الذين يتوهمون امتلاك ما يسمى بالحقيقة المطلقة، والتي لا تدعي العلمانية امتلاكها.

ويقرر مراد وهبة، أن كل إنسان حر فيما يعتقد، ولكنه ليس حرًا في فرض معتقده على الآخرين، وبالتالي فإنه ليس حرًا في تكفير أو قتل مَنْ يرفض معتقده، وتأسيسًا على ذلك يمكن القول إن ثمة علاقة عضوية بين مفهومنا عن العقل ومفهومنا عن التسامح. ومن شأن هذه العلاقة أن يمتنع معها الوعظ والإرشاد في التبشير بالتسامح، لأن التسامح أصبح مسئولية العقل وليس من مسئولية أي سلطة خارجة عن سلطة العقل. ونحن عندما ندعو إلى مسئولية من هذا القبيل، إنما ندعو، في الوقت نفسه، إلى العلمانية لأنها هي التي تتنكر لأى سلطة تريد مجاوزة سلطان العقل.

وفي مناقشته للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يؤكد على أنه يجب علينا تغيير الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث جاء في البندين الأول والثاني أن البشر يولدون أحرارًا ومتساوين في الحقوق ولا تفرقة بينهم بسبب العرِق أو الدين أو الجنس أو اللغة أو الآراء السياسية أو القومية أو الاجتماعية أو بسبب الملكية أو الميلاد، والذى يهمنا من ألفاظ في هاتين المادتين لفظان أساسيان وهما الدين والمِلكية، وأنا هنا أحدد معناهما، الدين يعنى العلاقة بين الإنسان ومطلق معين، والملكية التي أعنيها ليست هي الملكية التي يعنيها الإعلان. فالملكية الواردة فيه تعنى ملكية الأرض أو المصنع، ولكنها لا تعنى ملكية الحقيقة المطلقة.