الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أجندة الخبراء لمنع ظاهرة التسول في الشارع المصري.. تشغيل الشاحذين بالإجبار في مشروعات صغيرة.. وأزهريون: الإسلام يرفضه والحل في التكافل الاجتماعي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أفواههم تردد جملة واحدة «حَسنة يا أستاذ - نص جنيه عاوز أجيب فطيرة أكلها – اي حاجة لله» هيئتهم تجعلك تتعاطف معهم فتعطيهم «الحسنة» رأفة بهم، نَراهم يجوبون الشوارع طوال الليل والنهار بملابس مهلهلة، وندبات في الوجه وبعض أجزاء الجسم؛ الطين والتراب يغطي أيديهم مع بعض آثاره على ملامح الوجه، يجمعون في اليوم الواحد ما يجنيه البعض في شهر، أنهم "المتسولون".
خبراء الاجتماع أكدوا أن ظاهرة التسول تتفشى في الشارع المصري نظرًا لعدم وجود رقابة من الجهات الأمنية لردعهم، مشيرين إلى هناك بدائل لاستغلالهم وتحويل مجهوداتهم للعمل بمشروعات صغيرة وإجبارهم على العمل بها، خاصة أنهم يفضلون الشحاتة لكسب المال الوفير، أو صرف معاشات دائمة لكبار السن منهم.


سامية قدري أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أكدت أن ظاهرة التسول لم تقتصر على المواسم والأعياد وشهر رمضان، بل انتشرت خلال أيام السنة وفي كل منطقة على مرئي ومسمع الجميع، واشتملت على كل الفئات من نساء وأطفال ورجال، وعندما يعرض عليهم العمل يرفضون ويفضلون التسول لسهولة الحصول على المال، وانضم إليهم اللاجئون من الجنسيات المختلفة.
تقول: للقضاء على تلك الظاهرة المتفشية لابد من وجود رقابة من الأجهزة الأمنية على الشوارع لردعهم، بالإضافة إلى امتناع المواطنين عن التعاطف معهم حتى لا يلقوا نتيجة من أفعالهم، بالرغم من أنه موجود بكثير من دول العالم إلا أنه مقنن، ويقدمون من خلاله خدمات بسيطة أو يبيعون الورود أو يعزفون الموسيقى للمواطنين مقابل مبلغ مادي ضئيل خاصة أنهم شعوب يهتمون بالعمل حتى ولو كان صغيرًا.


بينما يرى رشاد عبد اللطيف أستاذ تنظيم المجتمع ونائب رئيس جامعة الفيوم، أن هناك حلولا لمنع ظاهرة التسول في الشارع المصري من خلال إقامة مشروعات صغيرة والتقاطهم من الشارع لتوظيفهم بها، وفرض العمل عليهم من جانب الجهات الأمنية بدلًا من عقوبتهم بالسجن، بالإضافة إلى صرف معاشات لكبار السن غير القادرين على العمل لمنعهم من طلب المساعدة على الأرصفة. 
بينما شيوخ الأزهر يؤكدون أن الإسلام يرفض التسول، وتفرض الزكاة على الفقراء المحتاجين من بعد التحقق من حالتهم، واذا تعاطف المواطن مع المتسول فيمكن أن يعطيه القليل.


بينما شيوخ الأزهر يؤكدون أن الإسلام يرفض التسول، وتفرض الزكاة على الفقراء المحتاجين من بعد التحقق من حالتهم، وإذا تعاطف المواطن مع المتسول فيمكن أن يعطيه القليل.
فيقول عبد الله رشدي -داعية إسلامي وإمام مسجد بالسيدة نفيسة، إنه يجب التأكد من حقيقة الحالة المادية للإنسان قبل إعطائه الزكاة حتى تجوز عليه، فلابد أن يكون محتاجًا، أما المتسولون في الشوارع فإذا تعاطف معهم المواطن فيعطيهم القليل خاصة أن البعض من المتسولين يعتبرونها تجارة سهلة لكسب المال.
فيما يشير شوقي عبداللطيف" وكيل أول وزارة الأوقاف، إلى أن هناك تكافلا اجتماعيا بين الدولة والفقراء، ودائما ما يرفض الإسلام التسول ويفضل الفقير الذي لا يتوسل لقضاء حاجته، لأن التسول يسىء للمجتمع المصري من بعد ما صارت مهنة تملئ الشوارع ولابد من ردعها خاصة أنها تشوه الصورة الحضارية لمصر، وهناك بعض المؤسسات الموثوق بها يجب اللجوء إليها لقضاء فريضة الزكاة تابعة لوزارة الأوقاف والتي تؤدي رسالة مماثلة لبيت المال الذي أنشأه "عمر ابن الخطاب" رضي الله عنه لقضاء حاجة المساكين والفقراء، بالإضافة إلى أن الزكاة تعطى للأقارب والمعارف والجيران.


ويقول إسلام هاشم عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقًا، إن أسباب انتشار التسول في الشوارع هو استجابة المواطنين لتلبية احتياجتهم حتي أصبحت تجارة سهلة لكسب المال الوفير، والإسلام بريء من هؤلاء المتسولين، ولا توجب عليهم فريضة الزكاة التي تجوز للفقراء المحتاجين وليس المتصنعين، ولكن إذا أثبت المتسول حاجته للمال فيجوز إعطائه ولو بالقليل.